صحيفة المثقف

في العراق الجديد نظام أمة أم تسقيط دولة؟ .. استبدلوهم بالكفاءات المخلصين...؟

abduljabar alobaydiلم يدُر في فكر العراقيين، ان الذين جاؤا مع التغييرفي 2003، جاؤا من اجل اسقاط الوطن ونهبه وتقديمة فريسة للاخرين، مجلس الحكم مثالاً؟ ولم يدُر في فكرهم انهم جاؤا لاختراق الدستور والقوانين، (انظر المادة 18 من الدستور)؟ ولم يدُر في فكر العراقيين - ونحن منهم - انهم قتلة ومجرمين وخونة اوطان لا ذمة لهم ولا ضمير يتسلحون بكلمة الحق، لكنهم كاذبون مراوغون، سلاحهم الكواتم لقتل الشرفاء من المواطنين، (أنظروا طائرة الكواتم التي اخفوها)؟ ولم يدُر في فكرنا انهم جاؤا من اجل تدمير الثوابت الوطنية وبيع الارض والموارد للأخرين (أنظروا مفاوضات الحدود والنفط الباطلة مع الاخرين)؟ ولم يدُر في خلدنا انهم جاؤا لتبديل خارطة العراق لمنح الارض والنفط والموارد للمجاورين مقابل عمولة حولوها لهم و باسمائهم في مصارف الاخرين، (انظروا الخارطة الجديدة في مجلس النواب المترهل)؟ قلنا جاؤونا الجدد ليضيفوا لنا الزمن الى جهد الأنسان لنحصد الثمر والزروع وما يأتي من جهد الانسان العراقي الجديد؟ .مع الأسف ان البغدادية لا زالت تدور في الهوامش القليل؟

لكن مجيئهم كان كارثة على الوطن وكل المواطنين .. والله يستر من الجايات.

بل كنا نعتقد ان المؤسسين للعراق الجديد هم من يحملون راية وهوية العراق الجديد لتكوين دولة، بل تكوين أمة منها تنطلق مفاهيم الدولة القائمة على الوحدة والمشاركة الفعالة في خدمة المجتمع الممزق منذ عصر السابقين، لكن ما كنا نعتقد انهم من التابعين(انظروا ما صرح بهم مساعد الرئيس الأيراني الوقح الذي به يستنجدون والمنشور في مجلة كتابات حين قال : " قتلنا الأمين ابن هارون الرشيد بالأمس وأنهينا العرب الى الابد)،

حقد فارسي لئيم. وحين نقول ان وطننا الممزق، لا نعني كان المجتمع متباعدا ومتخاصما ومتنازعا على سلطة الحزب والمكون والقبيلة، لكنهم هم الذين مزقزه، هذه روايات ما جاءتنا من المؤرخين ، بل ممن عاصروا عصرالغرباء ممن يدعون انهم من العراقيين اليوم .

كانت لدينا دولة مهابة الجانب لكن حاكمها كان دكتاتورا تخدمه القوانين دون الشعب والاخرين، كما كان عصر الومانيين، فكانت نهايته في حفرة المتعفنين، وزارات منضبطة واتفاقيات تجارية محكمة وعادات وتقاليد في النصرة والحرب ثبتوها مكتوبة في وثائقهم، كما اوردها المؤرخون في تاريخ العرب عبر الزمن لكنهم كانوا اغبياء مغفلين .

واليوم وزارات للمزورين والمتخلفين والسارقين من الاميين ورجال الدين؟ وصدقت الجماهير حين نادت " باسم الدين باكونا الحرامية "؟ فلقد زيفوا حتى الجهاد فجعلوه كفائي لا فرض عين؟

وعندما بدأت التجربة كانت مرة على المواطنين، بدؤوها بتقاسم الثروة والمناصب بينهم وقتل المخالفين وابعاد المخلصين، ووضعوا دستورا لدولتهم المسخ ناقص المبادىء و المفاهيم، وهم اول من خرج عليه دون خوف او وجل، (المادة 18 من الدستور) لان نظامهم تحميه ايران ومرجعيات الدين التي سكتت على الباطل حتى دمر الوطن ولم يعد سوى دكة موتى لا رجاء فيها ولا امل للمواطنين .حتى حولوا العراق الى وطن فيه كل شيء على عكس كلمة الحق والقوانين، تتصرف فيه مليشيات الحكومة ورجال الدين.

لم ينشأ العراق اليوم في بغداد كما يتصورون، بل في كل العراق القديم منذعهد السومرين، وهذا لا يعني ان بغداد كانت قاصرة عن تكوين الامة كما رواها مؤرخونا، بل ان بغداد كانت فيها قريش وخزاعة وقضاعة وهي من القبائل التي اعتزت بشخصيتها وتنظيماتها فما كان عليها من السهل التنازل عنها، لحركة جديدة لا تعرف عنها الا النزر القليل منها .ان الذين يتنازلون عن وطنهم وشعبهم للاخرين هؤلاء بلا اصل ولا تثبيت، لذا وضعت الاناشيد الوطنية لزرع محبة الاوطان في عقول المواطنين منذ الصغر، ليبقى الوطن والتاريخ في عقولهم وافكارهم يرددون. ...موطني موطني ...؟

العراقيون اليوم يتنبهون على ما فاتهم فيصرون على العودة للوطن الأصيل، وهي أولى خطوات الحضارة نحو العودة لكل صحيح.لذا فمحاربة الخونة هي لا تقل ضراوة عن محاربة المحتلين.ان المعاندة والمقاومة هي البداية للتحريرفي ساحة التحرير، وهي ثوابت الامان للوطن الجريح، فلتكن وعدا صادقا لمن آمن بهذه القواعد الروحية والأخلاقية رفيعة المستوى ضد الخيانة، ولتكن بداية تكوين العراق الجديد الذي يجب ان يقوم على مبادىء الحرية والأختيار لا الأكراه والعنف. وسيبقى خونة الاوطان ومغتصبي حق الشعب بأموالهم المسروقة كالحمير التي تحمل اسفارا يلعنهم الله والوطن والتاريخ كما لعن الخونة من السابقين، لا احد يشك ان العهد السابق قد انحرف عن المسارالصحيح، فكانت عاقبته التدمير، لأن الاستقامة لا تخرق، والحق لا يستبدل بالباطل، فالحق والاستقامة عنصرين من عناصر صنع حضارة الانسان، هكذا أرادهما الله للعالمين ، لكن يبقى الأنسان نفسه، هو الكائن الوحيد الذي يصنع الحضارة، يصنعها بعقله واستقامته وعدله مضافا أليه عنصر الزمن، فأين منهج الدراسة الذي يزرع بعقول الناشة هذه المُثل وقيم السماء؟.

من المفروض ان كانوا صادقين ومخلصين ان تكون البداية بترسيخ قاعدتين مهمتين من قواعد الأمة هما : الشورى والمساواة بين الناس ذكرا كان أم انثى، فهل يتذكرون ماذا كانوا يقولون :يوم كانوا أذلة عند الاخرين؟.فالتفريق في الحقوق الواحدة، هي اول اختراق لعصر التفرقة الانسانية في عراق المظاليم. ولكن اين لنا من باعة الاوطان وخونة الزمان.

الدستور جاء ناقصا ومخترقا منهم، والقوانين مزدوجة، والحقوق ضائعة، وحتى يبررون، أظهروا لنا المذهبية الباطلة، والمحاصصية الكريهة، والأقاربية المرفوضة من القرآن الكريم تساندهم مؤسسة الدين .وبالتالي ضعنا وضيعوا انفسهم وهم اليوم يحكمون بقانون القوة لا بقوة القانون، مختبئين في منطقتهم الغبراء كالجرذان في حفر الثغور، وهم يواجهون الله والشعب والمصير؟ لا يستطيعون حتى مواجهة الشعب الا بحماية الاسياد اعداء العراقيين .

ان الذين يستغبون الشعوب هم الأغبياء ويدرون أنهم يدرون، ويحسبون الصمت جبن أو ضعف، فالأرض صامتة لكن في جوفها بركان. انني صامت فأعذرني لقلة حيلتي، فسكوني لا يعني جهلي وعما يدور من حولي.ان الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بتكرار أخطائه وبه سيموتون؟ ان الذين يخونون ويبيعون الاوطان، هم كما وصفهم الدكتاتور هتلرالنازي حين قال: ان احقر الناس في نظري هم الذين سلموني اوطانهم؟

يقول الحق : " وألو أستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا، .... قل اني لا أملكُ لكم ُ ضراً ولا رشدا، سورة الجن 16....21".

فهل يتذكر هؤلاء الخونة وعد الله بالحق ...أم هم عمي بكم لا يفقهون ...؟

 

د.عبد الجبار العبيدي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم