صحيفة المثقف

شجرُ القدَّاس

saad yassinyousufصوتَكِ، يجلسُ قربي يعانقني

أمسكهُ فأغيبُ برعشةِ ضوءٍ

 


 

شجرُ القدَّاس / سعد ياسين يوسف

 

القُدَّاسُ المُتواري

خلفَ تراتيلِ الفيروزِ المعقود ِ

على جيدِ الذَّاكرة ِ...

ووقعِ لألئِ المطرِ المرتطمِ،

بأجنحةِ الطُّوفانِ

نحوَ سماءٍ ثامنةٍ

أنبتَ أشجارَ شموع ٍ

تتقدُ كما العينانِ الحالمتانِ،

فاغرةً قلبَ اللهفة ِ

لوجهِ الأسطورةِ

إذ يتشظى ناقوساً للدهشةِ فيَّ:

- أيُعقلُ أني

أطوفُ بكلِ الجزرِ البكرِ،

اكتشفُ المرجانَ، الفيروزَ؟

وأجوبُ شوارعَ تمشي فيَّ

على مَهلٍ؟ ... ...

تتصاعدُ إيقاعاتُ هطولِ العرقِ المتفصدِ

من خوفي ...

من رعشةِ كفي وهي تلامسُ

صوتَكِ، يجلسُ قربي يعانقني

أمسكهُ فأغيبُ برعشةِ ضوءٍ

طوبى، طوبى، طوبى ....

أغفو بين الفَينةِ...

والفَينةِ...

أُبصرُ هالتَكِ سفرَ نبوءة ٍ

فالتيجانُ... أحذية ٌمَرميَّةٌ،

العرباتُ الملكيةُ،

ركامٌ مفتوحُ العينينِ ...

على أرصفةٍ أوقفَها

ترتيلُ الشيطانِ عن الجَرَيان ِ.

...... .......

وأنا المتواري

بوسعِ حقولِ الحُلمِ المرميِّ

على أكتافِ سنينٍ مرتْ ؟

أظلُّ أُرتلُ قُدّاسي

ببهاءِ القادمِ من أعماقِ مجرةِ

هذا الضوءِ المخبوءِ

عن بوحِ نواظيرِ الفلكيينَ

امتدَّ ليعبرَ حزنَ سماواتٍ،

علَّقني شمسَ خُرافة ٍ

أضاءتْ بسَماءٍ

ليست أيَّ سماءٍ...

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم