صحيفة المثقف

اخاف من القلم

mohamad thamerجربتُ اشكال الخوف كلها من درابين الفهود اذا انحنى الليل ومن نخيلها اذا اعتمر الحلكة قبل اوانها الى أزقة بغداد يوم كانت تكتظ بالبشر الماجنين .تعودت عليه طفلا وسئمته يافعا ودجنته كهلا. لكني لازلت أخشى القلم كلما فكرت ان اكتبَ ارتعدتُ كلما فكرت ان ادلي بدلوي انتابي شيء من الخشية وكأني اكتب للناس دستورا او قوانين وليس مجرد مقال.

كنت أتصور ان هذا سينفرج ان مضى بي النهار وانتصبت الشمس وطرحتُ أسانيد الكتب مغازلا وماضغا وراتعا بنهم وبدون شبع لكني ازددت رهبة وجرى بي الامر سوءا، حتي اني في احيانا كثيرة أفضلُ ان انظر الى القلم متطلعا من خشيته اكثر مني محببا استعماله . ولو عزمت على ان اكتب شيئا تجسدت فيٌ طقوس الحرف الاول والكلمة الاولى.. ثم لماذا اكتب.. ثم من سيقرأ ما اكتب.. ثم اتراه خروج عن المالوف ام سيرة ستنتظم مع احرف الكاتبين.

لا ادري بالضبط من دجن الخوف في ورقي ربما اساتذتي الذين كانوا يستنكرون لغة الأنا ويستكثرون لغة ال نحن، ولكني متأكد من ان هناك خوفا واي خوف .قرأت في سوره عز وجل ملاحم يسطرها الخوف وقرأت في نظريات السايكولوجي استثمار عنصر الخوف في تسديد خطى الانسان ولكن خوفي لا يسطر ملامح ولا يسدد خطاي بل يقلبني على اكثر من وجه حتى يكتشف المكنون من احرف سحيقة وافكار نظرة ودعوة لبني البشر ان خوفي هو من سطوة الهوى وشطط القلم .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم