صحيفة المثقف

ألإيقاع في شعر السماوي .. دراسة إحصائيّة (4)

و"شغف" و"لو تحسنُ الوسادة ُ الكلام" وهذه أمثلة تطبيقيّة منها:

قال في "مناشير ليست سريّة" مستخدماً الضرب (فاعلان) والضرب (فعولْ):

سيكتبُ التاريخ ُ أنَّ جنَّة ً أرضيَّة ً مياهها محبّة ٌ وطينها ياقوتْ

مفاعلن مستفعلن مفاعلن مستفعلن مفاعلن مفاعلن مفاعلن فعلان

تفرّدتْ بينَ حسانِ جيلها

مفاعلن مفتعلن مفاعلن

فمرَّة ً يدعونها "بيروتْ"

مفاعلن مستفعلن فعلان

ومرّة ً سيّدة َ الجمالِ والدهشة ِ "عشتروتْ"

مفاعلن مفتعلن مفاعلن مفتعلن فعولْ

وقال في " ألستِ مولاتي" مستخدماً الضرب " فعْلنْ " :

 

قدِّيستي البتولَ: جئتُ باحثاً عنّي..أما وجدتِني؟

مستفعلن مفاعلن مفاعلن مستفعلن مفاعلن

مرَّتْ عصورٌ وأنا ضائعة ٌ ذاتي

مستفعلن مفتعلن مفتعلن فعْلن

لا تتركي أسئلتي دونَ إجابات ِ

مستفعلن مفتعلن مفتعلن فعْلن

 

وقال في " لو تُحسِنُ الوسادة ُ الكلام" مستخدماً الضرب (فعولْ) :

لو تحسِن ُ الوسادة ُ الكلامْ..

مستفعلن مفاعلن فعولْ

لأخبرتكِ عن بطولاتي التي أنجزها

مفاعلن مفاعلن مستفعلن مفتعلن

من قبلِ أنْ أنامْ

مستفعلن فعولْ

 

3 – إيقاعُ الرمل (مرَّ ذكرُهُ ) ونظم فيه قصيدة ً تفعيليّة ً واحدة في هذه المجموعة هي:

" كلّ عصرٍ وله ربّ ٌ وهولاكو جديد" مستخدماً فيها الضرب الصحيح، والمحذوف، مع مراعاة أنَّ زحاف الخبن يدخل كذلك في الحشو، فتصير التفعيلة (فَعِلاتن)، وهذا مثالها التطبيقي :

جئتُكِ الآنَ أواسيكِ بموتي..

فاعلاتن فعِلاتن فعِلاتن

ألحِديني صدرَكِ الطفلَ انسجي لي من مناديلِ المراثي كَفَنا..

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فَعِلن

فكّري أنْ تجدي إسماً جديداً

فاعلاتن فعِلاتن فاعلاتن

للذي كانَ أنا..

فاعلاتن فَعِلن

فأنا الواقفُ مابينَ يديكِ الآنَ ما عدتُ هنا..

فَعِلاتن فعِلاتن فَعِلاتن فاعلاتن فَعِلن

وبذا تكونُ قصائد التفعيلة في "البكاء على كتف الوطن" خمسَ عشرةَ قصيدة.

 

خامسا ً – مسبحة من خرز الكلمات.?¹??

ضمّت هذه المجموعة تسعاً وتسعينَ نصّاً احترسَ الشاعرُ عن وعي ٍ عامد من تسميتِها بـ"قصائد نثريّة" فكتبَ تحتَ عنوان المجموعة مباشرة ً أنها "نصوصٌ نثريّة" تجنّباً من إيرادِ مصطلح ٍ لا يزال قلقاً عند الأكاديميينَ، وإنْ أشاعه المبدعونَ وحسموا القولَ فيه رضاءً.

ولمّا كانت معياريّة النصوص النثريّة الإيقاعيّة تختلف عن معياريّة قصائد الشطرينِ، والتفعيلة، لكونها( قصائد النثر) تستندُ إلى معياريّة الإيقاع الداخلي، فإنَّ المنهجَ يقتضي دراسة ً أخرى تؤصّل القولَ في تلكَ النصوصِ المنفلتة من عقال الإيقاع الخارجي، فضلاً عن كونِها نصوصاً مفتوحة ًحرّة ً في فضاء ٍ يقيّدُ الإبداعَ ، ويقننهُ هندسيّاً.

لكنّنا وجدنا فيها سبع قصائد من الشعر التفعيلي كان لابدَّ من الإشارةِ إليها، وهي كالآتي:

1 – إيقاع الرجز: وكان في خمس خرز هي: الخرزة(45) والخرزة(67) والخرزة(78)

والخرزة(82) والخرزة (92) وهذه أمثلتها التطبيقيّة:

قال في الخرزة(45) مستخدماً الضرب (فعولْ):

لا تسأليني من أنا

مستفعلن مستفعلن

فإنّني أجهلُ من أكونْ

مفاعلن مفتعِلن فعولْ

كلّ الذي أعرفهُ عنّي: أنا مدينة ُالحكمة ِ لكنَّ الذي يدخُلها

مستفعلن مفتعلن مستفعلن مفاعلن مفتعِلن مستفعلن مفتعلن

لابدَّ أنْ يُصابَ بالجنونْ

مستفعلن مفاعلن فعولْ

 

وقال في الخرزة (67) مستخدماً الضرب نفسه:

أخطأتِ لستُ بالذي

مستفعلن مفاعلن

يخافُ من خيلِ العذاباتِ ومن أسِنّة ِ المنونْ

مفاعلن مستفعلن مفتعلن مفتعِلن فعولْ

من نِعَمِ اللهِ عليَّ نِعمة ُ: الجُنونْ

مفتعِلن مفتعِلن مفاعِلن فعولْ

 

وقال في الخرزة (78) مستخدماً الضربينِ: (فعلان) و(فعولْ):

يا سادتي الولاة َ في مدينة ِالأحزانْ

مستفعِلن مفاعِلن مفاعِلن فعْلان

جميعُكم أحصنَة ٌ

مفاعلن مفتَعِلن

لا تملكُ الأمرَ على لِجامِها

مستفعِلن مفتعِلن مفاعِلن

فكيفَ للشعوبِ أنْ تُقيمَ مهرجانها

مفاعلن مفاعلن مفاعلن مفاعلن

حينَ يقودُ ركبَها حِصانْ

مفتعِلن مفاعِلن فعولْ

 

وقال في الخرزة (82) مستخدماً كذلك الضربينِ: (فعلان) و(فعولْ) :

إنْ كانَ يستأصِلُ محتلّاً وما يترُكُ في مستنقع ِالسلطَة ِ من أذنابْ

مستفعلن مفتعلن مستفعلن مفتعلن مستفعلن مفتعلن فعلان

إن كانَ يستأصلُ من بستانِنا الضّـباعَ.. والجرادَ..والذئابْ

مستفعلن مفتعلن مستفعلن مفاعلن مفاعلن فعولْ

 

وقال في الخرزة (92) مستخدماً التفعيلة المخبونة (مفاعلن) في جميع أضربها:

أخطرُ ما يُهدّدُ الأوطانَ في حياتِنا المعاصرةْ:

مفتعِلن مفاعلن مستفعلن مفاعلن مفاعلن

ألقادة ُ السماسرة ْ

مستفعلن مفاعلن

وفاتحو الأبوابِ نصفَ الليلِ للأباطرة ْ

مفاعلن مستفعلن مستفعلن مفاعلن

 

2 – إيقاع الكامل (مرّ ذكره)، وكانت فيه خرزتان هما:  (12) و(98):

قال في الخرزة (12): مستخدماً الترفيل (متفاعلاتن)، علماً أنَّ القصيدة مدوّرة، لذلك سيلاحظ القارئ أنَّ المقطع الأوّل يتألّف من إحدى عشرةَ تفعيلة:

سأقيمُ مَملكة َ القناعةِ

مُشرعاً وديانَها للوردِ..

والأشجارَ للأطيارِ..

والينبوعَ للغزلانِ..

مملكَة ًعلى سَعَة ِ البَصيرة ْ

متفاعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن متفاعلن متفاعلاتن

ألمالُ عندي منه ما يكفي لأنْ أبتاعَ أشياءً كثيرة ْ

مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلاتن

 

وقال في الخرزة (98) مستخدماً الضرب المرفّل أيضاً:

قرُبَ اللقاءُ.. أما يزالُ الوعدُ حيّاً في كتابِكْ؟

متفاعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلاتن

أم أنَّكَ استعذبتَ ذُلَّ توسّلي

مستفعلن مستفعلن متفاعلن

مستجدياً شفتيكَ بعضَ ندىً.. وفيئاً من رحابِكْ.

مستفعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلاتن

سادسا ً – شاهدة قبر من رُخام الكلمات ?²??.

ضمّت هذه المجموعة نصّاً نثريّاً وُسمَ بـ" شاهدة قبر من رُخام الكلمات" تألّف من واحدٍ وأربعينَ مقطعاً، أ ُلحِقَ بهِ ثماني وثلاثين نصّاً نثريّاً في مختلف الموضوعات، فإذا سوَّغنا عدَّ النصّ الأوّلِ واحداً، يكون عددُها الإجماليّ تسعاً وثلاثينَ نصّاً، وقد كتبَ تحت عنوانها(مثلما كتب تحت عنوان مسبحة من خرز الكلمات) أنّها "نصوصٌ نثريّة".

وما قلناهُ في توصيف الأولى، ينطبقُ كذلك على"شاهدة قبر من رخام الكلمات" لأنّنا بصدد معياريّة الإيقاع الخارجي، سواء أكانَ في الشطرين، أم في التفعيلي، لكنّنا وجدنا المقطع الثالث والثلاثين من الافتتاحية "شاهدة قبر..." على مجزوء الكامل ، استخدمَ

فيه الضرب المرفّل (متفاعلاتن)، قال فيه:

لو أنَّ من شيّعتُ يُفدى

مستفعلن مستفعلاتن

أبدلتُ بالدارينِ لحدا

مستفعلن مستفعلاتن

أو أنَّ شقَّ الثوبِ يُجدي قد شققتُ عليكِ جِلدا

مستفعلن مستفعلن مستفعلن متفاعلاتن

وأذبتُ شحمَ المقلتينِ تفجّعاً

متفاعلن مستفعلن متفاعلن

ولطمتُ خدّا

متفاعلاتن

وبذا تكونُ في المجموعتينِ النثريّتينِ ثماني قصائد تفعيليّة على وزني الرجز، والكامل.

 

أ.د.عبد الرضا عليّ

 

................................

ألهوامش

(1)ط1، استراليا، 1997م.

(*) مع مراعاة التصريع عند التقطيع في المطالع.

(2) شرح تحفة الخليل في العروض والقافية- عبد الحميد الراضي، 353، مطبعة العاني، بغداد، 1968م.

(3) يُنظر كتابنا: موسيقى الشعر العربي قديمه وحديثه، 112، ط4، دار الشروق، عمّان-الأردن، 2007م.

(4) ألمرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها- د.عبد الله الطيّب المجذوب، ج1: 115، ط1، ألبابي الحلبي،

مصر، 1955م.

(5) يُنظر كتابنا : موسيقى الشعر العربي...، 121- 123.

(6) ألعروض تهذيبه وإعادة تدوينه- الشيخ جلال الحنفي، 489، ط1، مط ، العاني، بغداد، 1978م.

(7) ألعمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، مج1: 182-185، ط3، مط ، السعادة ، مصر، 1963م.

(8) الصاهل والشاحج، تح، بنت الشاطي، بدلالة الشيخ جلال الحنفي في(العروض...) 489.

(9) ينظر في الرجز والشعر الحر كتابنا: موسيقى الشعر العربي...، 60- 63.

(10) ينظر ما كتبه الطيّب المجذوب عن هذا الوزن في " المرشد..." 126-131 ، كذلك ما كتبه الشيخ جلال الحنفي في "العروض..." ، 309.

(11) يُنظر كتابنا: موسيقى الشعر...، 91- 92.

(12) نفسه، 113 .

(13) نفسه، 102.

(14) ط2، التلوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق- حلبوني، 2007م.

(15) يُنظر كتابنا: موسيقى الشعر العربي...، 44.

(16) ط1، استراليا، 2006م.

(17) مع مراعاة التصريع في المطلع، والبيت المصرَّع : هو البيت الذي غُيّرت عروضه لتلحق بضربه

وزناً وقافية ً، ويكون التغيير إمّا بزيادة ٍ أو نقصان ٍ، وقد فاتنا أن نشير إلى أنَّ معظم مطالع السماوي التي

مرّتْ كانت مصرَّعة ً لتثبيت إيقاع التشكيل قبل تواتر الموسيقى.

(18) ط1، التلوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق- حلبوني، 2008م.

(19) ط1، ألتلوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق- حلوني، 2008م.

(20) ط1، ألتلوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق- حلبوني، 2009م.

 

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم