صحيفة المثقف

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــاً

karem merzaإذا تعالى صـراخُ الطبل ِ من أنفٍ

لا يطــرقُ الصّكّ ُ أسماعاً ليثنينـا

 


 

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــاً / كريم مرزة الأسدي

 

قصيدة وبيان، وصرخة تحدي وألم وأمل

باتتْ ثقافتنا تغري مغنيننا، وثلاث دورات كبرى عروضية وأدبية ولغوية أقيمها.

 

قصيدة وبيان، وصرخة تحدي وألم وأمل

إلى وزارة الثقافة العراقية البائسة، وإلى كافة وزارات الثقافة في أقطار الوطن العربي، وإلى الأكادميين والباحثين والكتاب  العرب عموماً، واتحاداتهم وجمعياتهم، وإلى أصدقائي وصديقاتي والقرّاء.

 اقرأوا هذه القصيدة من (البحرالبسيط)، والبيان يتوسطها!!

 

هدْهدْ بشعركَ مــا أهــدتْ ليالينا

باتتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـــانيننا!!

 

وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍ وما سطـَرتْ

أقـــلامُهــا للنهـى والــذّكـــر ِتبْيينــا

 

كـأنَّ بــغــدادَ ما كانتْ بحــاضــرة ٍ

ولا الرشيدً، ولا المـــــأمونَ ماضينا(1)

 

فـ (دار حكمتِها) تاهـتْ نواجزُها

بـحاضراتٍ تعرّتْ مـــــن مآسينا

 

إنّـي أعــــرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ

للحالمينَ بنهـــبٍ مــن أراضينا

 

إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ العودِ داعبها

توهّمتْ، فـزهتْ زهـوَ المُغنـّينا

 

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــاً

مـــن العلوم، ونخلاتٍ لــوادينــا

 

لا تعذل ِ القـومَ نسياناً، فيومهمو

نهْب الصراع، فما يدريكَ يدرينا!

 

بيان مهم:

سيقيم  الشاعر الباحث  كاتب هذه السطور دورات غاية الأهمية  في ثلاثة حقول كبرى  جداً  لإثراء لغتنا  الجميلة، وشعرها العبقري على صفحة تواصله الاجتماعي في (الفيس بوك)، كما يلي:

1 - خمسون حلقة عن علوم العروض والقوافي والضرائر الشعرية، بالأيام الفردية من الشهر.

2 - خمسون حلقة مطولة عن التراث الشعري والأدبي بقراءات نقدية، ودراسات أدبية، تتناول نتاجات وقصائد الشعراء العمالقة  خلال العصور الجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي والفترة المظلمة والعصر الحديث.

3 - ودراسات معمقة عن نشأة النحو العربي، ومقارنة بين النحوين الكوفي والبصري، والبلاغة العربية بفروع علومها المعاني، والبيان، والبديع، والميزان الصرفي اللغوي، وقواعد كتابة الهمزة والألف المقصورة، وغيرها من الشؤون اللغوية. تابعوا القصيدة رجاء!!

 

يا أيّها النجــفُ الأعلى إذا جهلوا

ميراثكَ الثـّر َّ، والغرَّ الميامينا (2)

 

ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضتْ

يومَ النضال ِ، وما كانت شياطينا

 

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ، ومـا نجبتْ

واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـلاطينا

 

شــاد (المعـرّي) بشدو ٍحين قينتهُ

في(دار سابورَ)، قد لاقتْ معرّينا (3)

***

 

يــا منبعَ الشعر ِ: أيــامٌ ستــطوينا

ويسخرَ الدّهر ممّن كــان يُزرينـا

 

 

إنْ أنـسَ لا أنس تـاريخـاً مررتُ بهِ

قد هدَّ عودي، وهل تـُنسى عوادينا؟!

 

"أينَ الرضا والرضا من قبلهِ وأبو

موسى، وأين ِ عليّ ٌ" من معالينا؟(4)

 

وأينَ(جوهرُنا)(الصافي) (رصَافِيَهُ)

و(نازكُ)الشـّعر ِ(للسيّابِ) تـُهدينا (5)

 

هــذا العراقُ، مضت أسلافهُ كِبراً

وللأواخــــر ِمــــا  سنـّـتْ أوَالينا

 

نخطو على خطواتِ الذاتِ نـُنكرها

ونـــزرع الدربَ ريحاناً ونسرينا

 

فإنْ ترامى جوارٌ بــــاحَ سـاحتنـا

بالأفكِ، مـا قصّرتْ يومـاً مرامينا

 

دقـّتْ بساعاتها النيــران راهبـــة ً

أهلَ الدّيار ِ، وجــرَّ الجلفُ سكّينا

 

هذا جنيناهُ من كبواتِ أعصـــرنا

لا يــدركُ المــــرءُ دانينا وعالينا

 

هبِ الرماحَ العوالي في الدّجى قصباً

جنب الصفائح، هلْ خابَ الرجا فينا؟!

 

إنَّ السلاحَ سلاحُ الروح ِ نحملــهُ

والعزم ِ والعزِّ والعليـــا عناوينـا

***

 

عـــذرا لبـغدادَ، إنْ أقـلامنا كشفــتْ

غسقَ الظلام ِ، فما يشــجيكِ يشجينا

 

بغدادُ يا بســمة َ التـاريخ ِ راغمـةً ً

أنفَ الأنوفِ، ولا تمحي الدواوينا

 

إذا تعالى صـراخُ الطبل ِ من أنفٍ

لا يطــرقُ الصّكّ ُ أسماعاً ليثنينـا

 

مذ ْ أنْ فطمنا نذرنا للعـراق دماً

وقد هرمــنا، فكانَ الدَّيْنَ والدِّينا

 

إنْ قيلَ: مَنْ أمجد الأوطان أولها؟

دلـّـتْ أصابعها الـدنـــيا لــوادينا

 

نحنُ الأبـاةُ، ولا رأسٌ يطــاولنا

حتـّى نقـولَ، يقولُ الدّهرُ: آمينا

 

........................

(1) الرشيد ويلحقه المأمون بالعطف، قد يأتي بالرفع على الأبتداء، والو التي قبله للاستئناف، وقد الرشيد بالنصب على أساس أنه معطوف على بغداد، وقد يأتي على أضعف الاحتمالات الرشيد حركته الأخيرة الكسرة، وذلك بعطفه على حاضرة

(2) إشارة إلى إلغاء مشروع النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية

 (3) إشارة إلى بيت أبي العلاء المعري، وطربه لسماع صوت مغنية في (دار سابور) عند زيارته لبغداد:

وغنت لنا في دار سابور قينة ** من الورق مطراب الأصائل ميهال

 (4) تضمين لبيت السيد محمود الحبوبي عند رثائه للشيخ محمد رضا الشبيبي (ت 1965 م)، وفي البيت أيضاً إشارة للشيوخ محمد رضا المظفر ومحمد علي اليعقوبي (أبو موسى) وعلي الشرقي، وتوفوا قبله، وقد تجاهلتهم وسائل الإعلام، ومؤسسات الثقافة، والتاريخ يعيد نفسه وبيت الحبوبي أين الرضا والرضا من قبله وأبو موسى، وأين عليّ ٌ ذلك العلمُ

 (5) الجواهري تعرض للسجن بالثلاثينات (1937م) أيام انقلاب بكري، وتجرع الغربة منذ (1956م، 1960م...)، حتى مات بعيداً عن وطنه في دمشق (1997م)، الصافي عاش الغربة في إيران، ثم سوريا، وأخيرا بعد إصابته بطلقة طائشة في عينه بلبنان، رجع للعراق عام (1976م)، وتوفي في وطنه بعدها بسنتين، إذ قضى خمسين عاماً مغترباً، والرصافي قضى أواخر عمره بائعا لسكاير غازي، وضمته غرفة دون ستارة تقيه حر صيف بغداد القائض (ت سنة 1945 م)، ونازك الملائكة عاشت أواخر عمرها في بيروت أولا ثم في القاهرة مكتئبة منذ 1990م حتى 2007م)، ومأساة السياب معروفة، تغرّب وهاجر وتمرض حتى توفي في الكويت في المستشفى الأميري سنة (1964م)، ودفن في البصرة في يوم جمعة كئيب، حيث طردت عائلته من بيتها المعقلي التابع لمصلحة الموانئ.. ما دونت حسب ذاكرتي بعجالة، فعذراً عن السهو إن وقع.

ملاحظة مهمة: ستنشر القصيدة والصرخة والبيان في المواقع الكبرى!!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم