صحيفة المثقف

المقدادية: نصل السياسيين ولعبة الشيطان

abdulkalil alfalahليس هناك من لايعرف عن كون العراق يمثل قلب الحضارة الانسانية النابضه وإذا لم يخلق الشعب في بلده قيما حضارية لم يبق أمامه الا أن يشيع فيها الخراب والوحشية . الشعب بجميع شرائحه مؤهل لخلق هذه القيم وتعميمها على شتى ارجاء وطنه، اما اذا تخلى عن هذه المسؤولية اسرع الخراب اليه ..ومن منا لايعرف بأن قوانين الدنيا بنيت وفق قوانين حمورابي. ان المجتمعات البشرية لاتخلوا من المشاكل ولاشك بأن المخلوق ولدت معه المشاكل والاختلاف بين الرفض والقبول والعناد والمساومة على اسس المنطق عولجة ضمن دوائر التجزءة والتحليل بعيداً عن القفز على الاخر وطبعاً التفاوت وفق ما يقبله العقل بعيداً عن الحقد لاستيعاب افكار المضاد ونقد الذات اي الاقتراب من مصالح الحواربدل تشتيت المجتمع.

لقد دأب البعض من السياسيين بغرس نصالهم في اعماق الوطن تحت ذرائع زائفة لا مصداقية لها على أرض الواقع وفي زرع روح الحقد والكراهية بين ابناء الشعب بدلاً من العمل لتوثيق عرى المحبة من اجل صيانة الوحدة الوطنية وحماية نسيجه الاجتماعي من التفتت والحيلولة دون خلق حالة من التصعيد والتي ستؤدي الى خسائر واضرار كبيرة بمصلحة البلد ولاشك انها تستغل من قبل العصابات الارهابية والمدعومين من الطائفيين والبعثيين والتي تلاقحت اهدافهم في داخل انظمة الدولة مثل مجلس النواب ومجلس الوزراء دون ان يمنعهم وازع وطني او انساني او دين لانهم بعيدين منها ويصرخون بوجه كل مساعي اعادة الامن والاطمئنان للعراق الذي يعاني من مشاكل والام تراكمت علية.

ان العملية السياسية في البلد تواجه تحديات كبيرة منذ بداية تشكيل الحكومة الحالية والى الان، لان بعض الكتل السياسية لاتريد لها التقدم رغم مشاركتهم في جميع منافعها وخيراتها وانما تحاول ارجاعها الى الوراء ولم يساهموا في اي مبادرة حقيقية لانهاء الازمات السياسية التي شهدتها و تشهدها البلاد بين حين واخر ولم تعمل من اجل تجاوز اي من التحديات التي تعترض نجاح العملية السياسية،

العملية تعرضت الى العديد من المطبات والصراعات منذ تشكل الحكومة والى الان،وكان الهدف منه ومازال ابقاء الاوضاع كما هي ومحاولة تمزيق وحدة الصف العراقي، المزايدات الجديدة التي اخذت بعض الجهات السياسية تتحدث عنها في وسائل الاعلام الحقيقة ليست من باب الحرص على مصالح الوطن والمواطن وليس لها دوافع مشروعة لأن هناك استياءً عاماً من غياب العدالة بشكل عام في الكثير من مفاصل الحياة .ان الجزء الكبير من وسائل الأعلام التي تدعي بانها تنتمي لهذا الوطن العظيم وهذا الشعب الطيب ولم ينجو منه المركز الاعلامي لمجلس النواب في دق اسفين الفرقة والتهم و كل يوم تخرج على صفحات العديد من الصحف وبعناوين بارزةأخبار طائفية مكتوبة بالخط العريض من اجل ارضاء اسيادهم والأحزاب و الشخصيات الطائفية الحاقد والمأجورة للدول التي ارتموا في احضانها.. واما بعض القنوات الفضائية فالأمر واضح حيث ان أكثر من قناة فضائية كشفت عن طائفيتها و بشكل علني وصريح ودقت طبول حربها و مع أعداء العراق الذين يريدون الزج به في حرب اهلية تحرق فيها الأخضر و اليابس ..وقد تصاعدت الضجة الاعلامية هذه الايام، والتي قادتها بعض الكتل النيابية المعروفة الحال والتي لم يبق لها اي ثقل شعبي وليست لها جذور بين عوام الناس سوى التطبيل في الاعلام . الاحداث التي وقعت في المقدادية مدانة من كل ابناء الشعب العراقي وشهداء الشيعة اكثر من شهداء السنة حسب الاحصاءات الرسمية. ولكن هل عُملت بمثل احداث بغداد الجديدة التي لاتقل شئناً منها من حيث الاطياف التي فقدت ابنائها في تلك الواقعة المريرة .

ولكن العيب في ان تكون شماعة يستغلها البعض من الكتل السياسية للاطاحة بالواقع الامني ونثر اعلام الطائفية والدعوات الكاذبة باتهام الطائفة الكبيرة من المجتمع واعطائها صبغة طائفية وقد صيغة بصورة مبرمجة بمشاركة حزب البعث ومؤيدين لهم في العملية السياسية بالتنسيق مع العصابات الارهابية . دعوات القلة المعروفون بمواقفهم المشبوة في قرع طبول اباحة الدماء والتي تمثل الضد من ارادة شعبنا والوقوف بوجه تطلعاته النبيلة والسبب المباشر في التأخير في امرار الكثير من القوانين المهمة والتي تهم كل طبقات المجتمع والبعض الاخر المعروفون بمولاتهم للتيارات الارهابية وارتبطاتهم بالدول الاقليمية .

ان هذه الصرخات فيها الكثير من التنافر والتناقض وتصب في الدعاية السياسية في تحسين صورة تلك الكتل ومحاولة اعادة شعبيتها المفقودة بعد الفساد الذي اصاب شخوصها وافتضاح امرها، وخاصة وانها وصلت الى مستوى ًهزيلاً وتشتت قيادتها حيث انصب نشاطها وعملها على التطبيل والتهويل لشخصيات سياسية تنسب لنفسها اعجازات ومكاسب حققتها من خلال المسؤوليات السابقة التي عملت فيها واستغلت اموال الشعب في رحلها وترحلها وظلت تدور في عواصم بعض بلدان المنطقة لحياكة المؤامرات والعمل ضد تطلعات شعبنا .

وتركت مصالح الشعب والوطن في زاوية منسية وحاربت الناس على لقمة عيشها في اظهار الحرص المزيف وعرضهم على الساحة، ان الحملات التي نسمع صراخاتها ليست استجابة لصوت الشعب انما حملات انتخابية مدفوعة الثمن مقدماً، وكما انها ليست لسواد عيون الشعب ابداً، ولكن هكذا تفتخر وتفعل بعض الكتل ونوابهم في وسائل الاعلام وتعتمد على التهويل الاعلامي. وهم يدركون ويفهمون تماما بفشلهم لذا تراهم ينعقون من خلال تلك الوسائل بعد ان فهم الناس لعبهم ولهذا تبقى هذه الاحاديث الصاخب والضجة الاعلامية هواء في شبك لاقيمة لها وهم يعلمون بذلك مسبقاً و تصب في التملص والايقاع بالبعض الاخرمن المسؤولية التي يتحملها كل المشاركين في العملية السياسية ولانزكي احداًمنهم ومن اجل تبيض الوجوه المسودة امام ارادة الشعب الذي ينتظر الفرصة لمحاسباتهم وكشف حقيقة زيف شعارات سراق خبز الشعب ولينتظروا الحساب العسير. وعلى الاعلام ان يتحمل المسؤولية الكاملة لحماية ابناءه والمرحلة تستوجب من كل الاعلاميين والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والسياسيين والمثقفين الوقوف بكل طاقاتهم خلف الشجاعة العظيمة لاخوانهم افراد القوات المسلحة الشريفة والوطنية للدفاع ومواجهة الارهاب والبعثيين وانقاذ اهلنا من شر النفعيين بدعم من بعض الدول الاقليمية ويتوعدون الجميع دون استثناء مشحونةَ بجنون الاحقاد والكراهية وشهوة حب الدم والدمار وفقدانهم التوازن الاخلاقي لافتعال الاحتقان والكراهية بين مكونات المجتمع واساليب رخيصة لتحقيق احلامهم المشؤومة..ولكن المثل الشعبي يقول: (المايسوكه مرضعه ضرب العصي ما ينفعه). سلاماً ياعراق الخير والعطاء ويااشراقة التاريخ...

 

عبد الخالق الفلاح

كاتب واعلامي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم