صحيفة المثقف

ثـلاث فـسـائـل

yahia alsamawiركــبــتُ دربَ غِــوايــةٍ

مُــسْــتــبْــدِلاً جـمــراً بِـغــيـثٍ مُـغــدِق ِ

 


 

ثـلاث فـسـائـل / يحيى السماوي

 

1

أريـد أن أنام

 

صــبـاحُــنــا

أكـثـرُ ظـلـمـةً مـن الـظـلامْ

 

ولــيـلــنــا

أثـقـلُ مـن  " صـخـرةِ  سِــيـزيـفَ "

ومـن تـسـلّـطِ الـلـئـامْ

 

أريـدُ أنْ أنـامْ

 

مـن أيـن لـيْ  بـبـلـسـمٍ

يـنـشُّ ذئـبَ الـرعـبِ عـن حـبـيـبـتـي

وخـمـرةٍ

تُـنـيـمُـنـي فـي وطـنٍ يُـحَـلَـلُ الــكُـفـرُ  بـهِ

وخـمـرُهُ حَـرامْ؟

 

أريـدُ أنْ أهـربَ مـن مـخـالـبِ  الـصَّـحْــوِ

ومـن  لـمْـعِ سـواطـيـر

ذوي الـلـثـامْ

 

وطـالـبـي الـفِـديـةِ والـجـزيـةِ

فـي " إمـارةِ الإسـلامْ "

 

ومـن  خِـطـابـاتِ  الـسـلاطـيـن الـتـي

يـخـجـلُ مـن  قـائِـلِـهـا

الـكـلامْ

 

أريـدُ أنْ أنـامْ

 

عـسـى أرى

آنـيـةَ الـجـيـاعِ فـي عـراقِـنـا

تـزخـرُ بـالـطـعـامْ

 

وسـارقـي الـبـيـدَرِ

يـسـتـجـدونَ عـفـوَ الـشـاهـريـن جـوعَـهـمْ

بـثـورةِ  الـمـاءِ عـلـى الـضّـرامْ

 

عـسـى أرى

بـغـدادَ  ـ فـي حُـلـمـيَ ـ لا يـحـكـمُـهـا  الـدجّـالُ

والـعـمـيـلُ والـغُـلامْ!

 

عـسـى أرى

دجـلـةَ تـنـسـجُ الـنـدى مـلاءةً

ويـرتـدي الـفـراتُ بـردةً

مـن الـسـلامْ

 

أريـدُ أنْ أنـامْ

 

لـعـلـنـي أصـحـو عـلـى فـجـرٍ

تُـضـيءُ شـمـسُـهُ

لـيـلَ الـفـراتـيـن الـذي اســتـمـرَ

ألـفَ عـامْ

 

أريـدُ أنْ أنـامْ

 

عـسـى أراني بَــشَــراً

فـي

جَـنَّـةِ الأحـلامْ!

***

 

2

خـطـيـئـة آدم

 

بـاتَ الـغـريـبَ عـلـى ضِـفـافِـكَ زورقـي ..

يـا  خُـبـزَ مـائـدتـي

وكـوثــرَ دَوْرقـي

 

وأدَتْ حـمـاقـاتـي ظِــبــاءَ بَــصــيــرتـي

فأنـا الـحـزيـنُ الـجَـذلُ

والـفَـرِحُ الـشـقـي

 

شُــرُفـاتُ يـومـي لا تُـطِــلُّ عـلـى غـدي

إلآ وتُـــنــبــئُ

عــن ظـــلامٍ مُــطــبــِـق ِ!

 

تــلـهــو بـأشــرعـتـي الــريـاحُ  فــلا أنـا

بــمُـغــرِّبٍ فـي الــسَّــيــرِ

أو بـِـمُــشــرِّق ِ

 

لــو يُـرجِـعُ الــنـدَمُ الــرمـادَ شُــجــيــرةً

لَــطــرقْــتُ بــابَ نــدامـةٍ

لــم يُــطــرَق ِ!

 

أسَــفـي عـلـيَّ

ركــبــتُ دربَ غِــوايــةٍ

مُــسْــتــبْــدِلاً جـمــراً بِـغــيـثٍ مُـغــدِق ِ

 

مـا أنــتَ بـالــخِــلِّ الأثــيــمِ ..

ولا أنــا

مـن قـبـلِ حُــبِّـكَ يـامُـغـيـثـي بالــتَّــقـي

 

ليْ ذنـبُ " آدمَ " يا حـبـيـبُ

وحُـقَّ بـيْ

طـردي مـن الـفـردوسِ إنْ لـم تَـعْــتِــق ِ!

***

 

3

حـبـيـبـي

 

أيُّ الأحـبـةِ عـنـدهُ مـثـلـي

بـدنـيـا الـعـشـقِ

إلْـفُ؟

 

يُـعـطـي بـلا  مَـنٍّ

ويـغـفـرُ لـيْ إذا اسـتـجْـديْـتُـهُ مـاءً

لأطـفـئَ جَـمـرَ آثـامـي

فـيـعـفـو

 

أغـفـو

سـريـري جـفـنـهُ

فـأنـا حـبـيـبـي لـيـس يـغـفـو

 

ويـداهُ لـيْ سُــورٌ

ويـنـبـوعٌ وبـسـتـانٌ

وسـقـفُ

 

وهـواهُ خـمـري إنْ شــربـتُ

وشــدَّنـي لـلـرقـصِ

عـزفُ

 

يـزدادُ صـحـواً شـاربـوهُ

فـلـيـس مـثـلَ شــذاهُ

رشْــفُ

 

سـيـمـاؤهُ نـورٌ وإحـسـانٌ

وعـطـفُ

 

سـألـوا فـؤادي عـنـهُ وصْـفـاً

فـاسْـتـحـالَ عـلـيـهِ

وصْـفُ

 

الـخـلـقُ ـ كـلُّ الـخـلـقِ ـ فـي قـامـوسِـهِ الـكـونـيِّ

حَـرْفُ

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم