صحيفة المثقف

هل الحكومة تخشى "زعل" الادارة الامريكية فترفض مساعدات روسيا للقضاء على داعش..!!

يصدق من يظن اننا هنا نحاول التأكيد على فشل حكومة العبادي وإسقاطها، فالفوضى والافتقار الى الشعور بالمسؤولية في القرارالمركزي وعدم التعامل بحكمة مع المحنة التي يمر بها الوطن وغيرها من امور كبرى كثيرة، لا يمكن النظر اليها سوى خيانة للمباديئ الوطنية. فحكومة العبادي التي لا تجد حرجا في رفضها وسائلا عسكرية متطورة من شأنها الاسراع في القضاء على داعش ومحوه من الوجود، ثم التفرغ لتسريع وتيرة الاصلاحات الاقتصادية المنهارة قبل اعلان الافلاس، انما هو الاخر خيانة وطنية. كما واصرار الحكومة على الابقاء على وجودها المرفوض من قبل شعبنا، بعد ان اثبتت انها تفتقر الى القدرة المطلوبة لحسم الاحداث السياسية وخصوصا مع "اتحاد القوى الشريرة" الذين يجاهرون بالعداء لشعبنا ويقفون علنا مع السعودية وتركيا وقطر، انما كل ذلك هو أيضا خيانة وطنية. فلماذا تسمح المرجعية الدينية العليا باستمرار حكومة جائت بها، لكنها فشلت فشلا ذريعا في الاصلاحات، فلم تبادر بازاحتها بنفس الطريقة التي جائت بها؟؟!!

نحن لا نجامل أحدا، فشعبنا يريد القائد الوطني القادر على تحمل المسؤولية لمسك مقود سفينة العراق شبه الغارقة باسرع ما يمكن، ويرفض رئيس حكومة صوري تقترح عليه موسكو مساعدة العراق في ضرب داعش، لكننا نجده يصرعلى استمرار تبنيه لسياسات ومصالح ادارة الولايات المتحدة في هيمنتها على القرار السياسي العراقي وخصوصا دعمها اللامحدود لتحركات الكتل السنية البعثية الانفصالية !!

فالاشكالية القائمة في هذا الشأن من خلال رفض العبادي الطلب الروسي واستعداده مساعدة العراق و ضرب داعش بأحدث الوسائل العسكرية الحربية، ليست باعتقادنا مجرد غباء وجهل سياسي وعاروطني فحسب، بل هي باعتقادنا الخشية من غضب ادارة الرئيس اوباما على العبادي عند الموافقة على طلب روسيا، و أن حيدر العبادي وكما يبدوا سعيدا بما يراه من انهار الدماء العراقية التي تروي الارض العراقية الطاهرة من قبل ابطالنا في القوات المسلحة والاشاوس في الحشد الشعبي ورجال العشائر.

نعم، النصر والبطولة لهما أثمان بالغة، ولكن، حينما تتم الاستجابة لما يطالب بها العراق على مستوى العالم من مساعدة في حربه على داعش، وتوفر وسائل عسكرية متطورة تعرض عليه من قبل روسيا واستخدام القوات الجوية الروسية للتعجيل بالنصر وتقليل هدر الدماء العراقية بشكل أعظم، نجد ان العبادي يرفض تلك المساعدات نزولا لارضاء الادارة الامريكية، في اعتقاده انه لو فعل ذلك، فان الادارة الامريكية سوف ترى أن العراق قد انحاز نحو تحالف روسيا وايران ضدها!! فأي تفكير ساذج وقميئ هذا الذي لا يمكن ان يصلح كمبدأ سياسي لحكومة ترى بعينيها مقدار مايعانيه الشعب العراقي من مشاكل كبرى تهدد وجوده . وكيف لحكومة يفترض باستقلاليتها ووطنيتها، انها تفضل رضا الادارة الامريكية على مصالحها وترفض المبادرة الروسية التي هي وسيلة كبرى من شأنها مضاعفة الانتصارات العراقية في جبهات كثيرة !!؟؟ فهل أدركت حكومة العبادي انها حكومة عمياء ومشلولة الارادة، بل وتتسم بالخيانة؟

ألم يدرك السيد العبادي ان سياسة صمته العقيم والمتخاذل والبعيد عن كل شجاعة هي التي اضعفت العراق منذ المجئ به . وانها شجعت الفساد بشكل أعظم، وشحذت همم ما يسمى "اتحاد القوى الشريرة" على التكالب وجعلت العراق نهبا وبشكل أكبر لكل فاسد وصعلوك ومنحط ليهيمن على المجتمع من خلال تبعاتهم لتركيا والسعودية وقطر؟ فلماذا يصرح العبادي ووزير خارجيته إذا، ان العراق يجب ان يتم دعمه من قبل جميع دول العالم، في حين يرفض تلقي المساعدات العسكرية من روسيا؟ فهل انهما يعتبران شعبنا مجرد أطفال؟ وأين الحكمة في كل هذا، وأين التعامل السياسي البرغماتي مع الواقع العراقي حيث يفترض ان العبادي قد تعلمه من خلال وجوده الطويل في انكلترا شيئا منه؟ أليس داعش تهديد مباشر للعراق وان جميع المساعدات مطلوبة من العالم ؟ وأن العراق كدولة مستقلة، لا يؤمن بالمحاور أوالتكتلات التي ربما يراد من خلالها ما يريده البعض، ويرفض التبعية والتدخلات في شؤونه، وانه باق على حياديته ؟ فلماذا يخشى العبادي "زعل" الولايات المتحدة عليه!؟ ثم ماذا لو زعل عليه العالم برمته!؟  

فمنذ مجيء حكومة العبادي غير الموفق، والعبادي يبرهن ان السيادة العراقية لا تهمه كثيرا. فمن خلال مواقف تخاذل الحكومة مع الفساد والفاسدين واصلاحاتها التي لا تتسم بالمسؤولية وصمتها ضد خيانة مسعود برزاني واستهتاره مع شعبنا، وما نراه من مواقف هذه الحكومة يوما بعد أخرفي فقدانها لشرعية بقائها وعدم مصداقيتها الى درجة انها خانت حتى مباديئ الولاء للمرجعية العليا التي أكدت عليها ان تبادر فورا في ضرب الفساد والمفسدين، نجد العبادي عاجزا على التغيير المطلوب . فنرى ان عليه التنحي عن المسؤولية وفسح المجال لمن يرى في نفسه من الغيرة الوطنية لانتشال كرامة البلاد على الاقل، والسير وفق اهداف العراق وشعبنا . فحتى متى تظل حكومة العبادي ترتعد فرقا وخشية من الادارة الامريكية السائرة وفق مخطط واضح في سياساتها ذات الوجهين. وجه التصريحات "المطمئنة " للعراق وشعبه، ووجه اخر، يتسم بالقبح والشناعة، في استمرارها في تطبيق اهدافها في تقسيم العراق من خلال دعم السنة البعثيين ومسعود برزاني دعما غير محدود على حساب ستة وثلاثون مليون عراقي؟

فالمجازفة من قبل حكومة العبادي هذه، في رفضها الدعم الذي تقدمه روسيا لضرب وتدمير داعش كما تفعل الان مع سوريا، وقد شلت قدرات داعش تماما هناك، نجد في المقابل، ان ادارة الرئيس اوباما تمنع تواجد الحشد الشعبي لخوضه معارك الشرف العراقي في الانبار والرمادي والموصل، وتمارس وجودها عمليا في ادارة تلك المناطق وبحرية كاملة من اجل تسهيل تطبيق اهدافها في تقسيم العراق مستغلة قربها من مراكز القرار في تلك المناطق الغربية والتأثير على تلك المحافظات من خلال ألامر الواقع وتحقيق ما لا يرضاه شعبنا!!؟؟    

من جانب أخر، برهنت الحكومة بشكل لا يقبل الشك انها غير قادرة على ردع الخونة الرعاديد في ما يسمى "باتحاد القوى الشريرة"، بعد ان أثبتوا وبشكل جلي عدم ولائاتهم لهذا الوطن عندما تسابقوا الى لقاء الصلف سبهان والذي لم يجد النظام السعودي وعلى ما يبدوا، أكثر منه صلافة وقلة حياء لترشيحه كسفير للعراق على افتراض أن السعودية تعتبر ان العراق مصدر للضعف والفوضى وان بامكانها تدمير النظام "الشيعي" . وكيف لا، ووزارة الخارجية قد استماتت في الاسراع لفتح السفارة السعودية في بغداد، ألامر الذي أسقط قطرة الحياء الباقية من وجه هذه الحكومة ووزارتها التي تمثل مهزلة العراق في الخارج .

لقد كانت مسارعة "اتحاد القوى الشريرة" للقاء الصلف قليل الحياء سفير السعودية سبهان وما تفوه به ضد ابطالنا في الحشد الشعبي، قد أثبت للسعودية اعتقادها ان العراق فعلا بلد خان جغان، بعد ان سارع اتحاد القوى الشريرة بلقاء سبهان ليسردوا عليه (مظلوميتهم) و"تهميشهم" حتى انهم تباكوا بين يديه قائلين: (أن السعودية قد تخلت عنهم وتركتهم وحدهم في وقوفهم ضد النظام العراقي)...!؟، ثم ليعود قليل الحياء سبهان لتحدي حكومة العبادي بالقول (ان العراق لا يمتلك الجرأة لغلق السفارة وان تصريحاتي تمثل رأي المملكة)، فهل من خيانة وصلف اكبر من هذا الذي تحدى به اتحاد القوى الشريرة للنظام والشعب العراقي في ولاء مطلق للسعودية ونظامها الغادر بشعبنا، وهل من خنوع أكثر عارا لحكومة العبادي هذا!!؟؟

كما ولم تجرأ لا حكومة العبادي الخائبة ولا الكتل السياسية في البرلمان والتي يضع شعبنا أماله عليهم، لم يجرأ أيا من هؤلاء على استدعاء العبادي الى البرلمان ومسائلته وتحميله مسؤولية هدر كرامة العراق من قبل الاصلاف الين سمحوا بفتح السفارة المجرمة في بغداد؟ أو محاسبة هؤلاء الخونة في هذه الكتلة بتهمة الخيانة العظمى وورميهم وراء القضبان، عن كل هذه الجرائم والخيانات في ولائاتهم كعراقيين لانظمة السعودية وتركيا وقطر. فمع كل ماهم عليه هؤلاء من مناصب كبرى في الحكومية والبرلمان، لا يزالون وسيبقون ألاكثر احتقارا من قبل شعبنا، لانهم يتلقون دعم الانظمة الخليجية والادارة الامريكية لعودة البعثيين الى السلطة وتقسيم العراق، فالاحتقار وحده لا يكفي لردعهم. فاتحاد القوى الشريرة مصدرا رئيسيا لاثارة المشاكل الطائفية والتسابق في الولائات لانظمة البغي لشل العملية السياسية، فضلا عن دعمهم لداعش حتى قبل اجتياحه الاراضي العراقية. فهؤلاء هم من أوصل العراق ليصبح مركزا للفوضى ومن بين أسوأ عشرة بلدان في العالم في الفساد.

اننا نرى ان على المرجعية الدينية ان تأمر باستقالة حكومة العبادي، التي "لا تحل ولا تربط" كما يقول المثل العراقي. كما وان على هذه الحكومة ان تنظر باحترام الى كرامة العراق واستقلاله السياسي، وان تباد فورا بالطلب الى روسيا القيام بضرب داعش في العراق، وخصوصا، ان التحضير لاستعادة الموصل يجري على قدم وساق. كما وان على حكومة العبادي ان تدرك أيضا، ان لا مكان للسفير السعودي في العراق ولا لامثاله.

حماك الله يا عراقنا السامق...  

 

أ . د . حسين حامد حسين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم