صحيفة المثقف

عـتـمة الرؤيا لصـنم الكــتبة

najib talalهـلوسـة: الملاحظ وبشكل مكشوف؛ صمت شبه مطلق؛ وجفاف أقلام وأفكار: ممن يدعون [مبدعين/ كتاب] تجاه الهزات التي أمسى [اتحاد كتاب المغرب] يعرفها بين الفينة والآخرى، وهاته المرة سيكون اجتياح الموت والخراب والدمار مآله ؛ وتلك ليست نهاية مناسبة؛ ولا مقبولة مهما كان الاختلاف أو التموقف تجاهه؛ لكن الإشكالية تكمن في كواليسه وعوراته وأسراره التي انكشفت بشكل أوأخر؛وما فاح من تصرفات ومسلكيات مخجلة طفت على السطح؛ و أمسى يعرفها جيدا ؛ كل مطلع على الصحف والمواقع الثقافية؛ رغم بعض التستر والمناورات ولعبة الفهلوة التي كانت تغطي جملة من الحقائق والملابسات المخزية؛ وممارسة التسويف والديماغوجية عن تاريخيته؛ وكيفية تأسيسه، وعلائقه بالسلطة والمال؛ ففي بعض الهزات، كانت تتمظهر بعض التنظيمات الموازية والتكتلات المناوئة،المنبعثة من بوتقته وأركانه،ولكن يبقى المستور مستورا؛ لكن في السنوات الأخيرة؛ روائح الفساد والإفساد فاحت خارجه؛ وبشكل غير مسبوق ؛ وبالتالي مساهمتنا ليست مزايدة بل مقال مقامه كشف الوجه الآخر وبوح معلن خارج [الجوقة] ومن حق البعض أن يعتبرها هلوسة؛ ولكن ليست هلوسة مرضية؛ نتيجة خلل وظيفي في الدماغ .‏من شخص كتب في أواخر السبعينيات وأواسط الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي؛ عن [ذاك] الذي يسميه البعض: الصنم/ الخيمة / الذي كان ولا زال يعبدوه العديد من الكتبة والمتزلفين؛ ومن المصادفات الجميلة؛ كلما كنا نوجه قولنا نحو [الصنم] إلا ويندفع أويدفعون بعض ضعاف النفوس والمنبطحين له؛ للرد علينا ومن حسن الحظ أومن باب التحصين؛ القبلي: بأن مسارنا الإبداعي لا شبهات حوله [ليس للآنا حضور هاهنا؛ ولا محاولة لتضخيمها] مما يختمون مناوراتهم ، بأنه( يتودد بطريقة ملتوية؛ لكي يثير الانتباه؛ الهدف أن ينخرط في الاتحاد) يالغباء من يلقب نفسه كاتبا/ مبدعا/ صحفيا/؟؟؟/ فهل بدونه سيموت المرء جوعا أوبردا وعطشا؛ إذ قلنا مرارا؛ بأن بطاقة العضوية لن تعفي دورية الشرطة من إيقافك؛ وأنت تتسكع في منتصف الليل؛ تبحث عن نص متفرد عن نصوص الجاحظ أو قصيدة تضاهي ابن الرومي أو الشمقمق؛ أو كنت في حالة سكرأو في حالة ماهم بسكرى ؛

ومدعاة هذا القول: فمسألة مفهوم [الاتحاد] منذ عقود ؛ وهو يتحرك جوانية عتمة الرؤيا وفوضى المصطلحات، مما ظل بدون معنى أو تحقيق معنى المعنى مما يحتاج لنقاش أعمق ومسؤول للبحث عن الحقائق الملتبسة والأساسية بضوابط العقل والتعقل ؛ بعيدا عن السطحية والتشنجات والديماغوجيه واجترار خطاب الأوهام. إذا ما استنهض من[ غرف الإنعاش] وليست[غرفة] لأن هاته الهزات ليست وليدة اليوم، بل عبر تاريخه ؛والتي ولدت و تولد ردود الأفعال؛ إما غريزية،انفعالية وعدوانية أوانتقامية أوشتائمية أومصلحية ... والمحصلة فجملة من الردود حول [صنم] الذي يعد خدعة لاستجماع الكتبة حول وفي رحابه؛ هي بمثابة هـلوسات، تنم عن انفصام في الشخصية؛ ومن خلالها نعتبره[ اتحاد المضحكات] لآن جـل مريدي[الصنم] أضناء إلا أن يثبت التاريخ براءة البعض وإدانة البعض ؛ وتأجيل الحكم على بعض البعض، وهذا لن يتحقق؛ لآن تاريخ (الاتحاد) غامض ومتشابك وفي تشابكه وغموضيته ؛ يتأثث المشهد الثقافي بالمضحكات والمغربات [كــيف ذلك ؟]

 

الـــعـــــــتبـــة:

دائما يسترسل [الاتحاد/ الخيمة/ الصرح الثقافي/منظمة عتيدة/ الإرث التاريخي/الرصيد الرمزي/.../ تلك مفردات تزلزلك ونعوت ضخمة تضحـكك؛ وتارة تجعلك مستصغرا أمامه ؛ حينما نجد: فقد انبثقت المنظمة تاريخيا، من صلب الحركة الوطنية(؟؟) يا سلام ! طرح وإن كان مغالطة وتغليطا؛ يبدو مقبولا؛ مادام هناك غياب واضح لدراسات تاريخية، إذ فهل من المعقول هذا الذي يقال عنه خيمة [المثقفين] والذي عمر (54 سنة) وينصت لخفقات المجتمع ومراهنته على المستقبل؛ لا سطورا أو نبذة[ موجزة] عن بدايته وتاريخه؟ وهل فعلا هـذا الصرح الثقافي، تأسس على مشروعية ثقافية وما مشروعية مجتمع الستينيات من قبوله في نسيجه؟ كل هذا مغيب ويكفي أي متعنت أو[ فهايمي] يبحر في موقع [اتحاد كتاب المغرب] ليرى مئات المضحكات(!) ويما أكثرها وأغزرها؛ ويمكن أن نقحم ما سبق في سياقها؛ إذ منذ انطلقت فكرة تأسيس [اتحاد كتاب المغرب العربي ] من طرف الكاتب الجزائري الذي كان مقيما في المغرب ( مولود معمري رفقة عزيز الحبابي أمام فنجان قهوة بإحدى مقاهي فاس (ليفند قولنا من له الإثبات والبرهان بالوثيقة) والمضحكات تتناسل بشكل لافت؛ وتارة مشهد أوحدث ينسيك في الآخر، لآن المنطلق لم يكن على أرضية صلبة ومشروع شبه إجماع ثقافي؛ بحيث كان قبل فكرة[ الحبابي أو معمري] نداء رائع،ومن خلال الفارق الزمني بين (الفكرة / النـداء) بداهة أن هنالك سطو مكشوف على (النداء) ولربما لم يعرفه أو يطلع عليه الكتبة والمستكتبين الذين يتهافتون ليصبحوا أعضاء[ كومبارس] في الاتحاد؛ فالنداء يقول[ ما رأي الأدباء في تكوين رابطة أدباء المغرب؛ تضم النـخبة الصالحة من ذوي المواهب والكفاءات؛ ومن ذوي الاستعداد الحي والاهتمام الجدي، يجتمعون في مؤتمرات دورية لهم يدرسون فيها مشاكل الأدب والثقافة والتوجيه؛ وينظمون نوعا من البحوث والدراسات ومختلف الأعمال الجماعية المفيدة](1) ففي تقديري؛ أنه كان نداء وأرضية عامة للآفاق الاشتغال؛ لكن لا أحـد من المثقفين آنذاك استجاب أو حبذ الفكرة والرغبة لذلك؛ ولاسيما أن مغاربة ذاك الوقت؛ كانوا مبتهجين بنشوة الحرية والاستقلال؛ لكن الجميل: أن الإجابة وردت سريعة و مضمرة وكاشفة للوجه الحقيقي للثقافة المغربية آنذاك؛ وفي عدم تلبية النداء من لدن المثقفين المغاربة[ومن المؤسف أن هناك جماعة من المثقفين؛ أو على الأصح أسماء المثقفين؛ لا يروقهم أن يساهموا في أي عمل مفيد يهم الشعب أو يهم الثقافة والفكر؛ لآن أمثال هؤلاء ومنهم دكاترة وصيادلة لا يرضون أن يتنازلوا ليجلسوا مع أبناء الشعب؛ ويتناقشوا في شؤونه؛ لا يرضى هؤلاء إلا أن يتصدروا حفلة ممتازة ليحتلوا مقاعدها الأمامية أو مظهرا شرفيا يحضره السادة والذوات من الطراز الأول... لقد كادت كلمة الدكتور أوالصيدلي عندنا تساوي كلمة (التاجر) بأبشع ما تحمل هذه من جشع وشره ](2) فإذا تمعنا وبرؤية موضوعية؛ لما أشار إليه المناضل القح الراحل[ م الحبيب الفرقاني] والذي هو صاحب (النداء) كذلك فالوضع الثقافي(كان) مختلا ومهزوزا؛ منذ الانطلاقة الثانية لتاريخية الثقافة المغربية (أي) ما بعد الاستعمار؛ وهذا ما نستشفه من شبه غياب بعض الوقفات أو الأحداث في سياق التأريخ والوثيقة؛ وبالتالي لا نعرف التركيبة الأولى للمكتب الذي قاده [م ع الحبابي]؛ لأن مرحلته تميزت بالهيمنة الفرانكفونية. وهاته الإشارة لـها معناها؛ ومن خلالها تنقشع الرؤية لمن يدرك المغزى؛ وذلك من خلال تواجد مولود معمري وأسيا جبار ومحمد الديب (3) من الجزائر في تشكيلة المكتب. ولا وجود لمن يمثل (تونس) والمفارقة العجيبة؛ لنتمعن ما قيل في زمانه (...أود الإشارة إلى اتحاد كتاب المغر ب العربي؛ الذي يترأسه والذي لعب فيه دورا أساسيا دون ملل رغم السلبية المطلقة ؛ التي أبداها كتابنا المغاربة الذين مازالوا يؤيدون الاتحاد ـ كما يقول د الحبابي ـ بالفاتحة والبركة؛....أرجو أن يستأنف الاتحاد جهوده القيمة على الرغم من الأشواك والسلبية التي قابلته طيلة السنة المنصرمة,,,,](4) فحينما نستنطق الوثائق ونتمعن فيها بمعطيات الحاضر؛ نستشف بأن المجال الثقافي، ما هو إلا مجال تكميلي وواجهة تزينية؛ وليس مجالا فعالا في بناء مصير الآمة؛ بروح المسؤولية وإذكاء الحس بها لخلق توازن مجتمعي من خلال مجالاته ولبناته؛ وفي الوجه الآخر نجده مجالا بلاغيا وبيانيا لخطاب السياسي؛ الذي بنى وهم انوجاده على أنقاض الثقافي وتحكم في مصائره ؛ ليحول طوعا أوكرها إلى مستكتب ليس إلا؛ مما نجد البهرجة والضجيج والفوضى في المشهد الثقافي والتأمر ضد الفعل الثقافي؛ فالساحة لم تكن خالية من الجمعيات الثقافية؛ فمن يعرف ليعرفنا عن[ هواة القلم] التي كانت في عدة مدن مغربية، فمن يعرف ليعرفنا على [الرابطة الفكرية] إلى غير ذلك؛ ومن هنا نتساءل ك(مثال) لماذا المرحوم إبراهيم حركات/المهدي المنجرة /المهدي بن عبود/.../ لم ينخرطوا في [الاتحاد] آنذاك ؟بالنسبة للمهدي بن عبود كانت روح الفكر الحر حاضرة من خلال صوفيته والعمق الإسلامي طاغي على فكره(5) أما الثاني فجوابه يأتي من التصورات وما أكثرها في مؤلفاته ؛المضادة للفرانكفونية والتي يعتبرها أداة سياسية لها أهداف ثقافية و إعلامية واقتصادية واجتماعية ؛ والتي تخدم مصالح اللوبي الفرانكفوني ؛ الهادف أساسا لإشاعة التخلف والتبعية،

وبنوع من الغباء نتساءل مرة أخرى: لماذا رحل الأديب [مولود معمري] لموطنه 1963 رغم أنه كان عضوا في[اتحاد كتاب المغرب العربي] فأسس اتحاد كتاب الجزائريين؛ لكن المثير في الموضوع هل الكتاب الجزائريين أكثر عداء للفرانكفونية؛ أم هناك دوافع أخرى التي أدت[وقد قاطع كتاب اللغة العربية الاتحاد؛ ولم ينضووا تحت لوائه ،ثم ما لبث أن هجره أغلب الكتاب ولم يبق فيه سوى مولود معمري](6) وهاته المعطيات وربطها بالسياق السياسي وقتئذ؛ فمن الطبيعي أن يكون اتحاد كتاب المغرب يعيش غموضية في مساره التاريخي؛ بحكم انعدام قراءة تاريخية/ اركيولوجية لمساره وخطواته؛ علما أن لدينا أسماء لا زالت قيد الحياة أطال الله في عمرها وعطائها؛ عايشت كل المراحل بالتفاصيل؛ ك[ ع الكريم الطبال/ ع اللطيف جبرو/ خناتة بنونة/العربي المساري/مصطفى القباج/ أحمد بنميمون/ ع الكريم غلاب/ عائشة عبد الله إبراهيم/ مصطفى العلوي/ م السرغيني/..../

                                                                                             لــنا صــــلــــة

 

نــجيب طـــــلال

......................

إشــــــــارات

1) مجلة رسالة الأديب العدد الأول سنة 1958

2) نفس المصدر مجلة رسالة الأديب العدد الثـاني لسنة 1958

3) كان مقيما بفرنسا منذ سنوات؛ فاختار المغرب مقاما سنة 1960 أول عربي يحصل على الجائزة الكبرى للفرانكفونية في 1994 التي أنشأتها الأكاديمية الفرنسية سنة 1986

4) مذكرات مسافر :لإبراهيم الهواري مجلـة المشاهد المـغربية ع 60 بتاريخ / 31/ 07/ 1961

5) انظــر الأعمال الكاملة للمهدي بن عبود/ رصد الخاطر-1- جمع وترتيب ومراجعة : محمد الدماغ الرحالي الطبعة الأولى 2005

6) انــظر لــموقع اتحاد كتاب الجزائريين

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم