صحيفة المثقف

إحذفوا كلمة "الاقليات"

wedad farhanبين النهرين الخالدين، دجلة والفرات، نستظل بالوان الشمس كلها، نشترك في قيم الأنتماء والمواطنة للحيز الجغرافي والتاريخي ونفتخر به، فلماذا نشوه ونفصل هذه الموزائيكية بمفردة نقلل بها من شأن بعضنا؟

لماذا نطلق عليهم مفردة "الاقليات"؟.

أشعر بقساوة أحرفها تخدش مسامعي قبل مسامعهم.

من هنا أطالب وباصرار شديد بحذف هذا المصطلح في جميع التعاملات مع أي مكون ينتمي الى العراق، ان كان المعني به المسيحي، أو الصابئي، أو الأيزيدي، أو الشبكي، فهؤلاء هم بناة حضارة العراق، وعالمهم هو عالم عراقي، وشاعرهم هو شاعر عراقي، ومهندسهم هو مهندس عراقي، وطبيبهم عراقي..

ان كانت هذه التسمية استندت على تعريف الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية والتي جاء فيه: (الاقلية جماعة من الافراد الذين يتميزون عن بقية أفراد المجتمع عرقيا أو دينيا أو قوميا أو لغويا يخضعون لبعض أنواع الاستعباد والاضطهاد..)، اقول: عفوا ايتها الموسوعة الدولية ان هذه الكلمة التي توجع مسامعنا وتثير تحسس اذاننا لاتنطبق على ابناء الشعب الاصلي في العراق. فهو مؤسس عمران تاريخه، فكيف له ان يصبح الان اقلية فيه!؟

ولناخذ استراليا مثالا: لماذا لاتطلق علينا استراليا تسمية أقليات؟

وببساطة شديدة لانها لاتحبذ اي مفردة تخدش مسامع مواطنيها او تثير حساسيته فتعتمد بعد التوطين "حق وواجب الكل من الكل وفي الكل".

احذفوا هذه الكلمة من دستوركم ومناهجكم وتعليماتكم وقوانينكم ومن نفوسكم اولا .

من فضلكم احذفوا كلمة الاقليات.

 

وداد فرحان

رئيسة تحرير صحيفة بانوراما

سيدني - استراليا

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم