صحيفة المثقف

هل تعلم كيف تكتشف مواقع التواصل اسرارك وهويتك؟

20-sara1ما زال العالم الافتراضيُ في نمو دائم، وما زالت سُبل التواصل الاجتماعي تتماشى وممارساتنا وفعالياتنا اليومية.. ما جعلها مجالا خصبا للباحثين في كبرى المراكز البحثية على تنوع مجالاتها العلمية حول العالم، لرصد تأثيراتها على العلاقات الإنسانية والسلوكيات والتفاعلات الاجتماعية والتوجهات السياسية بل والنزعات الاستهلاكية لدى مستخدميها. وتقوم تلك المراكز البحثية بتصميم واستخدام الوسائط الرقمية والتطبيقات الإلكترونية الجوالة Mobile Apps في البحوث الإنسانية.

وعليهِ، تعتبر التطبيقات التالية من أحدث التطبيقات التي يستخدمها الباحثون في مجال العلوم الإنسانية لدراسة تفاعلات وعلاقات البشر في المجتمعات الافتراضية وخصوصا موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، واستخراج وتصنيف البيانات منهما وفقا للأغراض البحثية.

 

* التطبيقات التحليلية:

* تطبيق «تيكستال Textal App»: وهو تطبيق مجانيتم تطويره في مجال الإنسانيات الرقمية من قبل باحثين في جامعة يونيفرسيتي كوليدج بلندن يسمح لمستخدميه بتحليل الوثائق الرقمية، والنصوص الأدبية المرقمنة وصفحات الإنترنت، والتغريدات، لكشف العلاقات بين الكلمات، وهو يطور إحصائيات ورسوم بيانية غنية بالمعلومات (انفوغراف) كوسيلة للبحث العلمي والتسلية في ذات الوقت.

 

* تطبيق «بروفايل وردز Profile WORDS»: وهو عباره عن أداة لاكتشاف هوية المستخدمين على موقع «تويتر» عبر المتابعين أو المواقع أو الأشخاص الذين يتبعونهم من خلال تحليل كلمات معينة في السير الذاتية لهم (باحثين - صحافيين - نشطاء.. إلخ) وتحليل آخر 25 تغريدة قام بها الشخص ومتابعيه.

 

* تطبيق «نيتليتك Netlytic App»: يقدم تحليلا موسعا للمعطيات والبيانات أو المعطيات الكبرى التي تتدفق بكم هائل يوميا، وتتمثل في: النصوص والصور والخرائط وملفات الموسيقى والحسابات التي ننتجها يوميا عبر هواتفنا الجوالة والذكية والكومبيوترات وكل ما هو متصل بالإنترنت. وعمل التطبيق على استخلاص الكلمات والفقرات عبر اختراق المحادثات في مواقع، مثل: «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب» (التعليقات على مقاطع الفيديو)، والمدونات، وما يتم إطلاقه من وسوم حول الكوارث والأزمات والثورات والأحداث الكبرى حول العالم.وتم تصميم هذا التطبيق لاكتشاف وتتبع كيفية تدفق المعلومات عبر جموع البشر المتفاعلين عبر الإنترنت، ويمكن من خلال التطبيق الحصول على رسم توضيحي وخرائط ثلاثية الأبعاد، يبرز فيه الأشخاص على «تويتر» مثل «نقط» تتصل ببعضها بخطوط تمثل العلاقات بين الأفراد.

هذا واستخدم التطبيق في دراسة حديثة في كندا أجريت كانون الثاني الماضي ، حيثُ تم تحليل 15 ألف تغريدة أطلقت حول وسم عن المرض العقلي على مدار 24 ساعة، لدراسة اتجاهات الرأي العام وقياس الاتصال في اتجاهين ما بين وسائل الإعلام من جهة ومواقع التواصل الاجتماعي. وتوصلت الدراسة إلى أن الهاشتاغ وسم «تويتر» لم يسهم في التشبيك ما بين أعضاء «تويتر» في نطاق كندا فحسب، وإنما بين مستخدمين آخرين في أوروبا وأميركا.

 20-sara2

*التحليلات المرئية:

* تطبيق «مينشن ماب Mentionmap App»: وهو أداة بسيطة لكشف شبكة العلاقات الاجتماعية بين مستخدمي «تويتر» وبين الأشخاص الذين يتم ذكرهم ضمن تغريدات. ويقدم التطبيق خريطة تفاعلية رائعة بمجرد النقر عليها يكشف شبكة العلاقات بين الأفراد الذين تم ذكرهم على موقع «تويتر».

 

* «تطبيق تويتونومي Twitonomy App»: يقدم هذا التطبيق تحليلا مرئيا مفصلا عن تغريدات أي عضو على «تويتر»، والتغريدات التي يفضلها، والردود والتعليقات والكلمات المفتاحية والروابط الإلكترونية للمواقع وغيرها، كما يمكنك من الاحتفاظ بكل هذه التغريدات ويمكنك التطبيق من تصنيفها وإعداد تقارير على هيئة ملفات PDF أو Excel.

وماهو طريف في هذا التطبيق، أنه يمكن مستخدمه من اكتشاف الأشخاص الذين تتبعهم وهم لا يتبعونك على «تويتر»، والعكس أيضا. ويمكنك من معرفة معدل الزيادة في عدد متابعينك على «تويتر».

 

* تطبيقات التعرف على الوجوه:

20-sara3* تطبيق «فايس ريكوجنيشن Face Recognition App»: هناك الكثير من التطبيقات التي تتيح استخدام تلك التقنية المتطورة في التعرف على الوجوه والأشخاص. وأصبحت تلك التقنية هي الأكثر شعبية في العلوم الأنثروبولوجية التي تهتم بدراسة الأعراق والثقافات في المجتمعات فهي تتخلى تدريجيا عن دراسة الإنسان في القرى والأرياف والمناطق البدوية.

يقوم التطبيق بتحديد ملامح الأشخاص والتعرف عليهم في عدة صور. ويتم استخدام تلك التقنية في بحوث الإنسانيات الرقمية الخاصة بالتعرف على الشخصيات المجهولة في اللوحات التاريخية.

ومنذ أن أعلن موقع «Face.com» عام 2011، عن تطورات جديدة لاستخدامات تلك التقنية وإمكانية تصنيف الانفعالات سواء عبر الصور أو الفيديو إلى: حزين، سعيد، غضبان، .. إلخ. اتجه عدد كبير من مطوري البرامج والتطبيقات لاستخدام تلك التقنية سواء عبر الهواتف أو المواقع الإلكترونية، حيث يتم إدخال أكثر من 5 آلاف صورة في الساعة، ويتم التعرف على ملامحها وانفعالاتها وتصنيفها.

وأخيرا، أعلنت مجلة «MIT Technology Review» الأميركية عن أنه أصبح بالإمكان استخدام تقنية التعرف على الوجوه للتعرف على ملامح الوجه من زوايا مختلفة حتى ولو كانت في وضع مقلوب. وقد تم تطوير تلك الأبحاث بعد اكتشاف قدرة عقول القرود في التعرف على الوجوه،

وتوصلت دراسة في مركز برادفورد للحوسبة البصرية Bradford’s Centre for Visual Computing، إلى قدرة تلك التقنية على تمييز التوأم المتطابق، وتلك التقنية أصبحت تفيد الباحثين في المجالات الإنسانية بعد أن كانت تستخدم في التعرف على وجوه الأشخاص المطلوبين أمنيا.

ويوميا توجد الكثير من التطبيقات التي تكشف هوية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وأدق التفاصيل حول حياتهم. أما موقع «فيسبوك» فلديه فريق متخصص قوامه علماء وتقنيون يقومون بأبحاث دورية لكشف كل ما يتعلق بالمستخدمين، مثلا: هل يتواصل الأبناء مع أبائهم؟ واستخراج الأنساب، ودراسة العلاقات بينها، بهدف تطوير هذا الموقع المستحوذ حاليا على ثلث سكان الأرض. وقد نشر مركز «بيو» إنترنت الأميركي PEW تقريرا يتنبأ بمستقبل الإنترنت عام 2050، وأكد المشاركون في الاستطلاع الذي أجراه المركز العام الماضي أن خصوصية الإنسان لن تكون موجودة بعد سنوات قليلة وسيكون الإنسان منكشفا تماما على عالم التكنولوجيا بشكل غير متوقع.

 

ســـارة فالـــح الدبونـــي

صحيفة المثقف - اوركسترا

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم