صحيفة المثقف

نصر جديد للمشروع الإسلامي في الشرق الأوسط

mulehim almalaekaفجأة تخلت تركيا عن مبدأ حروب النيابة ودخلت معركة مشروع الإسلام السياسي كلاعب اساسي. أما دبلوماسية الابتسامات فقد عبرت بإيران جرف الأزمة مع الغرب لاسيما أنّ إدارة الديمقراطيين الامريكيين تبدو راضية عن مشروعها النووي، فيما لم يعد أحد يعلن ضرورة إخراج الدولة الاسلامية من "الأراضي المحتلة" في العراق وسوريا.

كما اختلف القوميون في خمسينات وستينات القرن العشرين حول مشروعهم في الشرق الأوسط وصولا الى تسعيناته بغزو صدام للكويت، يختلف الإسلاميون في مشاريعهم القائمة بالشرق الاوسط على تنوعها، لكن مجمل المشهد يسجل نصرا لهم على كل الأصعدة.

تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية التركي (الإخوان المسلمون) في الانتخابات سوف تنقذه ضربة تركية مركزة على الاكراد في سوريا وبعض العراق وجنوب تركيا تزهق مشروع دولتهم المنتظرة، وتؤجل مشاريع كردستان الكبرى الى اجل غير مسمى. فالشارع التركي في الغالب مصطف ضد المشروع الكردي، أما المشروع الاسلامي، فإن ضواحي المدن التركية وريف تركيا الشاسع برمته يبارك مشروع الدولة الاسلامية في العراق وسوريا مادامت بعيدة عن المشهد التركي، ولذا فهذا الشارع الاسلامي لن يعترض على ضربة تأديبية للمشروع الدموي المشاغب في غرب العراق وشرق سوريا تعيده الى جادة الصواب وتفهمه للمرة الاخيرة من هم الاسياد وارباب اللعبة.

جمهورية إيران الاسلامية لن تعترض هي الأخرى على ذلك، لأن اقليم كردستان الايراني يغلي منذ عقود وينظر بعين الأمل الى اقليم كردستان العراق، والمنفذ المفتوح دون تأشيرات دخولا وخروجا مع الاقليم نصف العراقي يخدم عناصر مقربة للنظام السياسي الايراني ويخدم مصالح كرد إيران الى حد ضئيل ( الموالون منهم لمشروع إيران الاسلامي تحديدا) . وبالتالي فإن " إيران الاسلام والثورة" ترحب بأي اجهاض للحلم الكردي، خاصة اذا كان مصدره مشروع اسلامي ناجح (تركيا) وإن اختلفت الجزئيات (سني/ شيعي) .

جمهورية إيران الاسلامية انتصرت بدبلوماسية ظريف التي توزع البسمات، وتكلل النصر بضحكته المجلجلة على شرفة المبنى العتيق في فينا. مشروع إيران النووي باق، ولكنه سيسير ببطء حثيث الى المستقبل، لتكون إيران الاسلامية الشيعية ثاني لاعب نووي مسلم في العالم بعد باكستان ومشروعها النووي السني .

الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وفروعها الأصغر في ليبيا واليمن وتونس ومصر وغزة والزرقاء ، تسير قدما الى أن تكون دولة مستقرة الحدود. ولن يستطيع بشار الأسد أن يعيد أراضي "سوريا الصمود والتحدي " الى حدود خارطة ما قبل "الربيع العربي" و يا للسخرية ! البعثي الأخير الباقي من العهد القومي العتيق بات جزءا واقعيا من المشهد، رغم أن كثيرين لا يريدونه، وهو سيبقى جار للدولة الاسلامية الناشئة ؟

اما الدولة الإسلامية في العراق السني، فباتت حدودها هي الأخرى شبه نهائية، فالحكومة المركزية في بغداد ومنذ الانسحاب الامريكي عام 2011 ، ما فتئت تمضي قدما في مشروعها السياسي الاسلامي الشيعي الذي يمثل امتدادا للجمهورية الاسلامية في ايران، وبالتالي فإن ارضية قيام الدولة الاسلامية في المناطق السنية باتت أكثر خصوبة وأشد قبولا للدولة الاسلامية.

إسرائيل مقابل كل هذا ، لا تبدو منزعجة من المشروع الإسلامي (السني على وجه الخصوص)، فالخطر يبقى بعيدا عنها مادام شعار المشروع السني والسلفي هو" الموت للرافضة" ، إزاء الخطر الأكثر تهديدا الذي تمثله إيران - وذراعها المقيم على حدود دولة اسرائيل / حزب الله- وهي تردد كل جمعة عبر الوف الشاشات والمساجد "الموت لإسرائيل".

 

ملهم الملائكة

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم