صحيفة المثقف

بنات بغداد

wedad farhanالأمثال الشعبية تختزل الحكاية وتعبر عن الحسكة بمفردات قليلة.

سميت الأمثال بالشعبية ليس لأنها تستخدم اللغة العامية عموما، بل لأنها أكثر انتشارا بين الناس، وبناء عليه سميت بالشعبية.

يقول المثل الشعبي "أول هدته شرّم تراجيها" تعبيرا عن سوء الأداء والفعل، وعدم دراية التصرف بعقلانية، بل بتهور بريء كان أم مقصود.

مثلنا هذا ينطبق على محافظ النجف المعين حديثا، فبدلا من أن يتجه نحو البناء وإدارة المحافظة مستفيدا من أخطاء المحافظ المقال، ابتدأ مرحلته بالجلوس على كرسي الفخامة وأطلق للسانه العنان بانتقاد بنات بغداد وبابل مقارنا اياهن بحشمة بنات النجف، وكأن بنات بغداد غير محتشمات.

ورغم اعتذاره عن خيانة التعبير كما صرح، والاعتذار شيمة الكرماء، لكن يا محافظنا الجديد "إن الإناء ينضح بما فيه".

أعتب عليك مرتين كوني امرأة بغدادية، الأولى أنك ابن النسب الشريف الذي لا يرتجى منه إساءة، لأن جدكم الأول جاء رحمة للعالمين، والثانية أنك في موقع مسؤولية إدارية، مالكَ أن تقحم نفسك بشأن ليس هو شأنك!

وما أريد قوله إنك غير محتشم أيضا لأنك ترتدي البدلة الغربية والرباط الفرنسي إذا ما قورنت برجال النجف وتاريخهم، فهم إما مرتدي عمامات، أو يشامغ، او طرابيش. أين أنت إذا من حشمة رجال النجف يا محافظها؟

تخيلتك تقرأ نهج البلاغة وأنت في حضرة سيد البلغاء القائل: “تمنيت لو كانت لي رقبة بعير” وهو البليغ الصادق الورع الزاهد!!

فما طول الرقبة التي تحتاجها كي لا تهفو هفوة الجهلاء ثم تعتذر يا محافظ النجف الجديد؟

أيها المحافظ الكريم، أعتقد أن عليك أن تكون أكثر عقلانية في قياس الأمور ولا تتشنج بالطرح لأنك على كرسي الشعب وليس على منبر الخطابة!

يا بنات العراق، لا يفرقكن القول، بينما توحدكن أصالة المنبع، كنتن في بغداد أو النجف أو أي جزء ما بين النهرين، عيدكن سعيد وكل عام وأنتم بخير

 

وداد فرحان / سيدني    

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم