صحيفة المثقف

طقوس عاشوراء بين المبالغة والترشيد .. خلان السلام وعشاق الوئام ومشرووع الافطار الثقافي

abdulelah alsauqمدخل: الثقافة العربية وبخاصة العراقية موضوع ملتبس قلما يتفق عليه فريقان وإن كانا قريبي الرؤية، والثقافة في الولايات المتحدة الامريكية لاتشذ عن الحيثية ذاتها، ونحن نقترب من الثقافة في ولاية مشيغن حيث الكم والنوع المميزان، يمكنني القول ان عشرات المنظمات الثقافية تشكلت وتفاعلت ثم صمتت لقلة الدعمين المالي والاجتماعي ولتعرضها الى هجمات مسعورة تحارب فقط لتفشل اي مشروع، ومنظمات شبه وهمية تشكلت وعاشت ومازالت تتنفس وتمد اعناقها امام الكاميرات والاضواء ولا مسوغ لاستمرارها سوى قدرة اصحابها على التمويل واحيانا لتمتعها بصفاقة لاتمت للثقافة والخلق بأدنى صلة، مؤسسات ثقافية تولد مؤسسات ثقافية تموت، اسماء تضاء وحقها ان تهمد في الدياميس واسماء تخفت وحقها ان تضاء، لكن الصورة ليست قاتمة تماما كما يبدو من السياق فثمة ثقافة ومثقفون وثمة نشاط ثقافي دون تمويل ودون تشجيع، الحديث طويل ويطول وهو ملتبس وقد كتبنا فيه المقالات واثرناه في المحاضرات وناقشناه في الفضائيات وقد نعود اليه كَرَّة قادمة

عرض: خلان السلام (خلان الوفاء) فكرة تبلورت ومشروع نضج حتى استقام خارطة طريق لاحبة ودشن من قبل المؤسسين واسموه افطارا ثقافيا فنهد به جمهور من اصدقاء الخلان بما يشبه خلان الخلان في مشيغن المحروسة،وفي كل سبت او احد يلتقي خلان الوفاء وعشاق السلام على موضوع ثقافي محوري ، الاحد الماضي مثلا كان في بيت الصديق الاستاذ عبد الاله الجابري وفي السبت الثالثة بعد الظهر تم تجديد اللقاء 17 من اكتوبر الموافق 2015 حين اجتمع الشمل في بيت الصديق الاستاذ مصطفى العمري على مائدتين: مائدة طعام ومائدة بحث مركزي، الحضور كان:

843-sayiq

سماحة المفكر الاسلامي التنويري السيد الدكتور طالب الرفاعي إمام مركز اوهايو ورئيس اكاديمية علي .

الاستاذ الدكتور عبد المطلب السنيد الفنان الرائد واخصائي التراث الانساني الغابر والوسيط .

الفنان القدير المصور والمخرج الاستاذ غازي الأسدي .

الكاتب التنويري والناشط الاستاذ سالم الشمري .

المهندس والفنان والناشط الاستاذ عائد شاهين .

الكاتب التراثي واخصائي علم الرجال الاستاذ حيدر التميمي .

الاستاذ المحلل الاسلامي خالد الشاكر .

الاستاذ المهندس والخبير المالي هشام العزيري ابو سماح العزير .

الاستاذ الناشط حسن العمري.

الكاتب والاعلامي والمفكر الاستاذ مصطفى العمري .

الاستاذ حسين العمري

عبد الاله الصائغ مدير موسوعة الصائغ الثقافية .

انيطت ادارة ملتقى خلان الوفاء بالاستاذ مصطفى العمري صاحب المجلس فوضع كلمة موجزة بين يدي المشاركين تنحو صوب التركيز على العنوان والمحاذرة من الخروج عليه وصوب الالتزام بالوقت فكل الحاضرين محاضرون، ثم دعا سماحة السيد طالب الرفاعي الى قراءة ورقته فتمنى على العمري ان يمهله ويقدم الشباب قبله، اولا: فجاء دور الفنان الاستاذ غازي الاسدي فوضع ديباجته ليتوصل بها الى مقترح الاتفاق بين قمم ائمة المسلمين سنة وشيعة من اجل ايقاف انهار الدم ولن يحل محنة التشدد باسم الدين وطقوس الدين سوى الائمة المتنورين الكبار المتبوعين . ثانيا / وكان ثاني المشاركين الاستاذ خالد الشاكري المعروف بجرأة اطروحاته الاسلامية وفق منطقي العقل والنقل فركز على ضرورة اشاعة ثقافة النقد التي نفتقر لها بشكل عام، وان على المثقفين التنويريين نقد الشعائر الاسلامية التي لاتمت الى الدين او رموزه بأدنى صلة وعلينا نحن خلان الوفاء ان نكتب وننقد وفق الثوابت الاسلامية .ثالثا / تكلم عبد الاله الصائغ عن لعنة التاريخ التي نستقي منها التطرف والارهاب التاريخ القديم والوسيط مسؤول عن فيالق الارواح البريئة التي ازهقت ومافتئت تزهق وستظل، نحن المسلمين لنا تاريخنا وهذا التاريخ ليس واحدا ولا متواترا ولا متفقا عليه فللسنة تاريخهم المفصل والمدجج بالأدلة المستندة الى الله والنبي محمد ص وللشيعة تاريخهم المفصل والمدجج بالأدلة المستندة الى الله والنبي ص واهل البيت رض، نسبوا الى النبي الامين الرحيم ان امتي ستنقسم بعدي ثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة في النارا سوى فرقة واحدة هي الناجية وسهمها الجنة، اولا الحديث غير مسند ثانيا الحديث يناقض سيرة النبي ص وما عرف عنه من ميل شديد الى وحدة المسلمين رابعا ان الحديث يتقاطع تماما مع المنطق الرياضي العقلي، ومع ذلك فانهار الدم يهرقها المسلمون من بعضهم البعض وكل طرف مقاتل يهتف قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ومن ينظر الى الواقع العربي الذي احرقته الصحوة الاسلامية المزعومة والربيع السلفي المُعَرَّب بل والى الواقع العالمي سيعلم ان التشدد والغلو الاسلاميين وراء الفوضى الدموية التي تلون جدران العالم ومن اجل صناعة خلية محنة او غرفة عمليات فينبغي ايقاف تداول كتب التاريخ ورواياته فالعالم يتناهشه الارهاب العالمي الخارج من بطون التاريخ، ان تاريخنا الاسود والابيض مسؤول عن ازهاق ارواح ملايين المسلمين فلنحرق التاريخ وننظر الى المانيا وامريكا وفرنسا وسويسرا والبلدان الاسكندنافية فانها تبتكر وتبدع وشعوبها في رخاء ولنلتفت الى ملايين الهاربين من البلاد الاسلامية سنة وشيعة نحو البلدان المسيحية ،رابعا / جاء دور الفنان الرائد الكبير الدكتور عبد المطلب السنيد فقال ان ثمة شرخا عميقا في العقل الجمعي السائد ومهمة المفكرين رأب هذا الشرخ، واعني بالمفكرين كل المفكرين التنويريين الاسلاميين والعلمانيين والاكاديميين وبخاصة علماء الدين المتبوعين . خامسا / تكلم الاستاذ حيدر التميمي فذكر ان الطقوس الشيعية لم تكن تعرف اللطم وتشقيق الراس ولا التعفر بالتراب او الطين، كانت الطقوس الشيعية متحضرة بامتياز لكن دخول الدولتين (البويهية والصفوية) على خط السلطة،، قبل احتلال هاتين الدولتين للعراق لم يكن الشيعة يقيمون الطقوس المؤذية للجسد والتربية الاجتماعية، بل وقبل الاحتلالين لم تكن ثقافة اللعن والشتم متداولة بين الشيعة .

سادسا / المهندس الناشط هشام العزيري: ارى ان الانحراف عن خط الحسين ع وممارسة الطقوس الغريبة للتعبير عن حب الحسين والاقتداء وشيء من الانحراف شتم صحابة النبي رض بل وبلغ الأمر حدا ان تجاسر البعض منا فنال من شرف نساء النبي وبخاصة ام المؤمنين السيدة عائشة حتى دون الالتفات الى قوله تعالى الخبيثات   للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (النور 26) .سابعا / الاستاذ الناشط سالم الشمري: لا احد يجادل في مبدئية الامام الحسين ومظلوميته، لكن البعض ركز طقوس الاستذكار والاستعبار والحزن على الامام الحسين وفي المقابل نجد أن امير المؤمنين علي بن ابي طالب يستحق الاستذكار والاستعبار والحزن فهو خليفة المسلمين وفق الاجماع وهو مرب يتداول المسلمون وسواهم مقولاته التربوية القائمة على النظر العلمي لاشتراطات الزمان والمكان واستشهد وهو يصلي في المحراب فأي شهادة عظيمة هذه واي حزن فادح ذاك، ومن قبل استشهد سيدنا حمزة عم النبي وكان استشهاده خسارة لاتعوض وكانت طريقة استشهاده مؤلمة بامتياز، كم نعطي لحمزة رض ولعلي ع وللحسن، فلماذا يكون التركيز في طقوس الاستذكار على الامام الحسين ولماذا بالغ بعضنا في حب الحسين الى درجة التأليه. ثامنا / المهندس الناشط الاستاذ عائد شاهين: باختصار نحن نعيش في بؤس ثقافي كارثي ويحتاج ذلك منا مواجهة البؤس الثقافي بمشروع ثقافي واضح المعالم ممكن التنفيذ، مذهل حين نرى الآلاف من شباننا يقدسون الخرافة ويتعاملون معها كشيء من العبادة ولابد من تعاون المعنيين في مشروع مواجهة البؤس الثقافي مثل المساجد وزارة الثقافة اتحاد الادباء ونقابة المعلمين والفنانين والجامعة والإعلام والمؤرخين ومنظمات الحق المدني والشباب والرياضة .

تاسعا / سماحة السيد والمفكر الاسلامي التنويري الدكتور طالب الرفاعي إمام ولاية اوهايو رئيس جامعة علي وهو احد ابرز القادة المسلمين عربيا، كان مدير الافطار الثقافي الاستاذ مصطفى العمري قد ابتدأ بالامام طالب الرفاعي لكن السيد طالب اعتذر وطلب ان لايكون الباديء بل يعطى سانحة كي يتوفر على ابرز اطروحات المشاركين لكن ذلك لم يمنعه من مناقشة المتداخلين مناقشة علمية هادئة ابتدأ سماحة السيد الرفاعي حصته بالوقوف وطلب الينا الوقوف لقراءة سورة الفاتحة على ابرز رموز التنوير المرجعي آية الله العظمى محمد رضا المظفر وبعد الفاتحة جلسنا لنصغي اليه يقول منذ ثمانين عاما ظهر هذا العيلم والعلامة المميزة للفكر الاسلامي التنويري وبخاصة الشيعي وكل ما قاله الامام المظفر قبل ثمانية عقود يتحقق اليوم فما احوجنا لأمثال هذا الرائد الكبير فقد منع الروزخونية من اعتلاء المنابر الحسينية مالم يتوفروا على شهادة تجيز لهم توجيه الناس والقراءة على الامام الحسين وقد فتح الامام المظفر معهدا يدخل فيه المرشح لاعتلاء المنبر الحسيني فيدرس القرآن الكريم وعلوم القرآن مع التركيز على النحو والصرف والبلاغة والتاريخ والجرح والتعديل .... الخ، وكان يقول انه قدس سره لست مع المواجهة لكني مع البديل،، وقد صنع رحمه الله البدائل مثل منتدى النشر وكلية الفقه ومعهد القراء، وكان يتجول بنفسه في الصحن وبعض الازقة ويوجه الناس بشكل مباشر فقد نهر مرة رجلا يوزع الماء مجانا على الناس - السبيل - اشرب الماء والعن كذا وقال ان اللعن بهذه الطريقة غير محبذ فاعرض عن هذا، وقال مخاطبا رجلا دعا للامام المظفر بطول العمر قال والله اني لأستحي من الله ان اطلب المزيد من العمر فقد كنت اكتب موسوعة تمثل مشروعي المرجعي التنويري فسألت الله ان يطيل عمري الى الاربعين كي انجز مشروعي ويقف على قدميه وها انا ذا ابن ستين . ان تغطية مشاركة السيد الدكتور طالب الرفاعي يمثل مشقة بالنسبة لمثلي فاكثر مشاركاته تحتاج التنويه والتفصيل فمثلا استشهد احد المشاركين بآية من القرآن الكريم فقال له احسنت ولكن احذر ان يحاججك محاورك بآيات من القرآن الكريم وقرأ له آيات كثيرات تستثني، وكانت هذه الاشارة العلمية المهمة درساً في طقوس الحوار،

عاشرا / الاستاذ المقالي والاعلامي ومحلل النص والناشط مصطفى العمري: كثيرا ما يتأكد لي ان الاستاذ العمري مفكر مغاير فهو يقرف من ثقافة القطيع ومن تسلط النقل على العقل ويقرف من التفسيرات الساذجة للقران الكريم والحديث الشريف وبرنامجه التلفزيوني المشهور حكايات معاصرة الذي تضطلع به فضائية الماس برنامج إشكالي يثير جدلا كثيرا:

https://www.youtube.com/watch?v=6pTfK-WB-RA

قال العمري إن احالة الواقع المعاش الى الماضي نكوص ما بعده نكوص والسؤال ببساطة من المسؤول عن الشطط وانحراف الرؤية ؟ وحين يجيبك احد فلن يغفل دور المؤسسة الدينية، وحين نبدل السؤال ونجعله على هذا النحو: من يحمي المثقف التنويري؟ ومرة اخرى لن يبتعد الجواب عن دور المؤسسة الدينية في الحماية، استطيع ان الخص جلسة اليوم مع المشاركات فأقول ان جميع من شارك في هذا المجلس مؤمن دون تردد ان المنقذ لنا جميعا هو العلم والايمان بدور المؤسسات المدنية والقوانين التي تعترف بالآخر وحقه في نقد ما يشاء دون إرهاب.؟

ثم انتهى المجلس بعد ان تحدد المجلس القادم ميقاتا ومكانا وافترق الخلان وكلهم رضا بالأطاريح على اختلافها فنحن نختلف ولكننا لن نتخالف .

 

عبد الاله الصائغ مشيغن المحروسة الخميس 22 اكتوبر 2015

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم