صحيفة المثقف

شجرة كربلاء (2)

saad yassinyousufوكلما جفت ينابيعُ صوتِ اللهِ

صاح بها صوتُك ان تكونَ

 

 


 

شجرة كربلاء (2) / د. سعد ياسين يوسف

 

منذُ ان توضأ التراب ُ

بدمكَ الأخضر ِ

قامت قيامتُها الأرضُ

صار لها وجهُ السماءِ

معنى التجذرِ الآتي بموجِ انبثاقِ

الخضرة ِالتي أشعلْتَها في خشبِ السكونِ

وكلما جفت ينابيعُ صوتِ اللهِ

صاح بها صوتُك ان تكونَ

فتضيءُ السماءُ وجهَهَا المحمرَ

بالخجلِ المعفرِ بالترابِ

حين ارتقى نُثارهُ الممزوجُ بأسرارِكَ

معانقاَ طيورَكَ البيضاءَ

وهي تصعدُ.. تصعدُ ... تصعدُ

وسيوفُهم تنزلُ في الصلاة عميقا ً

تنزلُ .. تنزلُ ..حتى

يتزلزلُ الملكوتُ تنزلُ الملائكةُ

تصطخبُ المجرةُ بالصاعدينَ النازلينَ

فتنكرُالسيوفَ أغمادهُا مكسوةً

بريشِ الخديعة ِ، بالدمِ

بانهيارِ منائرِ التكبيرِ

بدُكنةِ السحبِ الماطرةِ غلاً

وهي تُسبغُ قلبَ سبعينَ ألف ثقبٍ أسودَ

تاريخاً من لهاثِ الرمل ِ

خلفَ احذيةِ الخليفة ِ

وهي تسحقُ فراشاتِ رفيفِ همسِهم

فيستوونَ حجارةَ رجم ٍ

لما بينَ الخيط ِالابيضِ والاسودِ

ليسودَ رمادُ الحرائقِ التي

اشعلوها إذ استوى حقلُ السنابلِ

تحتَ ابتهالاتِ الشفاهِ ..

وكلما توضأ الترابُ وأستقامَ الى الصلاة ِ

بادلتِ الارضُ السماءَ قميصها المطرزِ

بنجومِ الطعناتِ

واتكأتْ بغيرِ عَمَدٍ تُحصي ثقوبَ خناجرِهم

وهي توغلُ في خاصرةِ الإلهِ ...

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم