صحيفة المثقف

"ناكح يده كناكح أمه".. من هم أولاد الحلال إذاً؟

mulehim almalaekaاستوقفني حديث يردده كثير من الناس" ناكح يده كناكح أمه سبعين مرة في جوف الكعبة"، ويلتاه اذا! ما مصير كل المكبوتين الذين تعجّ بهم الأمّة العربية والعالم الاسلامي الذي يحرّم الجنس بشكل مطلق؟

نحن نتحدث عن ارقام مليونية مهولة وهي ليست من ابتكاري، فدراسات حديثة كثيرة اكدت ان اغلب العزاب من الجنسين بشكل مطلق دون النظر في ديانتهم او انتمائهم او مستوى حياتهم وتعليمهم او تدينهم يمارسون الاستمناء (نكاح اليد) بشكل متقطع او منتظم اذا لم يتوفر لهم شريك.

بل أنّ دراسة المانية نشرت في موقع "لايف لاين" أكدت ان اغلب من تجاوزت اعمارهم خمسين عاما من الجنسين والذين يعيشون بلا شريك يمارسون هذا الطقس الحزين بشكل منتظم، ويعتبره كثير منهم وسيلة للنوم وسببا للابتعاد عن هموم اليوم ومحطة استراحة يختم بها يوما صعبا آخر. فيما كشفت نفس الدراسة أن شابات وشبان كثر يمارسون نكاح اليد بشكل متقطع ، بل وحتى بوجود شريك لهم، واحيانا يفعلون ذلك بالتبادل مع الشريك نفسه!

دراسة اندونيسية نشرت في موقع seksualitas ذهبت الى أن اكثر من ثلثي شباب وشابات المسلمين عبر العالم يمارسون العادة السرية بانتظام، بل أن البروفسور عبد القيوم ملك المتخصص في علوم الجنس بجامعة جاكارتا أكد أنّ كل الرجال دون استثناء مارسوا ويمارسون العادة السرية في احيان متقطعة، وحتى المتزوجون منهم بأكثر من امرأة!

اما موقع "سايكولوجي تودي" فيؤكد أن كل انسان، دون تحديد ولا سيما بالنسبة للذكور ، يمارس اللذة الفردية وحده احيانا متقطعة ودون اشعار سابق حتى اذا كان متزوجا، او له اكثر من صديقة. ويورد ارقاما من عالم المشاهير والنجوم، حيث يملك البطل او البطلة عددا غير محود من الشركاء من الجنسين، ومن غير المحتمل ان يكون محروما من وجود شريك، لكنه يستمني بعض الاحيان لمجرد التغيير، ولا ادري صحة الارقام التي اوردها الموقع بهذا الخصوص، لكنها تضع كل المشاهير تحت دائرة الضوء المنوي الخطير !

اما موقع بزشكان باللغة الفارسية فيذهب الى أنّ الخلافات بين الزوجين تدفعهما في الغالب الى ممارسة العادة السرية "اونانيسم" لحرمان الطرف الاخر من المعاشرة الجنسية، وهذا يجعل من اللذة الفردية شكلا من العقوبة للفشل الزوجي!

وهناك خرافات كثيرة حول هذا الموضوع، فسمعنا في طفولتنا أن من يمارس العادة السرية يصاب بالعمى أو الشلل او العنّة او عدم الانتصاب في كبره ! وهو ما لم ار له مثالا واحدا في كل من عرفتهم، وقد التقيت في باريس قبل سنوات بشاب مثلي يبلغ من العمر 33 عاما ، اجريت معه حوارا لصالح موقع انكليزي عن الشبق عند النساء والغلمة عند الرجال ، فاخبرني انه يستمني بمعدل 3 – 5 مرات في اليوم، ويمارس الجنس مع عشرات الرجال كل شهر منذ ان بلغ السادسة عشرة من العمر ! الشاب المشار اليه، يبلغ طوله نحو 185 سنتمترا، وهو كتلة عضلات متنقلة !

 

لماذا حُرمت اللذة الفردية؟

لسلامة اللغة العربية، يجدر بي القول اللذة الفردية وليس نكاح اليد كما نقلَ لا اعرف مَن عمَن لا اعرف عن عن عن عن ..عن الرسول الاكرم ( حاشاه أن يقول ذلك)، لأن النكاح باللغة العربية الفصحى، يعني المعاشرة الجنسية الشرعية بين الرجل والمرأة حصرا، فاذا كانت المعاشرة غير شرعية سُميت زنى، واذا كانت بين رجلين سميت لواطا، وإن كانت بين امرأتين سميت سحاقا ، هذه مفردات فقه اللغة والشريعة، فمن اين جاء حديث " ناكح يده كناكح أمه سبعين مرة في جوف الكعبة"؟ وكيف نُسب للرسول وقد كان من افصح العرب وهو ابن قريش الذي تربى في البادية؟

كل الديانات القديمة حرّمت اللذة الجنسية المفردة، بل أن النصوص البابلية القديمة تؤكد أنّ على الرجال ان لا يلقوا بذورهم خارج الارحام، وهذا يتضمن حماية الجنس البشري في عصر القبيلة. فاذا اكتفى الرجال باللذة الذاتية وكذا النساء انقطع النسل، وقضت الحروب المستمرة على الشعوب ولن يخلفها أحد فتزدهر ويعود ينعها.

وربما فسر البعض هذا بحديث هو منحول على الاغلب، والا كيف يُعقل ان يُضرب الزاني الاعزب 80 جلدة، فيما يُقتل المستمني ويحرق وتذر بقاياه فوق البحار؟!

اذا اختار البعض أن يؤمن بحديث "نكاح اليد" غير البليغ، فعليه ان يدرك انّ كل البشرية ستكون ناكحة لامها في النهاية، واي نهاية سريالية للعالم الاسلامي ستكون وهو العالم المكبوت غالبا !

 

ملهم الملائكة  

                                                        

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم