صحيفة المثقف

قادة العراق اليوم ومبادىء الاسلام.. اين هم منها؟.نهديها لأحمد الشمري والتميمي؟

abduljabar alobaydiالنص القرآني يؤكد على ان المسلم :لا يخون الوطن التوبة الآية 43، ولا يخون الأمانات، الانعام آية 152، ولا يقتل النفس التي امر الله بها الا بالحق، الانعام 152، ولا يقرب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، الانعام 151، والعدالة المطلقة دون محاباة للأخرين، الانعام 152، ولا تقربوا مالم اليتيم الا بالتي هي احسن، الانعام 151، ولا تفريق في الدين بين الناس، الانعام 159، والألتزام بالصراط المستقيم الآية الانعام 153 .وكل هذه الآيات الحدية اين منها هم الحاكمون؟ والله هم لا يؤمنون بكتب السماء، بل يؤمنون بمبادىء اللا أنسان ...؟

ونصت الوثيقة المحمدية التي كتبت في المدينة في السنة الخامسة للهجرة على:

ان الذين اشتركوا في تكون امة الاسلام يكونون وحدة اعتقادية واحدة لا تفريق بينهم في الحقوق والواجبات .

افراد الامة الاسلامية متكافلون فيما بينهم .

افراد الامة متساوون في الحقوق والواجبات قدر امكانياتهم ومعارفهم.

الامة بمجموعها مسئولة عن الامن الداخلي لها والدفاع عنه .

حرمت الوثيقة الاقتتال بين الجماعة الاسلامية، والخلافات ترد الى الله و الرسول ومن ينوب عنه شرعاَ.

تعتبر الوثيقة الجار كالنفس لا يُضار ولا يعتدى عليه.

لا يوآخذ انسان بخطأ يرتكبه اخر، ولا تزر وازرة وزر اخرى .

هذه هي المبادى التي جاء بها الاسلام ودونها الرسول (ص) بنص ثابت. أنظر نص الوثيقة كما دونت في كتاب الوثائق النبوية لأ حمد حميد الله -مكتبة المتحف البريطاني بلندن.

فأين من هذه النصوص طبقت في حكم دولة العراقيين بعد التغيير سنة2003.

وهل من حق احد ان يدافع عنهم ...؟

ارتكب الدكتور احمد الجلبي الخيانة منذ البداية حين اتفق مع الكونكرس الامريكي بعد ما أوهمهم بخطأ وجود الاسلحة الكيمياوية والذرية في العراق باطلاً، واستحصل على قرار الكونكرس باسقاط الحكومة العراقية السابقة وقبض 90 مليون دولار قسمت بينه (حصة الاسد) وبين المرافقين الخونة الذي اقسموا امام الرئاسة الامريكية بصدق ما ادعى به احمد الجلبي، وعملت جريدة المؤتمر عل تصديق المقولة باطلا اعلامياً من لندن .فكان التنفيذ وبداية مؤامرة تدمير الوطن ونهب امواله والتفرد بسلطته.

ان الذين يعملون على تغيير الواقع المر للشعب العراقي عليهم ان يلتزموا بالمواثيق الوطنية التي لا تمس الثوابت الوطنية فيه، وهذا لم يكن في عقول من عملوا على التغيير في عام 2003.

شملت الخيانة الوطنية مجلس الحكم وكل المرافقين لعملية الاحتلال السابقين منهم والحاليين وكل من اشترك في أدارة سلطة الدولة منذ التغيير.

نكتب هذه المقالة استنادا الى ما نشرته الوثائق الامريكية في واشنطن في شهر فبراير من عام 2009، وتحتوي الوثائق على خمسة ابواب منذ بداية التغيير وحتى انتهاء فترة الحاكم العسكري بريمر للعراق.

كاتب التقرير هو السيد ستيوارت دبليو بوين المفتش الاقدم لسلطة الاحتلال عام 2003. وقد ركز التقرير على مهمة اعادة اعمار العراق بعد 2003، والتي خصصت لها الاموال الهائلة من اموال العراق المجمدة والاموال المخصصة من الادارة الامريكية لاعادة الاعمار بعد الحرب. ولكن اين من اشرف على الاعمار وبدد الاموال واخترق القانون واليوم يعود لادارة حكم الناس...؟ والله هؤلاء لا يمان لهم بالله والانسان؟

يقول التقرير ان الاموال غطت 50 مليار دولار والذي يعتبر اكبر جهد اغاثة واعادة اعمار لبلد واحد في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.لكن التحديات بوجه حركة اعادة الاعمار كانت كبيرة، منها الهدر المالي الذي سببته التعاقدات الأرتجالية من قبل مسئولي البرامج وادرتها وقت التنفيذ.

كان المفروض من المرافقين ان يفكروا بالقوم ومظالم السابقين عليهم كما كانوا يدعون ولا غير، بعد ان كانوا يتلمسون عون كل العراقيين، فالتغيير جاء أمره وقيادته املا في التغيير لصالح كل المواطنين، لا لصالح من أنتز على الوطن وقبض الثمن من امثال حزب المؤتمر الذي قبض الثمن مقدما (90 مليون دولار بحجة قانون تحرير العراق، وجريدته المؤتمر الرعناء في امر التفريق )، فتعامل مع الخطأ في سبيل السلطة والمال ودمر الوطن والمواطنين. فأي أنسان هذا الذي هو أقوى من الشعب والوطن حتى ينفرد بالتدمير؟.نحن كنا نأمل من التغيير الارادة القوية والشخصية الفذة التي كانت متوفرة في القادم الجديد ليبني دولة مثل دول الاخرين، لنقول انه تربى على الصدق والامانة وحب الوطن والعدالة والصراط المستقيم، وهي صفات لا تتوفر الا في قيادة المختارين، واليوم هم يكرههم الشعب وينادي بسقوطهم وهم مختبئون في المنطقة السوداء كالجرذان اللائذة في جحورها تخشى من يسحقها باقدام الوطنيين . لكن صدق التاريخ عندما اعطانا تاريخهم القديم فهم وجدهم ابن ملجم والشمربن ذي الجوشن وابو لؤلؤة المجوسي صنوان لايفترقان.

الأنبياء والرسل والعظماء وكل المصلحين دوماً ينذرون حياتهم من اجل الاخرين- هذه صفات القيادة التاريخية الناجحة - عند كل شعوب الارض من مسلمين ومؤمنين وغيرهم كما في قيادة اليابان والصين . فألواجب الديني والانساني والاخلاقي يحتم على من يدعون وراثته ان ينفذوا التطبيق .يقول الحق :( ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها، واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل....النساء 58 )، وهي آية

حدية ملزمة التطبيق. اليس المطلوب من الحاكم العراقي المؤمن ان يكون ملتزما بما أمره الله وجاء به الرسول اليه وان يكون بين الناس؟ .فهل يحق لحاكم يملك مثل هذه النصوص الدستورية الثابتة يشذ عن الطريق كما شذت قيادة العراقيين المجرمة اليوم؟.

كان على القيادة من أول يوم ان تنبري للدفاع عن العراق والعراقيين، فهو ليس عراق صدام والاخرين، بل عراق كل العراقيين، ألم تكن هذه مبادؤهم التي اعلنوها لنا يوم كانوا يتوسلون بالمواطنين ليقدموهم في محاضرة وطنية للتعريف بهم امام الناس الاخرين ويقسمون بالله انهم من المخلصين، فاين القسم (وبعهد الله آوفوا ...ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها )، واليوم ينقلبوا على الله والوطن قتلا ونهبا وتسويفا للحقوق والحدود والمياه والنفط وطأطأت الرؤوس للأخرين.هذه هي وطنية قادة العراقيين الذين ادعوا قيادة التغيير من اجل الوطن وتبين انهم من الكاذبين المزورين.الذين باعوا الحدود وغيروا العلم من اجل الاخرين؟

أقول لهم كما قالها رسول الله حين حاصرته المحنة :" اللهم أليك اشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين، وانت ربي، الى من تكلني؟ الى بعيد يتجهمني، أم الى عدو ملكته أمري، ان لم يكن بك عليَ غضب فلا أبالي . اقولها من الاعماق بمثل ما قالها رسول المسلمين (ص) . فماذا كانت النتيجة؟ النصر المؤزر للصادقين . واليوم ليذهب الطغاة البغاة خونة التغيير الى جهنم وبئس المصير.لكن اسفي ان حتى اصحاب القلم اليوم يهاجمون القلم وينتصرون للقبيلة واللقب ويهاجمون المخلصين...؟

وباصراره على الحق أنتصر الرسول للمستضعفين، حين لم يتخلى الله عنه في اكثر المواقف حراجة بعد الطائف، فأنزلَ عليه آية الثبات ضد الطغاة والفاسدين والمفسدين من حكام قريش الباطلين، يطالبه بالاستمرار في الدفاع عن الدعوة وحقوق الناس وهو المنتصر، يقول الحق :( ولا تطع كل حلافٍ مهين، هماز مشاءُ بنميم، مناعُ للخير، معتدٍ أثيم، ألقلم آية 10-12). فالأصرارعلى الحق نهايته الانتصار، والأصرار على الباطل نهايته السقوط والدماركما سقط صاحب القرار ومات جيفة نتة والحساب امام رب العالمين.. هكذا اخبرنا القرآن الكريم ...وهكذا ستكون نهاية القادة العراقيين الفاسدين.

لقد كان الاسلام فطرة والايمان توكيد هكذا هو اسلام محمد (ص)، فليس من حق أحد ان يدعي تمثيل الاسلام اليوم مذهبياً خلافا لما جاء في التنزيل الحكيم .فالاسلام أمرفي النظرية والتطبيق وليس مذاهباً مخترعة للتفريق...؟.يقول الحق: ( يا قوم أرئيتم ان كنتُ على بينةٍ من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً ومأرين أخَالِفكُم الى ما أنَهاكمُ عنهُ ان أريدُ الآ الاصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي الا بالله عليه تو كلتُ واليهِ أُنيبُ، هود88). هذه هي مجمل الرسالة المحمدية ولا غير.فنظرية الاصلاح فعل وليس قولا، منها استقت القوانين الحدية في حكم الناس، فليس في الاسلام حرام وحلال، بل أوامر ونواهي، بعد ان كتبت الوثيقة يقودها الضمير قبل المسئولية، لان المسئولية جزء من الواجب، والضمير هو القانون . فأين نحن اليوم من قيادة الرسول ومن عترته واصحابه المنتجبين؟.

هل كان الرسول ممثلاً لبني هاشم، ام لكل العرب والمسلمين؟ وهل كان الرسول يمثل فرقة او طائفة او حزب صغير؟، أم كان يمثل آمة كاملة دون تفريق؟ وهل كان الرسول (ص) يطبق القوانين على الناس بأزدواجية المعاييركما يطبقونها اليوم من يدعون بأتباع أهل البيت العظام، واهل البيت براء منهم؟وهل كانت ثورة الحسين لبعضهم دون الاخرين؟ يضحكون على الناس بمسيرات الحسين وهو منهم براء؟

وهم يتصرفون اليوم على هواهم وكيفما يريدون دون مبالاة بحقوق الناس والمال العام؟ واخيرا يريدون تشريع قانون غسيل الاموال ليحموا به السارقون؟وها ترى النتائج اليوم حلت بالعراقيين يعد ان أذلهم الغريب.

الاسلام حضارة وقانون، لا فتاوى لمن يريدون، لا يمثله الا الملتزمون، . القرآن لم يعترف بممثلين له بعد الرسول (ص)، ولم يخول احدا حق الفتوى على الناس، ولم يلزمهم بلباس معين على طريقة رجال العهد القديم، فلا مرجعية ولا رجال دين، بل الوثيقة عامة لكل الناس مطبقة بالدستور والقانون، والجهاد جهاد واحد هو (فرض عين) لا جهاد كفائي يحمي السلطة وكل الخائنين ونشرها واجب لا يقبل التأجيل تحت كل الاحوال والظروف .هذا هو الذي نريد ان تعرفه المرجعيات المتهمة اليوم بالاشتراك مع حكام المواطنين الخائبين، ممن يدعون تمثيل الاسلام، ويا ليتهم يعترفون؟.بعد ان حولوا الاسلام الى فرق ومذاهب هم مخترعوها خلافا لما يدعون في الاجتهادات الشخصية التي تنتهي بزمن معين لان الزمن يلعب دورا في عملية التغيير.

لم يبدأ الاسلام بقتال أحد، بل بالنصح والارشاد حين بدات الدعوة موجهة منه (ص) لقومه الاقربين، (يا قوم:ادعوكم الى الاسلام بالبينة والهدى، والبينة يقصد بها الدليل المادي القابل للأبصار والمشاهدة، أنظر الواقدي في الفتوح). فلم تكن العدائية في فكره وقلبه أبداً، ولم يعتمد على غير بني جلدته في التغيير، لان الله أمره بالعدل والمساوة فهو أله الناس وليس ألها للعرب والمسلمين، يقول الحق: (قل أعوذًث برب الناس، ملك الناس، آله الناس...؟) مصر على التنفيذ رغم استماتت قريش بأيقاف الدعوة. هنا تنبري قريش لأستعادت النفس الاخير، فتقول:

" يا محمد: انا جئناك لنكلمك لأنك أدخلت علينا ما لم يدخله احد علينا، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الاحلام، وفرقت الجماعة، فأن كنت تطلب مالاً أعطيناك ما تريد، وان كنت تطلب الشرف فينا، فنحن نسودك علينا، وان كنت تريد ملكاً ملكناك، وان كنت تريد نساءً زوجناك، وان كنت مريضا جلبنا لك الطب وشافيناك؟ فيرد عليهم بلهجة الواثق المنتصر : "لا والله ما جئت بهذا ابدا، بل جئت لانفذ ما امرني الله بالعدل والحق بين الناس اجمعين ". فردوا على وجوههم خائبين. لكن هذا الشرط الآلهي غاب عمن خلفه من بعده في التطبيق.فكانت الفرقة والسلطة والردة والحروب التي سموها فتوح بأسم الدين.. فأين كُتاب مناهج التعليم ...؟ واليوم يستباح الوطن وتقتل الناس ويسرق المال العام، ويفر الجيش الكاذب وقادته امام ضربات عصابات داعش القادمين، ولازال الحاكم يدعي القوة والحكم العادل الرصين؟ بعين لا تستحي وبقلب خائن لعين؟

نعم... الدعوة في الضمير هي مسئولية التغيير، فلم يفكر في جاه او ملك او مصير، الا الناس والعدالة وحقوق الاخرين، فلم يتحالف الا مع المخلصين لله والناس أجمعين-.هنا كان الافتراق بين شذرات خط القوة المتمثل في الدعوة وأصولها، وبين خط الضعف المتمثل بقريش

والمداورة وخدمة الاستبداد والتسلط والاعتداء على حقوق الناس المستضعفين.فالسلطة في الاسلام ليست هي القوة، بل العدل الذي تحرسه القوة لكل الناس أجمعين. فهل يفهم قادة التغيير ومن يروج لهم من الكاذبين اليوم صدق المخلصين...؟

أنهم اليوم في زوايا التاريخ المظلمة. يتخبطون.. كلهم دون تمييز؟

شذرات القوة مستمدة من المنطق الذي تاسست عليه المفهومية القرآنية في المعايير والتطبيق.فكان يدرك معالم المشروع القابل للفعل مع ظروف العصر الجديد، الذي لم تنقصه آنذاك الا التوعية والقيادة المخلصة للتنفيذ، فوجدها في رفاقه المخلصين كما كان يعتقد، ابو بكر(رض) يرافقه في الهجرة متخفيا (يقول الحق :( .....وثاني أثنين أذ هما في الغاراذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ...، التوبة 40)، وعلي( ع) ينام في فراشه متحديا الموت من الاعداء الخائبين، يقول الحق : ( ومن الناس من يشتري نفسه أبتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد، البقرة 207).. كان الرسول الأمين(ص) يدرك بعلمه اللدني الثاقب ان الترابط بين المنطلقات والتوجهات ترابط وثيق، وهما :معا يحددان المسار العريض او قسمات الدعوة ومعالمها الظاهرة.وحين تغلبت القوة على الدعوة من أعدائها وحوصرت في مكة وشعابها، هاجر بها وبالأعوان المخلصين الى المدينة لعله يجد لها متسعاً من القبول، فحقق الله له ما اراد لأيمانه بها ولصدقه الأكيد.

وهكذا كل الدعوات الصادقة لها مواثيق لا تحيد عنها ابدا- كما في الثورات العالمية (الفرنسية والأمريكية والروسية )-.الا الناكثون للعهد واليمين، لقد اختار الرسول(ص) لها من القيادات المساعدة ما يركن أليهم عند الشدة في النظرية والتطبيق حسبما كان يعتقد، فماتوا دونها والمصير، لكنه لم يكن يعلم الغيب وما تخفي الصدور . يقول الحق: ......لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخيروما مسني السوء.....، الأعراف 188 ). وبموته (ص) المفاجىء قلبت المعادلة لغير صالح الاسلام والمسلمين، بعد ما تبين ان العرب لم يستوعبوا النص في التطبيق.

وهكذا اليوم في عراق المظاليم بعد ان استأثرت الاطماع والخيانة في القياديين، حلت الكارثة بهم وبابطالهم المعتمدين، يفرون من المعركة بسراويلهم لانهم من غير المؤمنين بالله والوطن والشعب يتقدمهم قائدهم المختبأ اليوم في قصره الاسود في المنطقة السوداء ويرفض حتى المثول للتحقيق، لكنه يصلي هو ورفاقه الخونة خمس مرات في اليوم كذبا وزورا كما كان الحجاج وعمر بن سعد وكل الكاذبين؟، لذا ضاعوا كلهم في فوضى التفريق .فظهرت نظرية المحاصصة، منكم أمير ومنا امير، اي محاصصة بين المهاجرين والانصار...؟ كمحاصصة العراقيين الخائبين اليوم التي مزقت الناس الى طوائف وكتليين. غير ان التجربة الاسلامية الاولى كانت في قمتها الروحية...فسرعان ماتم تطويق هذه الفُرقة، بعد ان تغلبت روح المؤاخاة عليهم، فأمكنهم ان يجتمعوا على خير.فرق بين الماضي والحاضر وبين المؤمنين وغيرهم كبير. لكن اليوم تراهم كما وصفهم القرآن الكريم :( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، الحج 2).هل رأيت بعينك كيف فرَ فلاح السوداني من امام المواطنين في مطار لندن تلاحقه لعنات التاريخ وسيفرون ...؟

لقد كانت المعرفة عند المسلمين المؤمنين بين المنهجية القرآنية التي جعلها الله أساس الدفع الغيبي لهم ولوجودهم، وبين السلوك العام الذي تدرجت فيه التجربةالعربية الاسلامية بعد مجيء الاسلام. فماذا يملكون اليوم من خانوا الله والوطن والانسان والضمير؟ يملكون الاموال التي سرقوها من قوت المواطنين وعار الزمن الطويل . فلا تلوم المخلصين؟

الاسلام اليوم اصبح غير اسلام محمد (ص) في القول والفعل، بعد ان حوله الفقهاء الى سُنة نبوية لا وجود لها في قاموس محمد ولم يعترف بها( لا تنقلوا عني غير القرآن، ).لقد كان دور الرسول(ص) هو تحويل المطلق الى نسبي والحركة ضمن حدود الله وهي سنته التي جاءت على سبيل العضة والاعتبار، وليس التقيد بها حرفيا وهي محرفة اليوم.لذا فأن باب الاجتهاد في الاسلام وباب التأويل لا يقفل مراعاة للتطور الزمني، (فالقران نصه ثابت لكن محتواه متغير) .هذا الذي اهمله الفقهاء وجاؤونا بُسنة نبوية جديدة مخترعة من عندهم يرافقها الف حديث وحديث مختلق. انظر صحيحي مسلم والبخاري وبحار الانوار للمجلسي الذي يحوي الغث والسمين.انها معضلة يواجهها المسلم اليوم بعد ان تركز الخطأ في فكره وقلبه معتقدا انه هو الصحيح، وحكومات مستأنسة بهذا التوجه الخاطىء لتبقى تحكم الناس باسم الدين المغاير لواقع التحريك التاريخي الصحيح.

فلا تحدثني عن الصحابة العشرة يا شمري فانت بحاجة الى معرفة التاريخ؟

ان القيادة التي تعنمد التقوى والالتزام والوقاية من الاخطار مع التنامي والتزكي يكون مآلها الفلاح، أما أذا أعتمدت خط الضعف والألتواء وأبتعدت عن الاستقامة في التطبيق سيكون مآلها الفجور والخيانة البغيضة والأضمحلال، وبالتالي ... الخيبة والخسران المبين، يقول الحق:( ونفسٍ وما سواها، فألهمها فُجورها وتقواها، قد أفلحَ من زكاها وقد خابَ من دَساها سورة الشمس، آية 7-8). وقيادة العراق الخائنة منها، وهكذا يستمر الخسران في امة الاسلام ولا ندري المصير...؟

القانون، هذا القانون الذي يحكم الظاهرة الجديدة في ميلاد المجتمع الجديد.هذا التصور بحاجة الى حكماء لحكم الدولة بعقلية منفتحة لا تفرق بين المواطنين، لا جهلاء يلهثون خلف السلطة والمال والجنس .فلا كيانات ولا توافقات مصلحية بل حقوق كل المواطنين .فهل نحن قادرون اليوم على التحقيق ...؟ فكيف اذا كنا من الفاقدين لشروط التحقيق .

فالقيادة التي يرميها المواطن بحذائه وتقبل الاستمرار هي والحذاء صنونان لا يختلفان في الاهمية والتقدير.

انظروا كيف سلم الخونة الوثائق التاريخية للاعداء بأيديهم...؟ وكيف غيروا خارطة الوطن وحدوده مع الاخرين ولا زالوا يحكمون...؟

ان الظاهرة محكومة بظروفها، لذا اجتهد صاحب التجديد على معرفة الظروف زماًناً ومكاناً وموقعاً، فعمل على الاهتمام بعامل الزمن دون اهمال التاريخ، فأخذ ممن سبقه من الرومان واليونان ووضعه بقالب يتوائم وعصر التجديد، فكان محمد (ص) هو المجدد الجديد، فلم يكتفِ بالآية القرآنية الكريمة - رغم اعتماده الرئيسي عليها - بل اجتهد بوضع دستور للمدينة يستق منه القوانين لكل جديد مع الالتزام الحرفي والاخلاقي في التطبيق، -وثيقة المدينة مستمدة في بعض نصوصها من شرائع آور نمو وحمورابي والآشوريين مع القانون الروماني القديم -ولا أحد يستطيع ان ينزع منه مادة دون رضى العامة في القبول والتحقيق. والظرف اليوم مواتٍ لقادة التغيير لو كانوا صادقين، ولكن من أين نأتي بهم وسط الفوضى الخلاقة التي أُمروا بتطبيقها قبل التغيير، ووسط ولوغهم في السلطة السائبة والمال السائب الحرام؟ . وما هذا الفشل والأزمات المتلاحقة في الدولة والمواطنين اليوم الا نتيجة طبيعية لخلل في التطبيق، وفرقة في التعامل بين المواطنين . من هنا علينا ان نهتم بعامل الزمان والمكان مع الاهتمام بمرافقة تطبيق حقوق الناس وفق القانون.هذه هي سياسة الرسالة المحمدية ولا خلاف عليها في النظر والعمل والتطبيق.

نناديكم يا كتاب الزمن قبل فوات الآوان :ان لا امل بالاصلاح الى بقلعهم من الجذور وتقديمهم لمحكمة التاريخ بعدها يبدأ الاصلاح...؟

من هنا تأتي أهمية التجديد، واهمية ان يكون للدولة مشروعها الوطني له جدية التطبيق الجديدعلى مستوى الرؤية التاريخية، فكرا وعملاا وتطبيقا بين كل الحاكمين والمحكومين .

فوالله هم لم يكن الوطن في فكرهم ولا المواطن نصب اعينهم، والعملية السياسية التي ينادون بها ما هي الا وهما ولا حقيقة في التنفيذ، ولم يكن في فكرهم الا المال والجنس والحكم والقصور وها تراهم اليوم في المتعة الباطلة غارقين، وللأموال ناهبين، وللقانون مخترقين، يتطببون في طهران والبارحة في لندن وواشنطن والمواطن يموت دون دواء؟أفهمها ياشمري واكتب فيها واترك دوما السُنة والشيعة والألقاب، فنحن والله لسنا منهم، ولو كنا منهم وقبلنا الباطل لأصبحنا اليوم مثلهم في الثراء الباطل معاذ الله .ولن نهادنهم ابدا كما كان الحسين (ع) وكل المؤمنين به.فلا تهاجمنا الا بحق ويقين؟

تحية لجاسم الحلفي المناضل الشريف ولكل من معه في ساحة التحرير، والموت لخونة الاوطان المختبئين في المنطقة الغبراء من المنهزمين وسيبقى الشحماني علما وشريفا نفتخر به لتلاحقهم لعنة التاريخ ...؟؟

فهل يعي اليوم من يريدون الاصلاح من جديد ...؟

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم