صحيفة المثقف

نحو اصدار المزيد من الصحف والمجلات

رغم الأزمة المالية التي تعاني منها الجرائد اليومية والمجلات، لكننا بحاجة الى إصدار المزيد من الصحف، ليس نكاية بالاحزاب والائتلافات السياسية بشقّيها السني والشيعي، أو نكاية بالحكومة التي تمتنع مع الأسف عن تقديم الدعم المالي والمعنوي للمنتجات الورقية بشكلٍ عام، كي تعكس الواقع الحقيقي والتغيير بعد عقودٍ طويلة من الصوت الواحد، وهذة مناسبة ودعوة للنقابات المهنية، لإصدار صحف ومجلات خاصة بها، تُثبت كياناتها ومدى جدواها لمنتسبيها، وحفظ حقوقهم المهنية من التجاورات التي نشهدها يومياً، فالمسؤول يمكن أن يشارك بتظاهرات منتسبيه، ويدافع عن حقوقهم للضغط على الحكومة، بتنفيذ مطالبهم المشروعة، اذا كانت خارج مسؤوليته، وتجنب التبريرات السقيمة، بدافع فقدان المنصب، وما شاكل، نحن بحاجة ماسة لإصدار جرائد ومجلات جديدة متخصصة، فليست لدينا مثلاً جرائد ومجلات متخصصة بشؤون الأطفال والشباب والمرأة والعلوم، وليس لدينا كذلك جرائد متخصصة بالاقتصاد والقانون والحضارات والتاريخ،ونضيف إليها مجلات متخصصة بالعالم الرقمي والتكنولوجية المعاصرة وسواها . ليس نكاية باحد وإنّما لمواكبة العصر وتخصصاته وعلومه بشتى أنواع المعرفة، وكلما كان المنتج متخصصاً، اصبح اكثر فائدة، لذلك فأننا بحاجة الى إصدارات جديدة متخصصة بكافة شؤون الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية وسواها، اذكرُ إن أول مجلة صدرت، تحملُ عنواناً استثنائياً في لندن منتصف تسعينات القرن الماضي بأسم «الكاتبة»، اصدرها الشاعر والكاتب السوري نوري الجراح والشاعرة السورية لينا الطيبي من لندن، ولم يكن أسم المجلة مفاجئاً، لأن المرأة العربية خارج العالم العربي ومنذ تسعينيات القرن وقبله، اصبحت مشاركة حقيقية في الحياة العامة.. تشاركُ في الأمسيات والفعاليات الثقافية والمنتديات العلمية والاجتماعية بحضورٍ مميز، وشاركت فيها نخبة من الكتّاب والشعراء العرب، اذكرُ منهم الشاعر محمود درويش، واعتقد إن «الكاتبة» أول مجلة نشرت قصيدته «لماذا تركت الحصان وحيداً»،قبل أن تنتشر في الوسط الثقافي والادبي، والناقد السوري صبحي حديدي، والشاعر والمسؤول الثقافي ونائب رئيس التحرير سابقاً بجريدة القدس العربي، امجد ناصر،وشاركتُ فيها بمقال عن «الآلوهة المؤنثة» حول كتابٍ للباحث السوري فراس السواح، تناول فيه آلهات الحضارات القديمة، منهن «ايزيس» المصرية و»عشتار» العراقية و»اووربا» السورية، والأخيرة آلهة من آلهات الحضارات السورية، تسمت القارة الأوروبية بأسمها الى الآن، وعلى ما اعتقد كانت آلهة الحضارة الأوغاريتية، اذكرُ إن الشاعر عواد ناصر اقتبس منهُ بمقالٍ أو دراسة مميزة له عن المرأة، فالمرأة في حضاراتنا القديمة، وصلت الى درجة الآلهة بينما تعيش الآن باسوأ حال في ظل الانظمة القمعية في العالم العربي.. بلا حقوقٍ شرعية أو قانونية أو دستورية على الأغلب، لذلك فأننا بحاجة الى إصدار المزيد من الجرائد والمجلات في مواجهة العالم المأساوي الذي نعيشهُ في العالم العربي، ومنذ توقف المجلة عن الصدور، لم تصدر جريدة أو مجلة بعنوانٍ مثير، يدلُ على وجود كائنات أخرى مع الرجل، مبدعة ومنتجة وفاعلة في المجتمع، ويفتقر واقعنا كذلك الى جرائد ومجلات متخصصة بعلوم العالم الرقمي والتكنولوجية الحديثة والحاسوب وسواها من العلوم الجديدة،ونحتاجُ كذلك الى ورشات في المدارس والمعاهد والجامعات، لتعليم استخداماتها أو تطبيقاتها العملية في العالم الرقمي،ومواكبة الجديد في هذا العالم الافتراضي المدهش .. اذاً الدعوة الى إصدار المزيد من الصحف والمجلات في وقتٍ تعلنُ فيه بعض الجرائد والمجلات عن إفلاسها،وأغلاق أبوابها والتوقف عن الصدور، ليست نكاية باحد، وإنّما حاجة ماسة وملحة لتفادي النقص بهذه الإصدارات، سواءٌ كانت على شكل جريدةٍ أو مجلة أو ما شابه،ولأن أشد ما يزعج السياسيين والمتحزبين الجرائد والمجلات المستقلة،والمتخصصة بشؤون العلوم والمعرفة، رغم أنها تزيدُ المجتمع تنظيماً وفعالية وانتاجاً، واذا اردنا ان نستمر بتوضيح أهمية الاصدارات الجديدة وضرورتها،نحتاجُ الى جرائد ومجلات مختصة بالبيئة، وكل ما يتعلق بها لأهميتها الاستثنائية،ولأنها العامل الأساسي الذي يحمي الحياة من الاندثار،وسواها الكثير من التخصصات التي تحتاجُ الى إصدارات جديدة تواكب العصر وشؤونه في جميع المجالات، والزراعة والصناعة أو الصناعات وسواها من التخصصات الضرورية، وتشكّلُ نقصاً ثقافياً رغم ضرورته في المنتجات الورقية، والمكتبات الخاصة والعامة .

 

قيس العذاري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم