صحيفة المثقف

الاسلوب والاسلوبية .. المنهجيات الاسلوبية للنص التحريري او الشفوي

haseeb elyasمقدمة: كان للبنيوية دور كبير في (الثورة) التي حصلت في مجال دراسات علم اللغة. ومنذ ذلك الحين يمكننا ان نلاحظ ازدهاراً واضحاً لايعبّر الاّ عن حيوية الجانب الجمالي. وتم التأكيد على مثل هذه الدايناميكية في جميع المجالات الكبرى في علوم الكلام بصورة عامة وفي الاسلوبية بصورة خاصة . ومن جانبه، وضع المحور البنيوي التأكيد على مفهوم الاسلوب الذي تستند اليه دراسته . اذ تختلف الحقيقة الفعلية والفردية من نص الى آخر . ومن هذا المنطلق نجد ان الاسلوبية (كما هي الحال في مجال النقد الادبي) جاءت نتيجة للعلاقة الوثيقة بين النتاج النصي ومؤلفه . وهكذا نلاحظ أن القارئ يستقبل النص الادبي من الداخل ويعبّر عن معلومات مادية . وعلى الرغم من ذلك يبدو من الصعب ادراك الاسلوبية اولاً وقبل كل شيء بسبب ان الاسلوبية تعد ملتقى طرق عديدة هي: القواعد وعلم اللغة والاحصاء الذي ينعكس على ظاهرة الاسلوب وعلى الضوء الذي يسلّط على منهجياته . اما السبب الثاني فنلاحظ ان الآراء المتعلقة بالموضوع غالباً ما تكون متناقضة فنجدها مرفوضة تارة ومسموحاً بها كفرع من فروع علم اللغة تارة اخرى . وبهذا الخصوص يمكننا ان نتساءل حول الاسلوبية وماهيتها آخذين بنظر الاعتبار ان النص الشفوي ليس بالضرورة نصاً مكتوباً . وللاجابة عن هذا السؤال نقترح القاء الضوء على الاسس الابستمولوجية للأسلوبية ومن ثم تقديم المنهجيات الاسلوبية للنصوص الشفوية والتحريرية.

 

الاسس الابستمولوجية /مفهوم الاسلوب

من المهم توضيح مفهوم الاسلوب بغية كشف النقاب عن منهج يعد ملتقى طرق للعلوم الانسانية التي وجّهنا نقدنا اليها بسبب غياب موضوع متخصّص وكذلك غياب منهجية خاصة وكما هو معروف ان كلمة الاسلوب مشتقة من كلمة لاتينية تعني في الاصل (قالباً او انموذجاً) يستخدم لغرض الكتابة على الشمع مثل الختم. وتطور هذا المفهوم الى ان اصبح مفهوماً يعني الاسلوب وطريقة للكتابة . وبمعناه الواسع لا يأخذ الاسلوب بنظر الاعتبار طرائق الحياة فقط وانما النتاجات الفنية . وفي علوم الكلام يعني الاسلوب اختيار طرائق التعبير الخاصة بمؤلف ما والصيغة المكتوبة او الشفوية التي يتّسم بها تفكيره. ولذلك اكد بوفون على ان (الاسلوب هو الانسان نفسه) ويعني ذلك الصفات الخاصة باللون على غرار الاسلوب الروائي والصفات الخاصة بتيار ادبي (الاسلوب الكلاسيكي). واجابة عن مفهوم معياري لوقائع اللغة يمكن تعريف الاسلوب بأنه انزياح مقابل المعيار . وحسب وجهة نظر ماروزو فأن الاسلوب هو (الموقف الذي يتخذه المستعمل كتابة او لفظاً مقابل مادة تقدمها اللغة) وبالنسبة لعالم اللغة الالماني ليو سبت زر فأن الاسلوب عبارة عن وضع منهجي لعناصر تقدمها اللغة، وبناءً على ذلك فأن الاسلوبية تمثل هذا العلم الذي يقدم موضوعاً لدراسة الاسلوب .

 

1-2 الاسلوبية

الدراسة العلمية للأسلوب والطرائق الادبية وطرائق الانشاء المستعملة من قبل أي مؤلف في مؤلفاته . وتدرّس الاسلوبية عادة مجموعة السمات التعبيرية الخاصة بلون ادبي معين وبفترة زمنية محددة. وتسمح ايضاً بإلقاء الضوء على خصوصيات كتابة مؤلف ما في كتاباته .ويمكن تعريف الاسلوبية ايضاً على انها علم وسيط بين علم اللغة والادب من جهة والقواعد والادب من جهة اخرى . اما التعريف الذي اقترحه بالي فانه يستند الى بنيوية دي ساسور ويجعلنا نلاحظ ان الاسلوبية تراعي المجال الكلي للغة ولكنها تحتفظ بنشاطها الخاص ولا تشكّل أي ارباك مع اية دراسة اخرى للغة . وتهدف الاسلوبية الى تشخيص التعابير المؤثرة ومن ثم تحليلها . ويتضمن هذا التحليل نظرية الكلام ونظرية الاسلوبية . وتهدف الاسلوبية ايضاً الى موضوع اساس في اللغة التلقائية ليس بصفتها الفردية . وشهدت الاسلوبية تطوراً كييراً منذ نشأتها مع البلاغة وحتى الوقت الحاضر .

 

1-3 لمحة تاريخية

تم استعمال الاسلوبية لأول مرة عام 1800 من قبل الالماني غراهام الذي جعل من المانيا مهداً للأسلوبية . ولكن من المهم ان نلاحظ بأن الاسلوبية تتأتى من التقليد البلاغي لبلاد الاغريق القديمة التي درست فن الاقناع . وكما هو معروف ان البلاغة تتضمن خمسة اقسام وهي الاختراع والكلام والحفظ والعمل والتصرف والفصاحة وتعد فن التعبير بصورة مناسبة إذ انها كانت تبحث عن الاسلوب المناسب للون الادبي المختار اذن تتضمن البحث عن محسّنات الاسلوب وان هذا الجزء من البلاغة هو الذي ادى الى ولادة الاسلوبية . ولكن يجب ان نذكر بأن الاسلوبية لم ترث البلاغة الا بصورة جزئية. فاذا كانت البلاغة فناً للتعبير فأنها لا تبدو مكرّسة للتعبير الفردي بطريقة جلية أي انها لاتضع ذلك في المقدمة حيث انها تضع فنون الكتابة بطريقة عامة ومعيارية وانه ابتداءً من عصر النهضة بدأ الاسلوب يعني طريقة الكينونة وطريقة اظهار الفرد الا ان مفهوم الاسلوب بدأ يتطور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أي منذ ان بدأ التمييز بين اللغة الادبية واللغة الدارجة . وجعلنا هذا التمييز نلاحظ الانزياح بين هذين المفهومين للغة وهذا بدوره يلقي مزيداً من الضوء على مفهوم الاسلوبية . والاكثر من ذلك وبفضل ما قدّمه فيكتور هيجو اصبح الاسلوب ( تعبيراً عن العبقرية الشخصية للمؤلف ) وفي تلك الفترة بدأت الاسلوبية بالابتعاد ليس فقط عن البلاغة وانما بدأت تتطور ايضاً وتعرف عن ذاتها بصورة تدريجية . وقد تم ادخال الاسلوبية الى فرنسا في بداية القرن العشرين من قبل شارل بالي 1865-1947 . ويعد بالي تلميذ عالم اللغة فيردناند دي ساسور الذي اتخذ موقفاً معارضاً للمفهوم المعياري لتفاسير فن الكتابة وقام بتأسيس الاسلوبية .

 

1-4 الاسلوبية والعلوم ذات العلاقة

اصبحت الاسلوبية التي تم تعريفها بأنها طريقة للكتابة لكاتب ما ولمجموعة من الكتّاب وللون معين او لفترة معينة موضوعاً لدراسات خاصة منذ زمن بعيد وتم تصنيفها ضمن اطار فن التعبير الادبي وكمعيار واداة لتقييم الاساليب الفردية للمؤلفين لذلك كان لها علاقات وثيقة مع البلاغة( التي كانت الاسلوبية تعد جزءً منها) والادب والقواعد وعلم اللغة.

 

1-4-1 الاسلوبية والبلاغة

ترتبط الاسلوبية بعلاقات وثيقة جداً مع البلاغة . وفي الحقيقة كانت الاسلوبية جزءً من البلاغة لأنها نشأت ضمن اطار النظام البلاغي ومن الاقسام الخمسة التي ذكرناها والتي تتضمنها البلاغة وهنالك البيان وطريقة صياغة العبارة التي كانت ايضاً تتعلق بالتعبير الجيد وبالتنميق الذي يتضمن اختيار الكلمات وتركيب الجمل ورفض الكلمات المستحدثة والكلمات البالية فضلاً عن استعمال محسّنات الاسلوب التي ادت بدورها الى نشأة الاسلوبية . فالاسلوبية كما ذكرنا ورثت شيئاً قليلاً من البلاغة وعلاقة الاسلوبية باللغة ، لذلك لا يمكننا التحدّث عن الاسلوب من دون اللغة والقواعد التي تنظّم استعمال هذه اللغة وهذا بدوره يؤدي بنا الى معرفة العلاقة بين الاسلوبية والقواعد.

 

1-4-2 الاسلوبية والقواعد

تم تعريف القواعد بانها فرع من علوم الكلام الذي يتضمن قواعد مختلفة تنظم صياغة اللغة وتأخذ بنظر الاعتبار الصوت والتراكيب والنحو وعلم الدلالة . وتحتل مكانة في القواعد وتعالج الدقة والخيال ولهذا السبب ينبغي امتلاك معرفة جيدة بالقواعد لأن ذلك يمثل اداة لايمكن الاستغناء عنها وهذا ماعبّر عنه ماروزو إذ اكّد على ان الاسلوبية تغطي كل مجال اللغة ويمكن ادراك الاسلوبية طبقاً للتقسيمات التقليدية للقواعد والصوت والنحو والمعجم وتركيب الجمل . وكعلم اخر للكلام لدينا ايضاً علم اللغة الذي تربطه علاقات وثيقة مع الاسلوبية .

 

1-4-3 الاسلوبية وعلم اللغة

كما هو معروف أن علم اللغة هو الدراسة العلمية للغة وكما هو معروف أن هذا التعريف يعد قديماً ونرتأي اعتباره هنا بمفهومه الواسع مع الاخذ بنظر الاعتبار جميع المجالات التي تفرعت منه . وتعد الاسلوبية نقطة تلاق بين المجالات اللغوية ( فقه اللغة وعلم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة النفسي ..) وبناءً على ذلك يمكن ان يكون الاسلوب مرتبطاً بفترة زمنية وبلغة معينة ،ويمكننا التحدث عن الكلمات المستهلكة والقديمة والكلمات التي لم تعد تستعمل . وله علاقات ايضاً مع فقه اللغة الذي يعدّ فرعاً من علم اللغة الذي يدرس لغة ما في فترة محددة من تاريخها . ومن الممكن ان يرتبط الاسلوب بمجموعة اجتماعية حيث يمكننا التحدث على سبيل المثال عن اسلوب مجموعة من الناس من دولة معينة او اسلوب رجال الادب الذي لا يترجم فقط الانتماء الى مجتمع ما ولكن ايضاً الانتماء الى مستوى اجتماعي . وهذا ايضاً يؤدي بنا الى معرفة العلاقة الموجودة بين الاسلوبية وعلم اللغة الاجتماعي الذي يدرس اللغة ضمن سياقها الاجتماعي ومن الممكن ايضاً ان يتعلق بعلم النفس للفرد وهذا يحدّد العلاقة بين الاسلوبية وعلم اللغة النفسي الذي يدرس الاجراءات والعمليات التي يقوم بها العالم النفسي .

ومن ناحية اخرى وحسب رأي كريسو انه يمثل اظهاراً للتفكير الذي يتخذ صيغة الكلام او الكتابة (أي التواصل) والذي لا يعدّ في معظم الحالات على انه طريقة موضوعية او فكرية . ويضيف المتكلم الرغبة في ترك اثر لدى المتلقي وهذا يعني ان هنالك اختياراً لوسائل مختلفة يمتلكها في اللغة والتي تنجم عن المجال اللغوي (علم الصرف، النحو وترتيب الكلمات والمعاجم وغيرها) وكذلك المجال النفسي والاجتماعي . وتكمن مهمته في القيام بهذا الاختيار في كل مجالات اللغة لضمان تواصله واحداث اقصى درجة من التأثير وهذا بدوره يعمل على اقامة العلاقة بين علم اللغة والاسلوبية.

 

1-4-4 الاسلوبية والادب

يمكننا ان نعرّف الادب بأنه مجموعة المؤلفات المدونة او الشفوية التي تتسم بقيمة جمالية واستعمال وسائل تعبير اللغة التي تنتمي الى فترة معينة وثقافة معينة ولون معين ومؤلف معين . ومن هذا التعريف تتضح لنا العلاقة بين الاسلوبية والادب . وتشير الاسلوبية الى ادبية نص ما والتي تجعله نصاً ادبياً وهذا مايميزه عن أي نص مدون باللغة الاعتيادية (القانون والدستور) او نص علمي. اذن تشير الاسلوبية الى الاختلافات الموجودة باستعمال اللغة والمحسّنات اللغوية وكل مايحيط بالنص الادبي . وضمن المنظور الخاص بالتسلسل الزمني للأسلوبية يتفق علماء الاسلوبية حول نقطة تتعلق بالتمييز بين زمنين للتفكير : القدم الذي كان فيه الاسلوب يؤدي وظيفة كمفهوم بلاغي هذا من ناحية ومن ناحية اخرى بدأ في القرن التاسع عشر يمثّل مفهوماً ادبياً من نوع تأويلي يربط رؤية العالم واسلوب المؤلف . وبغية اثارة المداخل الخاصة بهذا المجال نقترح هنا معرفة الاتجاهات الاسلوبية الكبرى . وللقيام بذلك لابد من معرفة المدارس الاسلوبية الرئيسة من اجل فهم افضل للمنهج الاسلوبي للخطاب : الاسلوبية الوصفية او التعبير (شارل بالي) والاسلوبية الخاصة بالفرد (ليو سبيتزر) والاسلوبية التركيبية (ميكائيل ريفاتير) والاسلوبية الوظيفية (رومان جاكوبسون) والاسلوبية السيميائية (مولينييه) والاسلوبية التسلسلية (لاثورماس) والاسلوبية الاحصائية (بيير كيرو) واخيراً الاسلوبية الاثنية ( جيرفيس مندوزي)

مداخل الاسلوبية الكبرى – اسلوبية التعبير او الاسلوبية الوصفية .

ان الاسلوبية كما يراها شارل بالي يمكن تعريفها بأنها دراسة وقائع تعبير الكلام ابتداءً من المضمون التعبيري من حيث التعبير الاسلوبي للكلام او الاسلوبية التعبيرية . وتعمل هذه الاسلوبية على دراسة القيم التعبيرية المؤثرة خاصة بالوسائل المختلفة للتعبير الذي تمتلكه اللغة وترتبط هذه القيم بوجود صيغ مختلفة من اجل التعبير عن الفكرة ذاتها . وادى ذلك كله الى ان يؤكّد بالي على ان الاسلوبية تدرس وقائع تعبير الكلام من وجهة نظر مضمونها المؤثر أي التعبير عن وقائع لها اثار يتم التعبير عنها بالكلام .

 

لمحة تاريخية

عندما نتحدث عن اسلوبية التعبير نؤكد على اللغة والكلام وهذه الثنائية التركيبية التي تعد حجر الزاوية للمحاضرات في علم اللغة العام لساسور وحسب رأي ساسور فأنه يعدّ اللغة نظاماً منظماً للعلامات والكلام تحيين لهذا النظام . وان المرادف الاسلوبي لهذا التقسيم يتمثل بالمقارنة بين (الرمز /الرسالة) اذ ان الرسالة عبارة عن اختيار ضمن اطار الرمز من قبل مستعمل اللغة الذي يرتأي التعبير عن ذاته . اذن لا يهتم ساسور بمضمون الرسالة وخاصة القيم التعبيرية حيث تظهر فيها المشاعر واعاد بالي ادخال هذه القيم في نظام ساسور ولهذا السبب اصبح ذلك موضوعاً يتعلق بعلم اللغة الخاص بالتعبيرية. وهكذا نجد نظام العلامة التي اكدّ عليها ساسور والتي تعدّ ذات مدلول وظيفي ايضاً ترتبط بشبكات من العلاقات بأستثناء القيم التعبيرية. ولهذا السبب يجب اضافة العنصر التعبيري للكلام وهذا هو موضوع الاسلوبية الوصفية . ومن هذه الحقيقة تبدو الاسلوبية الوصفية كأول اتجاه يخرج من اسلوبية المفهوم المعياري لتحليل النتاج الفني ولذلك يجب اقامة اسلوبية وصفية اكثر من اقامة اسلوبية معيارية ابتداءً بأسلوبية التأثيرات التي بموجبها يمكن لأي تعبير ان ينتج عنه اثراً لدى المستمع او المتلقي . ويرتكز هدف بالي على تحديد قوانين عامة تنظم اختيار التعبير وعلاقة التعبير مع التفكير ولهذا السبب يمكننا القول بأن بالي كان لديه طموحاً لدراسة الوقائع التعبيرية او العاطفية.

 

المسعى المنهجي لأسلوبية التعبير

لا يعدّ المسعى المعرّف والمطبّق من قبل بالي الاّ نتيجة للمبادئ التي وردت في كتاب (موجز الاسلوبية) عام 1905 . وعندما نلاحظ ان هذه الاسلوبية هي دراسة اللغة الايحائية وضع بالي المبادئ الاتية :

- الاسلوبية موجودة في علم المعاجم ولكنها لا تشكّل ارباكاً معه .

- تستقبل الاسلوبية الكثير من الاضاءة من علم الدلالة ولكنها لاتعدّ تابعة له.

-ان الاسلوبية هي ليست دراسة الاسلوب .

 

تحديد الموضوع والتشخيص

وفقاً لتحليل الاسلوبية الفرنسية يكمن تحديد واقع التعبير في اقتفاء جمع الوقائع في الكلام الذي يشكّل جزءً من التحديدات الخاصة أي انه الذي يسمح بالتماثل مع وحدة التفكير . اما بالنسبة للتشخيص فهي عملية التوصل الى تماثل مرادفي للتعبير مع استبداله بمصطلح يدل على التشخيص .

 

امثلة على التحديد

1 - لايغير الكلب طريقة جلوسه

2 - مثلما اتيت الى السلطة تخرج منها

3 – لا يمكننا اخذ تذكرة لحديقة الحيوانات لغرض عبور غابة برية

4 - حقيقة اليوم خطأ غداً

 

التشخيص

1 - لايمكن تغيير الطبيعة

2 - الذي يموت بالسيف لايموت الا به

3 - يجب ايجاد حل مناسب لكل مشكلة

4 - لم يعد يفكّر بذلك .

تأخذ اسلوبية التعبير بنظر الاعتبار القيم المؤثرة التي ترتبط بالكلمات او بالتعابير في لغة تتبع مجال الاستعمال وبصورة خاصة الاثار التي تتضمنها وهذا لا يترجم الا الموقف او المشاعر الخاصة لمستمع مقابل المتكلم ولذلك يجب ان يكون لدينا تضمينات معينة في الجملة . وتتضمن طبيعة هذه التضمينات معنى مضاعفاً اذ يتحدث بالي عن الاثار الطبيعية والاثار بالاستفزاز . ففي الاولى يتم اعلامنا بالمشاعر التي عبّر عنها المستمع . ويقول بالي بأن هنالك اثراً طبيعياً عندما نصغي الى كلمة تولد لدينا انطباعاً مقبولاً او غير مقبول من دون ادخال تفكيرنا من اجل فهم المعنى التضميني . وبالمقابل نجد في الثانية انه تم اعلامنا بتفاصيل حول الوسط الاجتماعي . وان هذه الاثار لا تتأتى من الشكل وانما من استعماله وحتى من سياقه بحيث تبقى صورة الوسط مرتبطة بذلك .

 

جيرفيس مندوزي

ترجمة الدكتور حسيب الياس حديد

...........................

Gervais Mendoze:Approches stylistiques du texte écrit et oral,Université de Yaounde,Faculté des Lettres,mai 2010

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم