صحيفة المثقف

يَا نَيْنَوَى الْخَيـْـــــرِ لَا جَفّتْ مَرَابِعُنَا

karem merzaللوصلِ دربٌ خفتْ عنّا مســــالكهُ

إذِ القلوبُ ســـواقٍ نبــعُها الصّيدُ!!

 


 

يَا نَيْنَوَى الْخَيـْـــــرِ لَا جَفّتْ مَرَابِعُنَا / كريم مرزة الأسدي

من البحر البسيط

 

هَلاّ سَألْتَ عِنِ الْحَدْبَاءِ يَا عِيْـدُ *** لَقَدْ زَهَوْتَ وَدِنْيـَـاهَا   الْمَنَاكِيْدُ

 

أمَّ الرّبِيْعَيْنِ قَدْ مَسّـــتْ أطَايْبَهَا *** أقْوَامُ نَيْرُوْنَ، وَالدّجّـــــالُ نَمْرُوْدُ

 

كَفَرْتُ بِالْمَجْدِ لَا الْحَدْبَاءُ مِنْ وَطَنِي**وَلَا لِطَيٍّ  لـِوَاءُ  الشّعْرِ مَعْقُوْدُ!!

 

أنّى أرَاهَا وَوَضْعُ الْحَالِ يُفْجَعُنَي**إذْ جُرّدَ السّيْفُ ، لُبُّ الْعـَقلِ مَغْمُوْدُ

 

يَا نَيْنَوَى الْخَيـْـرِ لَا جَفّتْ مَرَابِعُنَا**وَالْخَيْرُ قــَـــدْ بَرّهُ  أبَاؤكِ الصـّــيْدُ

 

رَأسُ الْعِراقِ سِمُوّاً لِلّعُلِى شَــرَفَاً** لَا ...لَنْ يَزِلّكِ  تَوْعِيْـــــدٌ وَتَهْــدِيْدُ

 

ما لي أكتّمُ فـــي الوجدانِ لـــوعتها

والناسُ صنفـــــان : مقتولٌ ومفقودُ

 

" ما كنتُ أحسبُ أن يمتدُّ بي زمني"

تستلّ أنيـــــــابها هــــذي الـعرابيدُ

 

يا نينوى الخيــــــرِ لا جفّتْ مرابعنا

والخيرُ قـــــدْ برّه  أباؤكِ الصـــــيدُ

 

رأسُ العراقِ سموّاً للعُلى شـــــــرفاً

لا ...لنْ يزلّكِ  توعيـــــدٌ وتهــــديدُ

 

دعوا الدواعش جُرماً، وانشدوا أملاً

فكـــــلُّ ما ينزلُ الـــرحمان محمـودُ

 

مِنْ أيْنَ لِي لَمّة ٌ بَسـْمَاتُهَا الْغِيْدُ؟!

والقصيدة الأخرى، من البحر البسيط نفسه، والقافية ذاتها، والقصيدتان معارضتان لقصيدة المتنبي العظيم الشهيرة:

 

يَا عِيْدُ مَـاذَا تُمّنّي النّفْسَ يَا عِيْدُ؟!** وَقــــَـدْ تَوالَتْ لِمَغْنَاكَ الْمَقـَـــالِيْدُ

 

مَا بَيْنَ غُرْبَةِ عَزٍّ سِمْتُ خَافِقَتِي ** مِنْ أيْنَ لِي لَمّة ٌ بَسـْمَاتُهَا الْغِيْدُ؟!

 

غَطّـّتْ جِفُونَكَ - يَارِيْـمَ الْفَلَا- رَشَقٌ* قَدْ كَحّلَتْ وَرْدَهـَا يَاقُوْتـُهَا السّوْدُ

 

شَعْشعْ رَعَاكَ الّذِي سَوّاكَ لَاعِبَة ً** تَرْمي بِوَعْدٍ وَلَا تـَـأتِي الْمَوَاعِيْدُ

 

يا لعبة َالدّهرِ :عينٌ رحتَ تغمزُها

للغيرِ وصــــلٌ....ولا عينٌ ولا جيدُ

 

للوصلِ دربٌ خفتْ عنّا مســــالكهُ

إذِ القلوبُ ســـواقٍ نبــعُها الصّيدُ!!

 

هذي الحياةُ، وما كادتْ تخادعني

حتّـــى تقحّمتُها ، الإقــدامُ تعويدُ

 

مـنْ لامني خمدتْ نبضاتُهُ عجزاً

والعـجْزُ طبــعٌ لمنْ قدْ هدّهُ الميدُ

 

ما هــدّني أحدٌ لا والّـــــذي فـُلقتْ

منهُ النّوى ، فتعالى وهـــو معبودُ

 

أنعي إلـى النّفسِ:أيّامُ الصّبا رحلتْ

والباقياتُ لِمــــا قـــدْ فـــــاتَ تقليدُ

 

ها.. ذا رجعتُ إلى همّـــي أخالجهُ

تُفنى الأســــودُ وتعـلوها الرعاديدُ

 

مالي أكتـّمُ  رزقــــــاً  للأنامِ شذىً

لولاهُ ما بــــــزغتْ هذي المواليدُ

 

والنّبتُ ناجى أخاهُ النّبتَ من شبقٍ

اثمــــرْ فقدْ خُمّــــــرتْ تلكَ العناقيدُ

 

فدارتِ الدورةُ الكبـــرى  بدارتها

وهـــــــــلْ يُحدُّ لأمرِ الكونِ تحديدُ

***

 

زهوتَ يا عيدُ، والأعيادُ تغريدُ

ياليتَ(شعري) تغطـّيهِ الزّغاريدُ

 

ذكرى تمرّ، وأجواءٌ لها رقصتْ

أنّى يلعلعُ فـــــي الأبكــارِ تمجيدُ

 

تسابقَ النّفر المشدودُ خاطرهُ

هذا إلى النايِ، ذاك المرءُ تجويدُ

 

شتّـانَ بينَ غنيٍّ لا زكـــــــاةَ لــهُ

ومنْ يجودُ بفطرٍ وهـــو مكدودُ !!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم