صحيفة المثقف

ماذا يكون شأن الانسان عندما ينظر الى غزوا ماسوني صهيوني لبلاده، مبارك من قبل عدد من رجال السياسة والثقافة والفن والدين؟ واليوم هتكت الاسرار وانكشفت الامور ولم يعد هناك شئ خافيا على الناس ومخبى بعد ان انتشار وسائل الاتصلات والموصلات والكامرات الخفية والفضائيات والفضائحيات والتسقيطات التي تجري على قدم وساق دون رادع اخلاقي .. ولهذا يطرح اليوم سؤال هل ان بعض الفنانين العراقيين ماسونيين؟ ربما احد يستفز او يثير استغرابه من هذا السؤال ويحتج على ان الفنانين خط احمر؟ (لا يا شيخ) . الفنانون والسياسيون والمثقفون والادباء والمتدينون وغيرهم، منهم الخبيث ومنهم الطيب ومنهم قد انخرط في المحافل الماسونية سواء في العراق او غيرة .. في عام 1917 تم انشاء المحافل الماسونية مع الانتداب البريطاني في العراق وكان اول المحافل ظهرت في البصرة وبغداد ووصل عددها الى 18 محفلا في عموم العراق كانت تابعة الى المحفل البريطاني، وعندما جاءت ثورة 14 تموز صدر قانونا بمنعها .. وكان فيها مجموعة من الوزراء والضباط والنواب والشخصيات البارزة في حقل الثقافة والفن ... كما كان فيها عدد من الاحزاب اليسارية والقومية و عدد من المتدينين ومنها من اسس في السفارة البريطانية في بغداد (...)؟؟ ... ومن الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في حركة المحافل الماسونية في العراق هو ساطع الحصري ..؟

ساطع الحصري:

لقد لعب ساطع الحصري (القومي الماسوني) دورا كبيرا وخطيرا في انتقاء الاشخاص وادخالهم في المؤسسات الفنية والثقافية . فقد قرب حافظ الدروبي وجواد سليم وعطا صبري واكرم شكري وعيسى حنا وخالد الرحال. واعتمد عليهم في شؤن ادارة المتحف العراقي والترميم وتكبير الصور لرسوم الواسطي ودراسة الآثار الاندلسية وترميم القصر العباسي والمدرسة المستنصرية وسور بغداد القديم وغيرها... وكان هؤلاء الفنانون قد حظوا بحصة الاسد في البعثات الى الخارج، وكذلك كل الذين لهم اتجاه قومي وعلماني؟ .

ساطع الحصري هو مؤسس الفكر القومي وهو يمني الاصل ولد في صنعاء عام 1879 درس في استانبول وعين مديرا لدار المعلمين فيها ..انظم الى- جمعية الاتحاد والترقي- ودعى الى التتريك ثم انقلب في عشية وضحاها ليصبح رائدا من رواد الفكر القومي . اصبح وزيرا للتعليم في دمشق .. ولما نصب ملك فيصل على عرش العراق عينه معاونا لوزير المعارف ثم مديرا للآثار العراقية وهو الذي كتب – القراءة الخلدونية – للصف الاول الابتدائي في العراق حيث لا تجد فيها ذكر الله على الاطلاق .. ويذكر ان في لغته رطانه (لغةعربية معجمة) ... ثم نقل الى سوريا مرة اخرى واصبح المشرف العام على مناهج التعليم فيها ؟

وعند دراسة هذه الشخصية المتقلبة في الفكر والاخلاق والتنقل من بلد الى آخر واحتلاب مراكز وزارية مختلفة في كل بلد يحل فيه ... تبرز امامنا اسألة كثيرة حول - جمعية الاتحاد والترقي – الذي ينتمي اليها ساطع الحصري . ويتضح لنا بعد ذلك ان هذه الجمعية يهودية ماسونية ظمت الى صفوفها مختلف الشخصيات والاجناس (....) اذن ان ساطع الحصري هو ماسوني بامتياز ... والطامه الكبرى انه عين مديرا لمتحف الآثار العراقية . ويشرف على عمل بعض الفنانين والمثقفين .. .... وقد قال احد العلماء فيه –

(ساطع اظلم لما وسد الامر اليه - خسف الدين بجهل لعنة الله عليه) اذن كم من الآثار العراقية الضخمة سرقت وهربت الى الخارج في زمن هذا الماسوني . وهي الآن تحتل وتزين متاحف العالم .. ؟؟؟؟؟ .. لكن ما يلفت نظري ويثير استغرابي هو ان احد رواد الفن العراقي البارزين (قومي) كان يثني في كتاباته على الحصري ويكيل له المديح . هذا الرجل عندما سقط النظام اهتز كيانه وطار عقله ولم يصدق، فجمع مجموعة من المثقفين والفنانين وذهب الى سوريا مرتين والتقى بنائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام – طالبا منه ان يكون الاب والراعي للفن والثقافة العراقية؟ ... فهل ان بعض الفنانين العراقيين ماسونيين؟ هل من المعقول ان الداعية الصهيوني ساطع الحصري لم يفاتح بعض الفنانين العراقيين في الانظمام الى احد المحافل وهو الذي يشرف على نشاطها في العراق مقابل اموال واعمال وزمالات وبعثات الى الخارج ...؟ ونحن اليوم نرى كثير من المثقفين والفنانين والمتدينين والساسة العراقيين يبيعون وطنهم بحفنة قليلية من الدولارات او كرسي حكم هابط فاسد ..

نعم عادت الماسونية اليوم بعد سقوط النظام البائد عام 2003 ودخلت من اوسع الابواب مع مجيئ البريطانيين والامريكان مرة اخرى ويذكر ان الرمادي كانت البداية حيث اسس فيها ناديين تحت اسم - فور ايج - ادخلتها ماري كيرستيتر التابعة الى وزارة الزراعة الامريكية طابعها العام اعادة الاعمار وبعدها انتشرت في كافة البلاد ويذكر ان عدد النوادي الماسونية في البلاد وصل الى 36 ناديا ... ومن مظاهرها ايضا هو تأسيس الجمعيات الخيرية والفنية التي ترفع شعارات الحب والسلام والاخاء العالمي ومساعدة المهاجرين .. ومنها منظمات المجتمع المدني التي لا تؤمن بالدين ولا الاخلاق ..

واليوم تقود هذه المحافل في البصرة حملة هستيرية بالدعوة الى اقليم الجنوب املا منها في تمزيق وحدة العراق وتحويله الى دويلات صغيرة ..

اللهم احفظ العراق واهله من شر ما خلق ...

د. كاظم شمهود