صحيفة المثقف

مرثية لشاعر المطر

sadam alasadiومسمارك الشعري في اللوح ثابت

وانه للأعداء في العمق يحفر

 


 

مرثية لشاعر المطر / صدام فهد الاسدي

السياب شاعر عملاق يستحق ان تنطلق الكلمات من اجله انه الرجل المتمرد في زمن ندر فيه المتمردون

 

الا يا رسول الحرف قل كيف نجبر

جروح زماني فيك والجرح يكبر

 

نما الشعر في عينيك والصدق مثله

وشعرك بين الصخر يا بدر مثمر

 

فلولاك كان الشعر ميتا حقيقة

ولولاك يا سياب لا شيء ننشر

 

وان كان فيك الحرف عبدا مقيدا

فانه عند البعض عبد مسير

 

وان كان فيك الشعر قد سد بابه

فهل ستظن اليوم شيئا يغير

 

اذا انت مت الامس ما مت مطلقا

اذا ما اتى كانون في الحال تحضر

 

فلولاك مات الشط ينشف ماؤه

ولولاك يا سياب من اين نعبر

 

فانت الى الفيحاء يا بدر كنزها

وفيك هي الفيحاء يا بدر تنخر

 

اذا كنت تبني الامس بابا لشعرنا

فقد توجد الالاف بالباب تكسر

 

وشتان بين النار والثلج سيدي

فصلدا يكون الثلج والنار تسعر

 

وظني باهل الشعر ان سيوفهم

اذا كتبوا الاشعار حبر ودفتر

 

وسيفك كان الحق في كل وقفة

وانك ما غنيته اليوم يظهر

 

اذا عود كل الشعر اصبح يابسا

فعودك حتى الان يا بدر اخضر

 

وحتى سما جيكور ترثي نخيلها

وحتى النخيل اليوم بالعذق يصفر

 

ومسمارك الشعري في اللوح ثابت

وانه للأعداء في العمق يحفر

 

وقد ظلموك اليوم ظلما خطيئته

ومن ظلم السياب بالشعر يكفر

 

فاولاء من اولاء الا حثالة

من القطط العمياء اذ ليس تبصر

 

وان شديد الداء لوزاد داؤه

تراه بشتى الكلم لوزاد يهذر

 

فدعهم ابا غيلان والدهر شاهد

فانت لكل الشعر في العصر مبذر

 

واذ  تطلب الازمان سترا لحالها

فشعرك يا سياب للحال يستر

 

فليس هوالسياب قاضي عدالة

ومن قال للسياب شرطي ومخفر

 

فان ظلام الوجه في شكل عنتر

ولكن وميض السيف يبنيه عنتر

 

وان جمال الروح ميزان دهرنا

وان جمال الشكل يفنى ويقهر

 

وليس سنين المرء في ثقل ماله

ولكن سنين المرء مجد  يعمر

 

هوالجاحظ المنكوب في ذاك عهده

ومن قال وزن المرء شكل ومظهر

 

فان حساب المرء يوما فعاله

ضيع لاهل الشر والخير كوثر

 

ومأساة مسك السيف كف جبانه

ليصرخ بالاهات والحزن سمهر

 

وان صنوف الشعر عدت باربع

ومن باب ذاك الصنف بالوقت يحشر

 

(اذا الشعر لم يهززك عند سماعه)

فان الذي يلقيه هذا شويعر

 

ولوكان لأمرى القيس في ذاك عهده

حصان مكر يقهر الريح مضمر

 

فقد كان للسياب ( بيسكل ) سادتي

وما فيه يا اصحاب سرج ومدكر

 

ولما مشى السياب نحرق شعره

وفوق الرثاء المر نلقي ونأمر

 

ونتهمه لا يمتطي من ثقافة

ونتهمه فهوالفقير المدمر

 

فقير ولكن شعره السم دائما

يسمم من للشر والحقد يسعر

 

فقير ولكن حول الحب نجمة

تدور على كل البقاع وتسهر

 

فقير ولكن فالسماء لاجله

بامطار افراح على الكون تمطر

 

ونتهمه في القول والسب ويلنا

فقير وعانى الضيم والفقر يدمر

 

وان شاء بعض الناس نكران مجده

فليس يهم البحر نهر معفر

 

فليس لنا في بدر شيء نرده

وانما قول الحق امر مقرر

 

وقد تتعب الاقلام في لحق شعره

فقد رسموا شعرا واخر صوروا

 

وظل هوالبركان في كل حرقة

ومن كرهوا السياب حتما تكسروا

 

فكيف يموت الشعر في نقد جاهل

محال وكل الناس فيه تأثروا

 

اذا كنت يا من رمت في بدر لومة

تقارن بين الشمس والشمس اكبر

 

فدع عنك يا مسكين انك بادى

ولوان بعض القول حولك يجهر

 

فهذا ابتلاء الدهر تسموذبابة

وان اسود الغاب في الذل تحفر

 

عجيبا لمن للشعر يبنون كعبة

لهم اجرهم طعن خفي وخنجر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم