صحيفة المثقف

أحزان الغضى

bushra albustaniوطلولٍ تبيعُ حجارتَها

لمتاحفَ أفلَسَ حرّاسُها

 


 

أحزان الغضى / بشرى البستاني

 

لا أريكَ الرّضا

إنّ رملَ الغضى غارقٌ بالدما

ولآلئُ ليلِ الغضى

أحبطتْ أنبياءَ القبائلِ،

والرملُ منكفئٌ،

جرحُهُ شقَّ درباً إلى البحرِ،

طعنتُه رشقتْ وردةً في السماءِ،

فخرّتْ على الأرضِ،

وانزرَعَتْ قبةً في العراءْ

***

لا أريكَ الرّضا

دمعةٌ رفضت أن تسيلَ

فهبّتْ حجارةُ أرضِ الغضى

وانحنَتْ للظلالِ الصغيرةِ

بحرٌ،

ونهرٌ

ودربٌ يضيعُ إلى القدسِ

دجلةُ تنهضُ نخلاً،

وحرباً،

رذاذَ طبولٍ

يبوحُ بما كتمَتْ

قبّعاتُ الزمانِ الخليعْ ..

***

لا أريكَ الرّضا

فخوافي الوعودِ عروشٌ كبَتْ

وصهيلُ الغضى،

غارَ في ذيلِ فاتنةٍ خلعتْ وجهَها

في الطريقِ إلى غابةِ النخلِ،

هم سلبوها قلائدَها …

قطعوا ساعديها

على بهوِ شرفتِها هبطتْ رايةٌ

وانحنتْ أرضُ أغنيتي،

واستفزَّ الغزاةُ النشيدَ الأخيرْ..

***

الصواريخُ تهبطُ فوق عروشِ الزمانِ

فيجفلُ هدهدُ روحي

وينهضُ

يبحثُ عن سبأ

عن ملوكٍ يسلمُهم لخيولٍ

تفتشُ عن فارسٍ

وطلولٍ تبيعُ حجارتَها

لمتاحفَ أفلَسَ حرّاسُها

ملكاتُ الزمانِ السعيدِ

يراوِدْنَ نجماً بعيدْ .

وعلى شُرَفِ الليلِ،

يُتمِمْنَ أورادَهنَّ

خبا التاجُ،

ملكُ صبا

آهِ ينهضُ نهرُ الغضى

باحثاً عن يقينٍ جديدْ ..

***

لا أريكَ الرضا

لا أريكَ الرضا

إنّ رملَ الغضى مفعمٌ بالنشيدْ ..

يستبدُّ بأدغالِه

ويراودُ ومضاً بعيدْ ..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم