صحيفة المثقف

الفنان د. صبيح كلش ولوحة بعنوان حوار في عمق البحر

اعتاد الفنان د. صبيح كلش في اغلب لوحاتة ان يخاطب اعماق الذات الانسانية عبر لوحات متعددة الروى تلك الاعماق التي اذهلت علماء النفس في التحليل والاستقراء عبر تجارب عديدة ومتنوعةلم تبدا بفوريد ولا تنتهي بسكنر وبافلوف وغيرهم من اراد ان بفسر ويحلل المكنونات الداخلية ومدى انعكاسها على السلوك البشري سواء عبر الطاقة المخزونة في العقل اللاواعي كطاقة مكبوتة في اللاشعور والشعور على حد سواء فاذا كان اللاشعور اداة للالهام عند الفنان تتفجر كالبراكين في لحظة زمنية غيرمحددة بالزمان والمكان يوازيها او يضدها الشعور في لحظات التامل والاستقراء والتي تصل احيانا الى حد احلام اليقضة تلك الاحلام التي يتصارع فيها الشعور واللاشعور لانتاج لجظة البناء الفني للوحة عبر الخط والنقطة واللون والكتلة وكافة عناصرالتشكيل الفني كسيمائيات ورموز تحمل كل منها دلالة وكل دلالة ترتبط بالدال والمدلول عبر الصراع الدرامي في مكنون الفنان ذالك الصراع الذي يصل الى حد الذروة والذي لا ينتهي في اللوحة فقط كثيمة انية بقدر ما يرتبط بمسيرة الفنان ونتاجة الذي لا ينتهي الابتفكيك ذالك الصراع عبر الاسلوب والمنهج والاتجاة الذي اعتمدة الفنان عبر مسيرة الفنية باعتباره كتلة من الصراعات الملحمية التي تحدد المنهج والمدرسة والاتجاة الذي يحددة الفنان لتلك الصراعات المختلفة والذي غالبا مايكون منهاج ومدارس ذائبة في بعضها البعض كذوبان الجليد ودفئ حرارتة التي تستعير احيانا وتدفئ احيانا وتبرد احيانا تبعا لظروف الطقس التي تدفئ وتحرق احيانا الشعور واللاشعور لتحفز الفنان للانتاج والمتذوق للتامل في مشاهدة اللوحة و البحث عن الاسرار المخفية عبر الرموز والدلالات في مكنوناتها الظاهرية والباطنية بعد ان تتسرب تلك الاشعاعات الرمزية الى الشعور واللاشعور وتطهر ما يمكن تطهيرة في المخزون ا لشعوري واللاشعوري ولهذا يشعر المتذوق او المشاهد فياغلب الاحيان بالنشوة حتى وان كانت تلك النشوة مصحوبة بالالم او الانبهار او التعجب وغيرها من المفاهيم التي لا ندرك معانيها بقدر الادراك الى اشكالها الظاهرية التي يجمعها القاسم المشترك والمتمثل - بالتفريغ والتحفيز- اي الشعور واللاشعور

كما هو الحال في لوحة الفنان د. صبيح كلش وبعنوان حوار في عمق البحر--------

110-sabihkalash

اذ يضعنا الفنان اولا امام تساؤلات عدة بعضها شعوري واخر لا شعوري وفي صراع داخلي محتدم بين الموضوعة وعناصرها الفنية ودلالاتها ورموزها وعناصر التشكيل فيها حتى انها تقودنا تصل بنا الى حالات من التاؤيل المعرفي عبر اسقاطاتنا النفسية والشعورية المختلفة فتارة ندرك المعاني والدلالات الظاهريةكما نفهمها في عقولنا الادراكية او وتارة تفجر الطاقات المخزونة في العقل اللاواعي دون وعي او سيطرة على ذواتنا الداخليةحيث تتنفس كتنفس السمكة عند خروجها من الماء وهي تتامل لحظاتها الاخيرة وتسترجع كل تاريخها في لحظات الموت وتحلم بالعودة الى مياهيها الراكدة وعالمها المجهول ذالك العالم الفتازي البعيد والقريب من عالم دي سيسور في التفسير والتحليل لمفهوم اللغة والكلام او اللغة والحوار

فالحوار هنا كما ارادة الفنان من خلال العنوان هو من عمق البحر اي حوار الكائنات الحية والمتمثل بالرمز - الاسماك- ولكن يبقى السؤال الطوطمي هنا ما هو طبيعة ذالك الحوار من عمق البحر واين يصل صداه وكيف يصل ومدى علاقة ذالك الصدى بالكائن البشري الذي لا يدرك ابسط فونيماتة لانه صدى صامت على الرغم من بركانة الهائج من الاعماق ام انه مجرد رمز استعاري عن اعماق الذات الداخلية وصداها و يمكن حل فونيماتها بالتامل الشعوري والخلوة الذاتية ولنفترض باننا ادركنا تلك الاستعارة حسب قدراتنا المعرفية في تحليل دلالة الاستعارة ولكن هل نستطيع فك الطلاسم الحوارية التي هي جزء لا يتجزء من حياتنا اليومية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها والتي ندركها احيانا عبر الانا او الشعور ولا نسمعها في حواسنا الادراكية واللاشعورية الا مع ذواتنا وعند التامل والخلوة مع الذات فقط أي ا ننا نستطيع ان نسمع صوت العقل او صوت اللاشعور عندما نخاطب ذواتنا في احلام اليقضة والمنام والتي تشعرنا بالالم والفرح والخوف والحزن على حد سواء وبهذا كان الفنان جدا موفقا في اختيار العنوان لسماع صوت الذات عند التامل والخلوة في العنوان واللوحة على حد سواء ومهما كانت اسقاطاتنا اللاشعورية ومخزونا المعرفي والادركي والتذوقي في المعرفة والتحليل فاننا لا نصل الى اتفاق واحد في التفسير والتحليل لاننا امام ذوات وقدرات واسقاطات مختلفة الا اننا امام قاسم مشترك واحد هو الانسان بكل اسراره وطلاسمة ومكنوناتة الداخلية اي اعماق الذات البشرية او اعماق البحر وصداه الصامت

 

د. طارق المالكي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم