صحيفة المثقف

أزعجني ما تفوه به مستشارالسيد روحاني بخصوص مقتل الخليفة الأمين بن هارون الرشيد

abduljabar alobaydiشدني المُعَلقون للبحث في الصراع الدموي الذي حصل بين الاخوين الامين والمآمون أبناء الخليفة هارون الرشيد العباسي وبداية الصراع بينهما الذي بدأ بعد وفاة الرشيد سنة 193 للهجرة(اليعقوبي، تاريخ ج2ص436). والذي انتهى بمقتل الاول وغضب الثاني ندماً على قتل أخيه فبقي في دمه الثأرالذي لم يخمد حتى قتل قاتليه والمحرضين على قتله من القادة الفرس، لا كما صرح به مستشار روحاني بأن الفرس قتلوا الامين وأنهوا العرب الى الأبد . (مجلة كتابات في 13 كانون الاول عام 2015.

 

حقد فارسي قديم لئيم...!!

قال لي احد المؤرخين يوما يعاتبني لاننا كتبنا الكثير عن الخليفة المآمون وتجاهلنا الخليفة الامين .قلت له: ياسيدي لقد أساء المؤرخون للأمين لانه عربي، ونحن أساءنا اليه لأننا لم نحقق في نكبته، فقلت له: حكاية قرأتها من قبل لكنها بحاجة الى مراجعة نقدية حيادية لمعرفة الحقيقة، قال ابحث عنها فهي بحاجة الى تثبيت. فكيف اذا كان الصراع اليوم بين اكبر طائفتين في الوطن من اجل الحقوق بعد ان سيطرت الفوضى واللاعقلانية والمذهبية الباطلة على عقول من جاؤا يدعون التحرير من النظام السابق لأعادة مظلومية العراقيين .

في مقالةٍ سابقةٍ كتبنا عن العباسة والظلم الذي لحق بها وما آلت اليها الامورمن جراء دسائس الفرس اللئام.واليوم نشيرُ الى أختٍ ثانية للرشيد أسمها الفاختة التي هي الاخرى أحبت جعفر البرمكي معشوق النساء في زمانه لجماله المفرط وشخصيته الرجولية التي لا تقاوم على حد قول بعض المؤرخين المنافقين من الفرس (ابن قتيبة الامامة والسياسة ص172 وما بعدها)، وسلمتهُ نفسها طواعية كجواري القصرالجميلات البارعات في الجمال والخفة والحركة والاناقة اللواتي نأى بهن الزواج فرمين أنفسهن بأحضان الرجال لجنس لا يقاوم. لكن الرشيد لم يغضب لها بعد ان عرف ان جعفرا ًكان بريئاً من الذنب.لانه حين عاشرها ما كان يعرف بأنها أخت الرشيد بعد أن احتالت عليه ودست نفسها بين الجواري فوقع المحذور، نعم انها أكذوبة تاريخية ثانية لفقها المؤرخون المعادون لخلافة العرب العباسية، فجعفر البرمكي ليس ثورا من ثيران الشبوه خلق للمناكحة ولا غير، لانهم يعلمون ان مثل هذه الطعون اشد وأمضى من السيف على رقبة الرشيد العباسي، فالخيانة صعبة على المعنيين وهي لا تغتفر .لكن الذي يجب ان يقال هل كان بأمكان جعفر ان يتجاسر على حُرم الخلافة وهو في حاضرتها، وبهذه المكانة المرموقة فيها، وتلك الجواري الرائعات المتوفرات له في كل ساعة يريدها ان كان غاويا للجنس ولا غير. انها حكايات من نسيج الاعداء الفرس لا يقبلها العقلاء بقدر ما ينشرونها لغاية تشويه سمعة الخلافة العربية لا غير ونحن لا ندافع عن خلافة ناقصة شرعا وقانوناً، بل ندافع عن الحقيقة في التاريخ .

فماذا لو كتب المؤرخون اليوم عن الروؤساء والوزراء والنواب وأـبناؤهم، وما يتصرفون به خارج الدستور والقانون في الداخل والخارج، في وقت يعاني الشعب والدولة من ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية اوصلت النازحين منهم الى الملايين، ونسبة الفقر بين الشعب الى 35% منه .

لكن الذي يجب ان يكتب عليه اليوم ان يؤخذ بعين المعقولية والادراك الصحيحين، بالدليل والبرهان، لا بالحدس والتخمين كعادة الاكثرية من المؤرخين حين يرمون المحصنات بالفحش والفجور والتي وقف منهم القرآن موقفا صارما في سورة النور اية (4) وعدهم من المعتدين .فما الذي يجعل الرشيد يُزوج أخته العباسة بجعفرٍ ويشترط عليهما عدم الخلوة؟ وما دامت هي أمرأته شرعا، فكيف يستطيع منع الخلوة بينهما، بينما قالوا لتكون الخلوة دون حرج من أثم، أمر في غاية الغرابة ؟ ثم ما الذي جعل الفاختة اخت الرشيد الثانية وهي بارعة الجمال لم تتزوج برجل زواجا شرعيا حتى تذهب وتنام في احضان جعفر مثل العباسة، كما نقلتها لنا كتب الطبري وأبن قتيبة وغيرهما دون تثبيت، وما الذي دعى جعفر ان يخطأ هذه الخطيئة الكبرى متجاوزا كل الحدود الشرعية والاخلاقية لخلافة الرشيد ولي نعمته في حياة المترفين؟ وهل يعقل مثل جعفربمنزلته السياسية العليا و بعلمه ودرايته يجازف بسمعته من اجل متعة زائلة ...؟كلام مردود لا يقتنع به الا الحاقدين من المؤرخين على العرب الذين يسوقون الخبر على عواهنه دون دليل.

يعلل بعض الؤرخين في مثل هذه الحالات الشاذة، ان التسيُب والترف والدعة والدلال المفرط عند بعض ابناء وبنات الخلفاء والامراء والملوك والوزراء والنوابفي العصور السابقة يمنحهم فرصة عدم الالتزام بمعايير القيم الاجتماعية فينحرفون عن الطريق المستقيم، فيقعون في شباك الاخرين في قصورهم ومنتجعاتهم.وهذه حقائق تتكرر عبر الزمن، لكنها ليست كلها هي الأكيد؟اذن ما موقف قيادات السياسة اليوم في العراق المنكوب بهم حين تتاح لهم فرص السابقين؟

للحقيقة والتاريخ نقول: ان التاريخ بحاجة الى مراجعة والمنهج الدراسي في المدرسة والجامعة بحاجة الى اعادة نظر، لان النصوص المغرضة افسدت عقول الناشئة، فتربت على الخطأ التاريخي الذي حُفر في العقول وأصبح نزعُه منها صعباً، الا بوزراء تربية وتعليم عالي من المتخصصين، ولكن اين لنا منها في وقت أكلت المحاصصة والطائفية البغيضة الغث والسمين في وطن اصبح عرضة للتدمير؟، نحن اليوم نطبق مناهج دراسية لا تتفق والمعايير الاخلاقية والانسانية والعلمية، لانها كلها حكايات مكذوبة تسيء الينا دون سبب مبرر مقبول. وكان على المؤرخين اصحاب الاوراق العتيقة الصفراء على حد قول احد المُعلقين ان يتحاشوا الاساءة ويلتزموا بالصدق والاحساس وبمقاييس التأليف، أوقل حتى بأنسانية الانسان.لكن القلوب الحاقدة المريضة المتخلفة يبقى حقدها دفينا فيها كرأس الثعبان الذي لا ينام حتى يغرس اسنان السم بجسم الضحية.

فأين من يحكمون اليوم من العرب في العراق للرد على هذا الآثم اللئيم؟

قصة الامين والمأمون هي قصة هابيل وقابيل حين قتل الاخ أخاه الاخر وجاء ذكرها في (القرآن الكريم، المائدة 27-31 )، والقصة نوردها باختصار فنقول:

أصر الرشيد قبل ان يموت ان يكتبَ عهدا بين الاخوة في وراثة الخلافة للأمين والمآمون والمعتصم. والامين أمه السيدة زبيدة العربية الهاشمية، والمآمون امه فارسية هي جارية اسمها (مراجل) تزوجها الرشيد لجمالها بعد ان أعتقها من العبودية، والفرس يعتبرونها أميرة فارسية، والمعتصم من أمَةٍ تركية. هنا تشابكت الاقلام كل منها يدافع عن قوميته واصله في الرجحان بعد ان اصبح الاسلام وشريعته في خبر كان من جراء تصوف خلفائه المتهورين .وكل منهما له من الوزراء والكتاب والمؤيدين اشبه بالعقارب والثعابين من اهل السياسة والخديعة لنيل المبتغى دون رحمة بدولة او شفقة بأمُةٍ او حتى بأخلاقِ انسان، كما نراها اليوم في دولة العراقيين

فأذا كان الرشيد محباً لابنائه الثلاثة بهذه الصورة الخيالية التي أوردها المؤرخون، كان عليه ان يفعل ليتفادى الصِدام، وما سيقع بينهم مستقبلا؟ وهو الاعلم من غيرة بدسائس السلطة وحبائك السياسة .كان عليه ان يفعل بدل هذا الميثاق المكتوب هو ان يكون للدولة مجلس أعلى من أهل الحل والعقد والاستشارة والرأي والعلم من القواد والوزراء والعلماء ليكونوا شهودا ورقابةً على كل خطأ قد يحدث مستقبلا ليضفي على عهده ميثاق الشرعية الدينية التي لا تخرق. حتى أصبحت المشاكل والاعداء تحيط به من كل جانب وقد لا يقوى عليها حتى أضعفته وأماتته صبراً.

هنا كان بأمكان الرشيد ان يضمن ولا ية العهد وخلافة المسلمين لمن له الحق الشرعي فيها، ان كانت هناك له شرعية في خلافة العباسيين، والدولة العباسية عاشت طيلة عمرها (524 سنة) بلا شرعية دينية، واستشهد الامام موسى بن جعفر(ع) على يد الرشيد لأنه رفض منح الشرعية الدينية للعباسيين -- والخلافة الاسلامية لا يقررها شرط النسب-، هنا يسكت التاريخ؟، كسكوت الكتلة الساكتة التي أوجدتها الخلافة لتأييدها على السلب والايجاب لكنه لم يفعل، لماذا؟ لان الرشيد كان يريد للخلافة الشرعية الدينية التي استمات المنصور والمهدي بالحصول عليها ففشلا فشلا ذريعاً بتحقيقها، فظلت خلافة العباسيين تقوم على سندٍ اصله عربي هاشمي وليس شرعيا، فكان في عقله الامين وبتحريض مٌلح من أمه زبيدة، لكن هناك قصورا منه في فهمه للاسلام الذي لا يفرق، ولا تقوم الخلافة بدون سند شرعي بالمطلق، ولكن بشورى المسلمين . وهذه هي عواقب من تجاوزوا على الشورى منذ بداية عهد المسلمين أو قل عصبية تغلبت عليه، ففضل المفضول على الافضل، كما نحن عليه اليوم في ديار العروبة والاسلام وفي العراق بخاصة، حينما تكون السلطة بأدينا، نوظف فيها من لا يستحقها بالمطلق، وهذه هي النتائج التي نحصدها اليوم كما هم كانوا بالأمس البعيد .

نعم لقد كان المآمون أكثر كفاءة ومقدرة في أدارة الدولة بعد ان تدرب على ايدي القواد الكبار للدولة امثال طاهر بن الحسين وغيره كثير، حين ولاه الرشيد ولاية خراسان التي خلقت منه رجلا شجاعا وقويا لا يهاب المنايا في حراسة الدولة والدين، بينما عاش الامين في أحضان الترف والدعة عند أمه زبيدة المترفة مالا وجاها وسلطة، فنشأ نشأة أقلُ ما يقال فيها مدللة ومترفة لا تستطيع مجابهة الصعاب. كما يفعل قادة السلطة في العراق اليوم حين اطلقوا ايدي ابناؤهم في المال والمناصب دون معايير تحديا لشرعية السلطة وحق المواطنين.

ففي كتب المصادر التاريخية حكايات عجيبة عن الامين تصفه مرة بالمنحرف جنسيأ، فهو الذي لا يهوى الا الغلمان، ومرة بالهوس في الشراب والمجون، والثالثة في السحر والعربدة والجنون(أنظر حياة الامين في الطبري، الرسل والملوك ج8 ص278-281)، وكذلك عند أبن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة المحرف).. فأذا كانت كل هذه الصفات فيه من قلة العقل وانعدام الكفاية ، هل كان ذلك خافيا على ابيه الرشيد؟ فبايعة بالخلافة وهو يعلم امره والرشيد من اكثر خلفاء بني العباس حرصاً على ملكهم وخلافتهم؟ التاريخ لا يُقرأ من سطوره ولكن يُقرأ مما لم يكتب بين السطور.، فلننتبه حتى لا نضيع حقائق الامور عند الاخرين المعادين لنا ديناً ووطناً وهاهم اليوم يعبثون؟.

الامين والمأمون كانا بعمر واحد، كلاهما ولدَ سنة( 170 للهجرة) لكن المآمون يكبراخيه الامين بستة اشهر فقط. فلا خطأ في التولية اذا علمنا ان الامين من ام ٍ وأب ٍعربي هاشمي ومن زبيدة المفضلة عند الرشيد، لذا هو أولى بالتقديم من وجهة نظر العصرالعباسي ففعل، وهي وجهة نظر مخالفة للشرعية . ان الخطأ الحقيقي ليس في التولية ولكن في الميثاق الذي كتبه الرشيد وعلقه بالكعبة واعتبر تقسيما للدولة لا ميثاقا للتولية.ومتى قسمت الدولة وضاع المركز وشرأبت النفوس الطامعة المريضة في حكم الناس ضاعت الدولة والناس معاً . وهذا ما نلاحظه اليوم في العراق بعد التغيير الاخيرالذي حدث سنة 2003 والذي أطمع كل الاطراف في حكم الدولة وتقسيمها الى ولايات أو قل أقاليم تحكمها امعات السياسة، بلا كفاءة ولا حتى مبادىء دين .، لكن الهدف هو تمزيق الدولة لا تقسيمها، والاستحواذ على ولاياتها الغنية لاحكمها بالقانون. وحين تصطدم المصالح تتقاتل الاطراف فيضيع الملك وكل الاخرين. وهذا ما يعيه حاكم المركز اليوم خوفا من ضياعهم وضياع الملك الذي هم فيه يحكمون، لكن الذين يدركون القصد قلة من الحاكمين، فالحكم يدوم بالعدالة وبسلطة القانون، نص اورده محمد(ص) في وثيقة المدينة قبل الرشيد.. ومن يقرأ العهد الذي أورده الطبري- ولا مجال لذكره هنا- يجد نفسه امام أسوا عهد كتب في التاريخ بين أخوين طامعين في حكم الدولة.، أذن كان العهد المكتوب هو سبب البلاء الاكبر بينهما. وما دام الاثنان بعمرٍ واحد، أذن من سيرث الاخر؟ هنا كانت نقطة الافتراق والتفكير بسياسة الاسوأ خاصة حين أضيف الى الميثاق المعتصم فزاده تعقيداً.

ولابد لنا من ان نتسائل هنا:كيف كان الرشيد يبيح لنفسه الحرية والحق في كتابة مثل هذه التولية السياسية الخطيرة دون استشارة جماعة اهل الحلِ والعِقد- كما هو دستور العراق المخترق اليوم في المادة 18 رابعا منه- فلو كان هناك قانون اساسي او دستور يحدد حقوقه وحريته وحقوق الاخرين لما حصل المحذور؟ الغريب ان الرشيد ادعى ان البرامكة قد خربوا ونهبوا ملكه والدولة العباسية لذا غضب عليهم وعاملهم بقسوة، وهم الذين صنعوه، لكنه أغفل دوره المستهتر بالدولة وأصولها هو الذي اوصله الى حد الافلاس - وهكذا كل من يسير على نهجه-، وكأنه ما قرأ الوصية المالية للمنصورالتي كتبها لابنه المهدي، علماً ان الحالة السياسية والاقتصادية لم تتحسن بعد نكبة البرامكة، لا بل زادت انقساما وسوءً. والسبب ان البرامكة كانوا من امهر الناس ادارة في التظيم المالي للدولة، وهم الذين انقذوا الرشيد من الازمات المالية والسياسية وحتى الاجتماعية، فلما بذهاب البرامكة ظهر الافلاس المطلق على الدولة. فخسر الرشيد البرامكة والدولة معاً ؟كما خسر القادة الجدد انجازات السابقين .

.حقائق يجب ان تكشف للقارىء وتكتب للتاريخ وتوضع في مناهج الدراسة ليتعلم الطالب الصحيح .ان الكفاءة والمقدرة هي اساس نجاح الدولة لا التفرقة الطائفية واختراق الدستور والقانون- حقيقة فليعيها حكام بغداد اليوم المتجبرين بالسلطة - وكانت متوفرة في البرامكة دون شك.والتاريخ اليوم لايعيد نفسه، بل يأتي في ظروف متشابهة ومتغايرة في العراق حين اصبحت الدولة دولة تخلو من الكفاءات المدربة في قيادة بلد وحل المفضول على الأفضل من المزورين لشهادتهم العلمية .اذن ماذا ينتظرون غدا لو اصيبت الدولة بكارثة لا تقوى عليها، حتما سيحل بها ما حل بالعباسيين. ولا ادري ان حل الطوفان بأنهيار سد الموصل المهمل اليوم وحلت الزلازل بالعراق فكيف سستجابهما الدولة؟؟؟

ساعتها سيموتون الظلمة... والشعب سيبقى ناجياً بسفينة نوح ليعيدوا الوطن؟.

وكرت السبحة واثيرت العداوات الفارسية على العرب، فكان الذي حدث ان قُتل الامين بيد طاهر بن الحسين قائد جيش المأمون الخراساني على ضفاف نهر دجلة الخالد وبتحريض من الحاشية والذي قال فيه المأمون عندما سمع بمقتله وادرك الخطأ: (والله لن يأخذني غمض حتى أقتلك يا طاهر)، ونفذ القصد فقتل طاهر ونام المآمون ليلته هادئاً منتقماً لاخية الامين، لأن الاخوة في ميزان الاحساس للشعور الباطني لدى الانسان اقوى من الخلافة والمال، فالوطن والاخوة لا تُخان لأنها محرمة شرعاً وقانوناً، والمال لا يُضيع. وفي القصة شجون ومأسي لسنا بذكرها هنا ولا يسعنا المجال لذكرها، من يريد ان يطلع عليها فكتب التاريخ تحدثه عنها ما يريد.من تفاصيل تدمي القلوب وتبكي العيون.لقد ضاع ملك العرب بسبب خزعبلات قادة السياسة وكيد النساء والجواري وحب السلطة والمال، وحقد الأعداء المجاورين منذ عهد العيلاميين ..؟.وهذا نقص حضاري كبير.

وهكذا سيضيع قادة العراق اليوم او غدا بتصرفاتهم اللامعقولة، ولن تقف معهم لا فارس ولا آل عثمان، ولن تنفعهم اموالهم المسروقة من دم الشعب ولا الأبناء؟ والأشد هو انتقام رب الحق والعدالة منهم؟

ان الشيء الاساسي الذي دمر نظام الدولة العباسية اوقل الدولة الاسلامية هوعدم وجود دستور للخلافة وضياع القانون وحق الامة في أنتخاب الخليفة، وهذا ما يتكرر اليوم في عراق العراقيين حين تضرب المادة 18 رابعا من الدستور؟ وحين ينتخب رئيس الجمهورية بالتوافق لا بما يرتضيه الشعب والقانون، وهكذا يتصرف الرئيس اليوم بالوطن والمال دون معايير من قانون .

واليوم تتكرر المآساة في عراق العراقيين حين كتب الدستور باقلام أجنبية وغير متخصصة في كتابة الدساتير فجاء ملغوما وبعد ان تخلت القيادة عن التطبيق أنظر (المادة 18 رابعاً من الدستور)، وها هي اليوم النتيجة فيضان طاغٍ سيغرق كل المتخاصمين بعد ان تنهار السدود)

واليوم تضرب الكفاءات في عراق التغيير، ويقتل القانون، وتستبعد العدالة ويحل الفساد الاداري والمالي بعلم السلطة، ويتربع كل المزورين على المقامات العليا دون حق، لكون الكفاءة والاخلاص للوطن يخيف الحاكمين الذين ما جاؤا وبفكرهم الوطن والناس، ومظاليم اهل البيت، ان اتباع اهل البيت (ع) والصحابة (رض) في غالبيتهم لا يؤمنون بهم ولا بمبادئهم اجمعين، وانما بما يكسبون ولا غير...؟

ومن اجل الخلافة   والمال والسلطة قطعت رؤوس، وسلبت نفوس، ودمرت طقوس، وأنهيت مجالس وأمانات، وبيعت دول وحكومات فضاع معها الشعب والاسلام معاً كما يحدث اليوم في عراق العراقيين، وصدق من رفع الشعار القاتل لهم (باسم الدين باكونه الحرامية ). وهكذا في كل العصور والشاطر من يدرك الامر قبل حدوثه . وصدق من قال (ما سُلَ سيفُ في الاسلام مثلما سُلَ على الخلافة).

فهل يدرك قادة العراق اليوم ما حل بالاجداد فيتعضون ...؟

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم