صحيفة المثقف

التحالف المصري السوري

mohamad talatستنتهي الهجمات الخسيسة على الجيش المصري في سيناء فور تحالف القيادة المصرية مع القيادة السورية، كيف؟

بالعودة لتاريخ أنذال الشر باسم خلافة التوغل في المنطقة ككل، سيلاحظ أن نقطة ضعف مصر تبدأ من سوريا، وبالعكس، فسقوط دمشق يعني سقوط القاهرة إستراتيجيا. ولكي تسيطر على المنطقة العربية، وتبني خلافة جديدة يجب الاستيلاء على سوريا سواء إستراتيجيا أو إيديولوجيا أو عسكريا بشكل مباشر. وذلك طبعا بعد تدمير بغداد/ العراق بالكامل ثم الالتفاف على مصر. المقصد هنا. بداية أي إضعاف للمنطقة العربية أو استغلالها يبدأ من هنا ما بين مصر وسوريا.

وهذا ما يذكره المسكوت عنه في التاريخ حول بناء الأمبرطوريات التوسعية أو الهمجية التي كانت تضع سوريا نصب أهدافها ثم مصر ثم الشرق. ولم تختلف عن هذا الخلافة العربية باسم الإسلام في مرحلتها التوسعية، حيث مثل لها الاستيلاء على الشام نقطة ارتكاز منها تنطلق لتتسيد العالم، وهذا ما تفضحه الصفقة السياسية ومكاسبها بين معاوية وعمرو بن العاص.!

ويتوالى السقوط، فعلى واقع سقوط مصر، فقد سقطت سوريا تحت حكم العبيديين الفاطميين. وعلى أثر سقوط سوريا تحت السيطرة الصليبية ثم المغولية ثم العثمانية سقطت مصر لقمة سائغة فيما بعد إلا إذا أدركت القيادة السياسية في مصر حينها هذا الخطر، وتقدمت نحو الشام متحالفة متحصنة بأراضي الشام كحصن وسد لرد الغزاة عن مصر وعن بر الشام والمنطقة ككل، ولعل هذا ما أدركه محمد علي لبناء أمبرطوريته في الاستيلاء على الشام لتمكين حكمه في مصر، ومن قبله كي يتم حكم المملكة الأيوبية والمملوكية، فكانت مصر ثم سوريا. واقرأوا بتأني خطة السادات مع الأسد في استراتيجية الحرب معا ضد الهمجي والإرهابي الأكبر الصهيوني واستعادة سيناء والجولان (ولولا الالتفاف حول هذا التحالف لكانت الجولان حرة)..

إذن الخروج من المأزق الإرهابي المتأسلم الراهن الممتد ما بين مصر وسوريا، لابد له من التحالف والتكاتف سواء في العلن أو في الخفاء. وإن كان في العلن سيكون ضربة قاسية لكل اللصوص وأعداء مصر وسوريا، فأعداء الشعبين واحد على مر العصور، وإن اختلفت هويتهم وانتماؤهم وعقيدتهم.

ثمة حالات انتصر فيها التحالف بتضامن القيادة المصرية السورية والعمل معا ضد العراقيل المعلنة أو المسكوت عنها، وحالات أخرى فشلت حين بدأ قادة التحالف النظر في حسابات ضيقة .

وعلى الرغم كل ما قيل في بشار الأسد، وهو بالضبط نفس أقوال مالك في الخمر، لكن نحن أمام حاضر ومستقبل منطقة ككل، وليس شخصا. خاصة بعد أن باتت لعبة تفكيك وتقسيم وتطويق المنطقة مكشوفة وجرها إلى عصور التوحش المتأسلم سواء بأجندة خارجية أو داخلية، لتفكيك الدولة السورية وتشريد مستقبل شعب في ماضيه كان حرا وعزيزا. ووفقا للعبة السياسية والمصالح الدولية والتحالفات الضرورية.

يجب على المنطقة العربية أن تعي هذا وتتحالف الآن وليس غدا، بل وعليها أن تفكر لو للحظة في مصيرها الأسود المنتظر إن سقطت سوريا أو كُسر الجيش المصري.

بصيص الأمل في الخروج من هذا العك الإرهابي المسنود على العك السياسي. سيتحقق من خلال تحالف مصري سوري. وهذا من أجل مستقبل المنطقة ككل في القضاء على الاٍرهاب المعروف علميا باسم داعش.

مصر الآن محاصرة من حدودها الشرقية النشطة في سيناء، ومن حدودها الغربية الخامدة إلى حين، ومن حدودها الجنوبية ذات الخلايا النائمة إخوانية الفكر والهوى. كل هؤلاء يتم شحنهم من معقل الرعاة الرعاع القادمين من آسيا، وكأن اليوم البارحة.

إذن لا أمل في الالتفاف حول غزاة الاٍرهاب وتقويضه إلا بتحالف مصري سوري وضربه وتركيعه على أراضي الشام كما فعلها من قبل كل قادة مصر العظام.

وعلى سبيل الدعاء، اللهم ألهم القيادة المصرية البصيرة.

 

د. محمد طلعت الجندي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم