صحيفة المثقف

سرقة فرص التعيين والترهيب واحدة من أسباب

qasim mohamadalyasiriترهيب المجتمع وسرقة فرص التعيين من قبل الاحزاب المهيمنه والمحاصصات الحزبيه في دوائر الدولة هي التي افقدت الثقه عند شريحة الشباب الذين عمدو للهجره غير الشرعيه الى بلدان الدول الغربيه وبعظهم لجأوا للهجره الداخليه في محافظات اخرى هروبا من ترهيب الاحزاب فنرى ابن كربلاء يعمل في بغداد اوفي اربيل وابن البصره والناصريه يعمل في كربلاء وابن بابل او النجف يعمل في البصره وهكذا انه الترهيب المجتمعي وحرمان الشباب من التعينات في مدنهم بسبب المحاصصات الحزبيه وترهيب الاحزاب للشباب وهنا كثرت البطاله وانعكست على المجتمع ..لا سيما شباب المحافظات الذين أخذوا يبحثون عن أي فرصة عمل يستطيعون من خلالها إعالة أنفسهم وعوائلهم بها فكانت محطاتهم في محافظات اخر غير محافظاتهم فشهدت إقبالاً كبيرا في محافظات كربلاء والبصره وبغداد منهم بصورة كبيرة نتيجة لاختلاف الاجور اليومية التي سيتقاضونها من أصحاب العمل مع وجود بعض الاعمال الصعبة في تحميل البضائع أو في المخابز والافران فساهمت تلك الاعمال في جذبهم من أجل الحصول على بعض المال وإرساله الى عوائلهم لغرض مواجهة غلاء الاسعار والمعيشة الصعبة.... واليكم هذه القصه .... شاب خريج يحمل شهادة جامعيه مهندس بعد ان طرق جميع الابواب ومنها الاحزاب ومؤسسات الدوله للحصول على فرصة تعيين فالاحزاب تطلب منه الترويج لمرشحيها في الانتخابات والانتماء اليها .. اما المؤسسات الحكوميه تطلب منه تزكيه من احد الاحزاب او احد المسؤولين فعجز الشاب من الحصول على فرصة تعيين في دوائر الدوله بسبب المحاصصات الحزبيه وليس له اقرباء في الحكومه المحليه او البرلمان او الحكومه المركزيه .. فاضطر للعمل بقالا للخضروات والفاكهه بعربه متنقله في سوق الخظار فاخذ يضايقونه الباعه الاخرين في السوق فاضطر للتجوال ببضاعته في الاحياء بعربته الخشبيه التي يسحبها حمار .. فيشترون بضاعته اهل الحي وفي احد الايام صادفه رجل ملتحي يوحي للناس بانه من اصحاب الموعظه والوقار والنصح للاخرين فاخذ يشتري منه الخضار وكان يعطي ثمن مايشتريه وبعد عدة ايام اخذ يتاخر في اعطائه ثمن مايشتري وتراكم عليه المبلغ وعندما طالبه بالايفاء بما عليه من ديون وسرد قصة ديونه وما عليه لابناء الحي قالو له ابناء الحي ان هذا دجال وكل الناس تبتعد عن التقرب منه وهو من احد الاحزاب في (حزب ...) وعندما طالبه الشاب بحقه مما بذمته من مال ... اخذ يوجه له الاسئله والشتائم والتهديد بالماده اربعه ارهاب واعطاء اسمه للجهات الامنيه امام بعض من ابناء الحي وقال ( أنت بعثي ) فا ضطرالشاب لترك الحي وذهب الى حي اخر في نفس المدينه للبيع وطلب الرزق واخذ يجلب الخضار ويشتري ابناء الحي منه بضاعته والحمد لله حتى جاء احدهم وقال له لماذا تزعل فلان في الحي الفلاني انت غير مرغوب بوجودك في الحي ولا نريدك في الحي وهدده ذالك الشخص الذي تبين انه احد اعضاء مجلس الحي ويتقاضى راتب مليون دينار شهريا .. فاضطر الشاب لترك هذه المهنه وذهب لاستئجار محل في مدينه مجاوره والاستلاف من احد المصارف لعمل اكسسوارات سيارات واستقر الامر والحمد لله .. لكن بعد مرور عدة اشهر والعمل يتحسن واخذ يلتقي في المحل ابناء البرلمانيين لتزيين سياراتهم وكذالك ابناء المسؤولين المحليين والحمايات ليشتروا مستلزمات سياراتهم بعظهم ياخذون احتياجاتهم بالاجل الى نهاية الشهر وبعظهم يسددون ماعليهم والبعض الاخر تراكمت عليهم المبالغ وقرب تسديد ديون المحل الى المصرف الذي استلف منه وعندما طالبهم بما عليهم من ديون تشاجر البعض معه وهددوه ويشتموه والبعض الاخر يستهينون به وانكروا الديون التي بذمتهم وفي احد الايام وجد نفسه في موقف حرج لتسديد ديون المصرف فاضطر الشاب الى الانتحار في محله وشنق نفسه في محله ووجد واضعا المشنقه في عنقه مربوطا بمروحة المحل ... وتقولون لماذا يهاجرون الشباب .. فإقصاء الشباب من فرص العمل والنمو الاقتصادي وترهيب المجتمع يساهم في التوتر الاجتماعي والهروب او الهجره نحو المجهول ......فالعراق اليوم يعيش في تقطيع اشلائه الديمغرافية فقاعدته السكانية انقلب هرمها وأضحت قاعدتها الواسعة تتكون من فئة الشباب العاطلين عن العمل وفي حالتنا العراقيه فإننا نعيش مع الحكومة الحالية ما يشبه الفرص الضائعة .فالأجيال الجديدة صدحت بأصواتها عاليا ورفعت من وتيرة احتجاجاتها العراقيه في ربيع لم تزهر وروده بعد .والعبادي وفريقه الحكومي والبرلمان وكتله المتناحره الغير مستجيبه للاصلاحات صعدا إلى دفة الحكم على صهوة الحراك الشعبي والشبابي بوعود كاذبه مع ما يعنيه ذلك من ربح سياسي وانتخابي كبير للكتل وحلقاتها .. حيث رفعت الحكومة وعودا وشعارات اصلاحيه وقدمت برامج ووصفات اصلاحيه مخدره لكن داء البطالة والفساد والمحاصصات لم يوجد لها دواء بعد .. فاليوم المتظاهرون الوطنيون مصممين بالمضي في احتجاجاتهم المنذرة إلى الحكومة من أجل اعتماد استراتيجية لتأمين الحق في العمل ومعالجة الفساد والمحاصصات الحزبيه والطائفيه والحق في الحياة الكريمة للأجيال الجديدة .. فهل يلتفت العبادي من خلال اصلاحاته الموعوده للبطالة والاحباط الذي ينتاب الشباب لعدم خلق فرص للتعينات وهيمنة الاحزاب والمحاصصات على التعينات لمختلف الوضائف وفي جميع دوائر الدوله ومؤسساتها لكي يفتح باب الأمل لفئات عريضة من الشباب العاطلين ويعزز ثقتهم في المستقبل ويحقق في الأفق المنظور السلم الاجتماعي ببلادنا لتقليس الهجره او عمليات الانتحار السلوكي في الانحراف او الانتحار الحياتي او الهجره الغير مشروعه ... اللهم احمي العراق وابناء العراق .. وتبا للفاسدين والسراق ....التقيت احد الشباب قبل انتحاره ايضا فاخلص لي بمعاناته وما تعرض له من ترهيب وعدم تعيين نفس الاسباب التي ذكرتها عن الشاب الاول .. وهو يقول .. لقد ذهبت الى بغداد حاملاً معي هموم نفسي وأهلي من العوز والفقر ولكني رغم ذلك لم أجد فرصة عمل واحدة وبقيت أبحث عنها في الازقة والشوارع الى أن وجدت مهنة بيع البورك صباحا على دراجه هوائيه بين البيوت وفي احد مناطق بغداد واحد ازقتها المغلقه لم ادخله لوجود حمايات وشرطه لان احد ساكنيها مسؤول حكومي منتخب .. ومرت الايام حتى استدعتني الحمايات والشرطه واخذوا يشترون مني البورك واستمرذالك عدة ايام وفي احد الايام جائني احد الشرطه الحجي يريد ك فذهبت فخرج لي احدهم سبق لي شاهدته في التلفاز ملتحي قليلا وحالق لشاربه ووو... فسألني أين تعمل هذا وانت اين اهلك وانت وانت وووو اسئله عديده بعدها اشترى مني مايرغب به واكرمني بمبلغ 25 الف دينار ففرحت بالمبلغ وفي اليوم الثاني كذالك اخذ الشرطه مني واخذا الى بيت الحجي ايضا واعطوني خمسه وعشرون الف ايضا وهكذا استمر الحال عدة اسابيع حتى جاء يوم عدد الحمايات قليل فقط شرطيان فناداني احد الشرطه واخذا اثنان فقط واخذ خمسه بورك الى بيت الحجي وبدون ان يعطوني ثمنها وفي اليوم التالي ايضا وهكذا بدون ثمن البورك بعد مرور اسبوع عادت الحمايات وقالوا لي الحجي عاد من السفر قلت الحمد لله سيعطيني حقي وثمن البورك للاسبوع الماضي فاخذت الحمايه يمنعوني من التقرب للبيت وياخذون البورك ولا يعطوني ثمنه فابتعدت عن ذالك المكان فجائني احد الحمايات وقال لماذا لا تجلب البورك قلت خلص ولم يبقى عندي بورك وهكذا عمدت الى الابتعاد عنهم فتبعوني وعندما طالبتهم بما عليهم من مال ظربوني وداسوا على دراجتي واتلفوا البورك وعدت الى الى مدينتي وسرد لي القصه اعلاه وهو متالم محبط يائس فشجعته وبعد يومان انتحر الشاب وجد شانق نفسه منتحرا في بيت اهله رابطا عنقه بحبل الى مروحة الغرفه ... وتقولون لماذا يهاجرون الشباب

 

بقلم: قاسم محمد القاسم الياسري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم