صحيفة المثقف

الميول الجنسية والقانون الدولي للاجئين

mohamad thamerيتناول هذا المقال تعريف الميل الجنسي وفقا للأجهزة الدولية والداخلية المتعلقة باللجوء والهجرة وذلك وفق فرعين.

 

الفرع الأول: تعريف الميل الجنسي وفقا للأجهزة الدولية المتعلقة باللجوء والهجرة

يتناول هذا الفرع تعريف الميل الجنسي وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين من جهة ومن جهة أخرى التعريف وفقا لمنظمة الهجرة الدولية.

ويجب الإشارة ابتداء الى ان الميل الجنسي مصطلح معقد ينم عن تعقيدات تاريخية ودينية وثقافية .[1]ولا يوجد أي صك قانوني دولي لحماية حقوق الإنسان الخاصة بالميل الجنسي ألا أن المؤسسات الدولية تحرص دائما على التأكيد على أن هؤلاء يتمتعون بكل حقوق الإنسان من ذلك تأكيدات لجنة حقوق الإنسان بأن مبادئ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية تنطبق بشكل متكافئ على الجميع دون تمييز ولا يجوز التمييز على أساس الميل الجنسي مؤكدة أن الإشارة الى الجنس في المادة 26 وهي المادة المتعلقة بعدم التمييز تتضمن حظر التمييز على أساس الميل الجنسي وكذلك تؤكد اللجنة الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حظر أي صورة للتمييز على أساس الميل الجنسي وعليه يجب على الدول أن تضمن للاجئين اليها جميع هذه الحقوق دون تمييز .[2]

ويشير مصطلح (homosexuality) الى الشعور بالانجذاب تجاه شخص أخر من نفس الجنس بغض النظر عن نسبة هذا الشعور وقد أقر الطب وعلم البيولوجي وجود مثل هذا التوجه لدى بعض الحيوانات مثل الزرافات والاوز الأسود ورفعت منظمة الصحة العالمية سنة 1974 هذا المصطلح من قائمة الأمراض النفسية وتصل نسبة المثلين من الرجال والنساء الى 11 % من مجموع البشر .[3] في المقابل يشير مصطلح Hetero sexual or straight للتعبير عن العلاقات الجنسية العادية أو الميل الجنسي تجاه شخص من جنس أخر .[4]

والميل الجنسي كمصطلح هو مصطلح مستخدم للإشارة الى جنس الأشخاص الذين ينجذب اليهم الشخص جنسيا ويمكن للميل الجنسي للمرء أن يكون نحو الجنس الأخر (الميل الجنسي الأخر) أو الجنس نفسه (الميل الجنسي المثلي الذي يشمل الرجال المثليين والنساء المثليات) أو كلا الجنسين (الثنائية الجنسية) وقد استخدم هذا المصطلح كمرادف للتفضيل أو الايثار الجنسي [5].

وفي القرار 17 / 19 في حزيران 2011 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى أن يسود (الاحترام العالمي لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من أي نوع وبطريقة عادلة ومنصفة)[6]

أولا ـ تعريف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين .

تطلق المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسميات مختلفة فمرة تسميهم المثليين ومزدوجي الميل الجنسي تعرفهم اختصارا (LGB) ومرة تطلق عليهم أقلية جنسية ومرة ذوي الحاجات الخاصة ,وتستخدم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مصطلح (gay) للدلالة على الرجال والنساء الذين لديهم ميل جنسي تجاه نفس الجنس دون تمييز بين الرجال والنساء بينما تستخدم مبادئ اليوكا كارتاYogyakarta مصطلح (gay) للرجال ومصلح (lesbian) للدلالة على النساء ممن لديهم ميل جنسي تجاه شخص من ذات الجنس ولكن المفوضية ومثلها مبادئ يوكا كارتاYogyakarta يستخدمان مصطلح واحد للدلالة على مشتهي الجنسين (bisexual) .[7]

وتعترف مفوضية اللاجئين بأن مصطلح الميل الجنسي مصطلح واسع جدا ومن الصعوبة بمكان أعطاء تعريف محدد له وتشير الى اليوكاكارتاYogyakarta بأنه أفضل الوثائق الدولية التي تكفلت بتعريفه[8]ومع ذلك فقد أعدت المفوضية دليل يوضح المقصود بالميل الجنسي فيما يتعلق بطلبات اللجوء على أساس الميل الجنسي في سنة 2008 .[9] ثم أصدرت المفوضية السامية اللاجئين مجموعة جديدة من التوجيهات حول الحماية الدولية المرقمة (9) بشأن المطالبات بحق اللجوء على أساس الميول الجنسية أو الهويات الجنسية ضمن أطار المادة 1 أ (22) من اتفاقية عام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 حول صفة اللاجئين وتسود هذه التوجهات على الملحوظة الإرشادية حول مطالبات اللاجئين المتعلقة بالميول الجنسية والهوية الجنسية لعام 2008 وهذه هي المرة الأولى التي تعالج فيها مثل تلك التوجهات بشمولية قضية المطالبات القائمة على أساس الميول الجنسية والهويات الجنسية فهي تقدم الإرشادات حول القضايا الموضوعية والإجرائية والقضايا الأخرى المتعلقة بالبيانات والإثباتات إضافة الى المصداقية حول تلك المطالبات وتقدم التوجيهات والإرشادات للحكومات ورجال القانون والقضاء وصناع القرار السياسي وموظفي المفوضية السامية للاجئين في مراحل النظر في تلك المطالبات بموجب اتفاقية 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين وتهدف أيضا الى التقليل من الافتراضات الغير صحيحة والنمطية التي غالبا ما تؤثر على اتخاذ القرارات بشأن تلك المطالبات ولضمان حسن تفسير تعريف اللاجئ وتوحيد ذلك التفسير وفقا لاتفاقية عام 1951 عبر مختلف سلطات الاختصاص القضائي وهي من جهة أخرى تكمل دليل المفوضية السامية للاجئين حول إجراءات ومعايير تحديد وضع اللاجئين المنشورة عام 2011 .[10]

 

ثانيا ـ تعريف منظمة الهجرة الدولية .

التعريفات التي تعطيها بعض الإجراءات التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة أو مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية تتعلق بمصطلحات لحماية مقدمي طلبات اللجوء على أساس الميل الجنسي دون التطرق لإعطاء تعريف محدد له, ويتم ذلك من خلال المبادرات العملية التي تشمل أيجاد الفضاء المأمون وضمان سرية المعلومات وتدريب الكوادر وتوفير الموارد الضرورية ورعاية أماكن العمل الدامجة . فالفضاء المأمون هو الترحيب باللاجئين على أساس الميل الجنسي لكي يفصحوا عن ميولهم أمام موظفي المنظمة الدولية للهجرة وتشير تقارير المنظمة الى حالة العراق سنة 2012 و 2013 حيث أنتشر العنف ضد هذه الفئة الى أن جميع موظفي الحالات في مراكز دعم أعادة التوطين الى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يخشى مقدمي طلب اللجوء من رهاب الهوموفوبيا (كراهية المثلين) ولذلك ُدعمت هذه الجهود في العراق بأنشاء خط ساخن يديره موظف من الهجرة الدولية [11] يدعم هذه الفئة وبناء على ذلك فالفضاء المأمون وفق تعريفات منظمة الهجرة هو المكان الذي يمكن فيه للأفراد أن يعبروا فيه بحرية تامة عن أرائهم ويطرحوا أسئلتهم ويستكشفوا ميولهم الجنسية دون خشية التعرض لتهكم الآخرين عليهم أو الانتقام منهم . أما ضمان سرية المعلومات فيتم من خلال استخدام لغة السرية والكتمان وتفريغ المقابلات الشفوية ومن خلال توزيع المنشورات حول هذه الفئة أما توفير الموارد الضرورية فيقصد بها ضمان وصول المعلومات الحساسة لهذه الفئة وذلك لتمكينهم من اتخاذ قرارات صائبة حول قضية أعادة توطينهم أو وجهتهم النهائية التي يجب أن تكون أمنة بالنسبة لهم ويمكن التوسل بعدد من الوسائل لإبلاغ هذه المعلومات منها الجهات الثقافية والمنشورات والبوسترات والجلسات الخاصة ولوحة الإعلانات العامة وأخيرا خلاصة ما قبل الرحيل . أما أماكن العمل الدامجة فيقصد بها تدريب الكوادر العامة مع هذه الفئة وتمرينهم بحيث يقيمون مكان عمل خالي من التطبيق عليهم وتضرب المنظمة مثال على ذلك أن موظفة عراقية تعمل في مكاتب الدعم أعطت رقم هاتفها لأحد مقدمي طلب اللجوء لزرع الثقة لديه وعندما اطمأن لها استأذنها في منح الرقم لأعضاء آخرين من نفس الفئة فاقترحت الموظفة أن يكون رقمها خطا ساخنا [12].

أما على المستوى الهجرة الداخلية فقد أقر مجلس بوغوتا اتفاق 371 حول تساوي الحقوق على أساس الميل الجنسي .[13]وفي اطار سياسة الجوار الاوربية المتعلقة بالهجرة واللجوء ورغم التطورات التي جاء بها توجيه التأهيل الصادر عن الاتحاد الأوروبي 2014 الى أنه مازال هناك اختلافات ملحوظة في الطريقة التي تعامل بها دول الاتحاد الأوربي طلبات لجوء على أساس الميل الجنسي .[14]

 

الفرع الثاني: تعريف الميل الجنسي وفقا للأجهزة الداخلية المتعلقة باللجوء والهجرة

سوف نتناول في هذا الفرع موقف الأجهزة القضائية الداخلية من تعريف الميل الجنسي ثم نبحث في موقف الأجهزة الإدارية الداخلية المختصة باللجوء والهجرة سواء ما أصدرته من تشريعات أو تعليمات .

أولا ـ التعريف وفق الأجهزة القضائية المتعلقة باللجوء والهجرة .

[1]- Nick j . Mule and Erika gates – Gasse , OCASL , LGBT asylum Seekers and refugees , Canda , 2012 , p47 .

[2] – shana Tabak and rachel Levitan , L G B T I in Immigration . detention , Forced Migration , Refugee studies centre , university of oxford , 2013 , p3 .

جاء في سفر التكوين أن الجنس من أجل الزواج والزواج من أجل العائلة من أجل ملكوت الله . (تك 1: 26 ـ 28، ملافي ح : 13 ـ 16، اقور، : 9 ـ 7 : 4) وهذا يعني أن المثلية الجنسية غير مسموحة .

 

الاستاذ الدكتور محمد ثامر السعدون

............................

1 ـ الحديث الرابع : الأخلاقيات الجنسية المسيحية، أسس الحياة المسيحية (ح) للعازبات) برنامج التكوين، 2013، UCO، متاح على الموقع التالي .اخر زيارة 6-6-2015

Members . yenemallebanon . org / f2 – sm 4 . Der – Christian – sexual –morality .

نظرة الأديان الى الهوية الجنسية هي نظرة واحدة .

((يعتبر العهد القديم المثلية الجنسية شناعة وأن كان اليهود الربانيون يبدون تساهلا أما الديانة المسيحية فتدين الفعل وتحذر من مغبته مع التسامح في الميل دون الفعل وموقف الشريعة الإسلامية السمحاء واضح)) . للمزيد حول موقف الاديان انظر-

هدى الخرسة، الشذوذ الجنسي عند المرأة، دار النفائس، بيروت، 2009، ص70 .

[3] – zietsch , Brendan p , Genetic factors précis posing to homosexuality may Increase mutiny success in hetero sexual , 2008 , p433 .

[4] – http : // www . apa . org / pubinfo / answers . html .

ويشير هذا الموقع الى جميع التعريفات أيضا

Gay   Lesbian -------

[5] – Asia pacific Forum on women , Law and development (APWLD) , Oxfam Novib , 2007 , p26 – 27.

[6] – General Assembly resolution . 60 / 251 , para . 2

ـ أنظر أيضا ـ

-improving unity of life among Lesbians , gays , Bisexual and Trans persons , 2009 – 2012 , Norwegian Ministry of children and Equality , 2008 .

[7] – Smantha k . Arnold , Identity and the sexual Minority refugee , a discussion of conceptions and preconceptions in the united kingdom and Ireland ,Human rights brief , voI . 20 , 1ssue 3 , 2013 , p2 .

[8] ـ وتقر المفوضية بتعدد التسميات والمصطلحات ولكنها ترجح مصطلح (LGBTI) مع اعترافها أن بعض الدراسات تختصر هذا الرمز عادة الى (LGBTI) أو ((LGBtIQ)) أنظر ـ

-UNHCR , working with , goy , Bisexual , transgender and intersex persons in forced displacement , 2011 ,

متاح على الموقع التالي .

Httpll www . unohcr . org /refworld / docidl .

اخر زيارة للموقع 20 / 5 / 2015 .

[9]-                                                                                                       – NickJ . Mule , OPCit , P22 .

[10]ـ يمكن الاطلاع على الارشادات على الموقع التالي : ـ اخر زيارة 13-6-2015

www . unhcr . org / 509136 ca 9 . html .

[11]- – Jennifer Rumbach , Towards inclusive resettlement for LGBTI refugees , p3.

[12] --The US Refugee Admissions program resettlement support centre manager for south Asia in the International organization for migration .

متاح على الموقع التالي اخر زيارة 2-5-2015

www . 10m . Int .

[13]ـ كان الاتفاق يرمي الى تحقيق هدفين .

1 ـ عدم التميز في تقديم الإعانات والمساعدات على أساس الهوية الجنسية .

2 ـ نشر ثقافة التسامح بغض النظر عن الهوية الجنسية .

وكانت مثل هذه الجماعات قد تعرضت لإعمال عنف من قبل جماعات مسلحة مناهضة للانحلال الاجتماعي . أنظر ـ

-MaceIa cabaIIos and Juan carIos prieto , city Planning for sexual diversity : new policies in Bogota . Forced Migration Review , Refugee studies Centre , university of oxford , 2013,p6.

[14]ـ سبيعكير بورت ت وبانسن س، طلبات اللجوء المتعلقة بالهوية الجنسية وهوية الجنس في أوروبا، منشور على الموقع التالي أخر زيارة 10 / 5 / 2015 .

-http : / tinyur / . Com / F/ eeiny – Homophobia – report .

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم