صحيفة المثقف

ضاعت هيبة الدولة بين الفساد والفضائيات

mohamad thamerيخطأ من يظن ان الديمقراطية هي سب المسئولين وأكالة الشتائم لهم والتمرد على القانون او إلقاء التهم على المسئولين جزافا بل العكس هو الصحيح ففي مهد الديمقراطيات المعاصرة، الدولة التي علمت الناس ديمقراطية القانون والدستور والتمثيل النيابي تلقي الملكة خطابها السنوي وقوفا امام البرلمان وبحضور رئيس الوزراء ووزرائه وزعيمي المعارضة والاغلبية ويتلقى الجميع الخطاب وقوفا.

نسمع يوميا من الفضائيات قصص الفساد التي يرويها عادة مسئولين في الدولة أي في جناحيها التنفيذي او التشريعي ثم تكرر هذه الفضائيات تلك الروايات مدعمة بالصور الشخصية او الكاريكتيورية ومدعمة ايضا بتكرار على شريط الاخبار الذي يرتع في شاشتها طوال اليوم مع تفصيل له كل ساعة وفقا لمبدأ اخبار الساعة على راس كل ساعة . لكننا لم نشاهد احد من هؤلاء يساق الى المحاكمة او تسترد منه الاموال او على الاقل ينحى عن منصبه او يبادر هو فيستقيل او تتوخى كتلته الحذر على سمعتها فتقيله وتستبدله.

ان الامر واحد من اثنين اما ان يكون المسئولون اناس مخلصون وان ما نسمعه هو محض خصومة عابرة اما بين كتلتين او بين شخصين وما اكثرها في كل دول العالم الديمقراطي او غير الديمقراطي فيبادر المتخاصمان الى الفضائيات ليختلقوا الكذب والقصص على بعضهم وهي من الحقيقة سراب، واما ان الفضائيات نفسها تخاصم السياسين فتشرع باستضافة من تراه ملائما مع خطها اما لسلاطة لسانه او لموقفه من ذلك المسؤول او كتلته، والا كيف نبرر كل هذا الفساد ولم يقدم احد للمحاكمة ثم لماذا ياتي النائب الى الفضائيات وهو يقبض قوته وقوت عياله ليراقب اداء الدولة ويقدم المخالفين الى المساءلة والتحقيق ام هو مجرد هوس بالاعلام والشهرة.

ان الاستمرار على هذا المنوال من شانه ان يلحق ضررا بالدولة وان يضيع هيبتها وان خطر ضياع هيبة الدولة اكبر من الفساد الذي نسمع به و لانراه، انه خطرا يهدد كل الدولة بل يهدد وجودها.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم