صحيفة المثقف

عندما لا يكون المكان

siham  jabbarهذا ما يجعلُ كلَّ شيء اعتراضاً

والحبّ تفككاً

 


 

عندما لا يكون المكان../ سهام جبار

 

حينما اختفتِ الكلماتُ نسيَ التذكّرُ نفسَه

وإذ لم يستيقظ الوقتُ تحرّرتِ الأيامُ

عندما لا يكون المكانُ

فالمكانُ أنا

ونشارةُ السنوات التي أنفقتُ هي نفسي

وأتكسّرُ أنا مانيكانَ حريةٍ متعَب

عندما لا أتجمّعُ في الخيوطِ الممغنطِةِ كلَّ دمى

فقط ألقي نظرةً على كلّ شيءٍ،

إذ كلُ شيء ليس سنةً ولا مكاناً ولا جراداً يتآكلُ في فساده

فإني أصوّتُ لا،

لا يعني لا

العالمُ يجرّبُ نفسَه

وأنا أصوِّت لا، لا، لا

أنا أوافقُ على الالتماعاتِ التي في الموج

لكني أقولُ لا على النرد الذي التقطني لهذا العالم

أوافقُ على الأم التي هي ظلُّ سماء

لكني أصمتُ عن البابِ التي تنغلقُ مشطورةً إلى سويعات

هي ذي العزلة حوّلت السعادةّ جمراً بارداً في مجلدات

الجمهورُ يتقاذفُ الكرات

الكراتُ تحبلُ وتلد

الأرقامُ تأخذُ وترمي

تحتالُ لتأخذ لساناً جديداً

وتقتلُ الحضورَ الحقيقي الذي يُريني أنه شبهي

هذا ما يجعلُ كلَّ شيء اعتراضاً

والحبّ تفككاً

ونفسي إهاباً للأخاديد

تصبُّ فيّ جحافَلها

وتُنزل جسدي مع الأشباح طمياً دائماً

المدنُ التي تُقلّمُ العيون كانت مآتم

وكلّ شيءٍ حاشيةٌ في أسفل الكلام،

على كل منوال، على كل شاكلة، في كل سوق

كلُ شيءِ يبردُ جدائلي بالندم

الحربُ التي هي الطرقاتُ

الدمُ المذعور على كل جسر

العبورُ الى الجهات..

أنام تحت مصباح المدينة المطفَأ

آه.. لو المكانُ هو عينُه

والسنواتُ لا تظلُ تحرّكُ خيوطَ الدمى التي هرمتْ

آه لو أن رحلتي هي مكوثي،

وغرفتي العالم

آه لو أن العابد هو المعبود

والالتماعاتُ في الموج

لم تكنِ الغرق!

لو أن النرد لم يكن الحقيقةَ

وكلّ اتجاه لم يكن هذه الروح في نمائها

حجّةُ الموتِ التي هي نفسي

آه لو أنام هناك

نُهدهدُ بعضينا وننسى..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم