صحيفة المثقف

عــزلـة...

yahia alsamawiهـانَ الـنـفـيـسُ عـلى الـنـفـوسِ وأبْـدَلـتْ

دمـعــاً بـصـهــبــاءِ الـســرورِ الأكـؤسُ

 


 

عــزلـة.../ يحيى السماوي

 

"الى الأحبة الأدباء المبدعين عبد الله جمعة، زاحم جهاد مطر، وفاطمة العذاري: عسى أن يكرموني بعفوهم عن تقصيري في تأخر ردي على إضاءاتهم قصيدتي "على شفا رغيف من التنور"، وعذري أنني ليس لي من عذر سوى عارض صحيّ وعزلة"

 

بـيْ مـن حـصـادِ غــدي رؤىً لا تُـؤنِـسُ

فـعـلامُ أسْــتـسـقـي الـصخـورَ وأغــرسُ؟

 

تـاقَ الــتــرابُ الـى الــتـِـحـافِ تُــرابِـهِ

أنــا جُــثَّــةٌ... لــكــنــهـــا تــتــنــفَّـــسُ!

 

وحـدي وإنْ ضَـمَّـتْ مـوائِــدُ مُــقــلــتـي

صحـبي وضَـجَّ مـن الجـموعِ الـمجـلِـسُ

 

لا تــفــتـحـي بـابَ الـعـــتــابِ فــإنــنــي

صَمـتي كمـا رعــدٌ.. ورعـديَ أخـرسُ

 

شَـمَـتَـتْ بـأيـامـي الـنـجـومُ وشـمـسُـهــا

فـضُـحـايَ ديـجـورٌ ولــيـلـيَ مُـشــمِــسُ

 

أمـسـيـتُ أسْــتـجـدي الـرّمـادَ لـمَـوقِـدي

وغـدوتُ أرعى الـمـوحِـشاتِ وأحْـرِسُ

 

مـا بـيْ؟ أشــيـطـانٌ تـلــبَّـسَــنـي فـإنْ

جـاوزتُ بـابَ الـكـهـفِ راح يُـوَسْــوِسُ؟

 

لا طابَ خـبـزي والـنـمـيـرُ إذا اشـتكـتْ

في الـدِّجـلـتــيــنِ مـن الـحـيـاةِ الأنـفـسُ

 

أحـدو بـقـافـلــةِ الـهــمــومِ حــريــرُهــا

دمـعٌ تـخــثَّــرَ فــهْــو صَـخــرٌ أمــلــسُ

 

لـيْ عـزلـتـي عـنـي وأخـرى عـن غـدي

حــتـى يــعــودَ الـى شــذاهُ الــنــرجــسُ

 

تــشــكــو وتــعــلــمُ أنَّ نـابَ نَــدامَــتـي

مــن نــابِ ذئــبٍ مُــسْـــتَــفَــزٍّ أشــرَسُ

 

يَــمَّـمْـتُ لـلـصـمــتِ الــربـابـةَ مُـذ أتـى

جـمـرٌ عـلـى عـشـبِ الـهـوى وتـوجّـسُ

 

أيُـضـيـرُ نـهــراً سَـــبَّ غـامـرَ مـوجِـهِ

مـنْ لـو يَـعـومُ بــسـطـلِ مـاءٍ يـغــطـسُ؟

 

حافي الـجـوابِ فـلسـتُ أعـرفُ مَنْ أنـا

أمُـــطــهَّـــرٌ؟ أمْ فـي هــوايَ مُــدَنَّــسُ!

 

بـيْ يـا ســمـاوةُ مـن صـبـاحِــكِ حـزنُـهُ

ومـن الــمـســاءِ هــمـومُـهُ والـحِــنــدِسُ *

 

هـانَ الـنـفـيـسُ عـلى الـنـفـوسِ وأبْـدَلـتْ

دمـعــاً بـصـهــبــاءِ الـســرورِ الأكـؤسُ

 

أصـبـحـتُ لا أدري أنُـســكـيَ طـائــشٌ؟

أمْ أنَّ طــيــشــي فـي هــوايَ مُــقــدَّسُ؟

 

وإذا الــنـفــوسُ تـعــطَّــلــتْ أبــصـارُهـا

أيُــضِــيــرُهــا أنَّ الـــطــريــقَ مُــدلَّــسُ؟ **

 

حَـدَّقــتُ فـي الـمـرآةِ مــبـهــورَ الـرؤى

فــأنــا بــغـــيـــرِ مــلامــحـي أتــفــرَّسُ

 

دالَ الــهــوى بـيْ فـانــتـهــيــتُ كأنـنـي

نَـفْــسٌ لـهــا فــرطَ الــتــشــتّــتِ أرْؤسُ

 

هـانَ الــفــراقُ عـلـى الـفـتى لـو دمـعُـهُ

خـلــفَ الـجــفــونِ إذا تــهــدَّجَ يُـحْـبَـسُ

 

أأنــا خــطــيــئــةُ " آدم ٍ"؟ أمْ أنــنــي

فـي عِـشـقِ "حَوّاءِ" الـفـراتِ مُـقـدَّسُ؟

 

................

الحندس: الظلام الشديد

مدلّس: مظلم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم