صحيفة المثقف

تاريخ الرواية العربية

mugdad raheemتمهيد في تاريخ السرد العربي: لا يَعْدِمُ شعب من الشعوب أن يكون لديه سرد، وأنْ يتسربل هذا السرد بأسلوبه وطرائق تعبيره، وطبيعة تفكيره، فتنشأ لديه حكايات ومرويات متعددة الأساليب والأغراض، تبدأ بغرض توثيق حوادث التاريخ والحفاظ على الأصول، ولا تنتهي عند حدود التربية وتنشئة الأجيال الجديدة، فضلاً عن الإمتاع والتسلي، وتدلنا حفريات الأدب المقارن على كثير من التوافقات بين مختلف شعوب الأرض في الفن القصصي، في مراحل تحضرها الأولى، ولاسيما الحكايات الشعبية.

وإذا لم تكن المرويات الشعبية القديمة قد نالت ما نالته المرويات الحديثة، من تسجيل وتدوين وتوثيق، وتوافُر أدوات الطباعة والنشر وأساليب الذيوع، فإن ذلك لا ينفي الميل الطبيعي إلى الحكاية لدى شعوب الأرض جميعاً، بل يؤكد حاجتها الماسة، بل الأبدية إليها، والأمر هكذا لدى الشعب العربي في جميع مراحل تاريخه، فلمْ تخلُ حقبة من حقب التاريخ من حكايات، وروايات تنقلها الصدور بدلاً من الورق المسطور، وحتى الأمثال الشعبية كانت، وما زالتْ، تحمل في ثناياها رواية لحادثة فيها عناصر السرد الأساسية.

فإذا امتد بنا الزمان قليلاً فبلغْنا العصر العباسي فإننا سنجد أن حكايات مهمة ظهرت وتداولها الناس هي حكايات "كليلة ودمنة" التي نقلها عبد الله بن المقفع المتوفى في العام 106 للهجرة، وفي القرن الثالث الهجري انتشرت حكايات شهرزاد في ألف ليلة وليلة، وذاعت على كل لسان، في المشرق، ثم انتشرتْ إلى آفاق الغرب، فتلقفها الغربيون وأقبلوا عليها أيَّما إقبال، وتمت ترجمتها إلى جميع لغات أهل الأرض، قلا تخلو مكتبات المدارس والجامعات الأوربية من كتاب "ألف ليلة وليلة" الذي صار أشهر كتاب يُنقل مِن العربية إلى لغات أخرى، لطرافة موضوعاته وقربها من النفوس، وحلاوة أسلوبه، واختلاف أجوائه، وتمتع قصصه بالكثير من الخيال.

وفي هذا العصر نفسه نجد مَن وضعَ السرد في إطاره الفني شبه المتكامل، وشكَّله تشكيلاً فنياً لم يُسبَقْ إليه، فجعل له الزمكان والشخوص والعُقْدة، وجعلَهُ يتراوح بين الهدف التربوي التعليمي والإمتاع، ودلَّ به على ملامح مهمة من المجتمع العربي في زمانه، وسَـمَّى كل رواية "مقامة".. ذلك هو بديع الزمان الهمداني المتوفى في العام 395 للهجرة، الذي كان مُعَلِّمَ "المقامات" الأول، الذي لم يُـحرَمْ مِن أَتْباع كان أشهرهم "الحريري" المتوفى في العام 516 للهجرة في المشرق، و"السرقسطي" المتوفى في العام 538 للهجرة في الأندلس، وعن طريق الأندلس انتشر موضوع المقامة الأول "التسوُّل" إلى السرد الأوربي، انتشارَ النار في الهَشيم، وصار للروائيين الأوربيين روايات تعتمد التسول موضوعاً رئيساً لها، بدءاً بقصص "البيكارسكيه" الأسبانية، وليس انتهاء بالروايات الأوربية الحديثة.

وللأندلس فضل في التأثير في بلاد الغرب وثقافاتهم من خلال رواية حي بن يقظان للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل المتوفى في العام 581 للهجرة، وقد استلهمها كثير من الروائيين الغربيين في قصصهم ورواياتهم، وفي مقدمتهم روبنسون كروسو.

 

الثقافتان العربية والأوربية- التأثر والتأثير:

وإذا أردنا أن نَـتعمَّقَ ولو قليلاً في بدايات التأثير المتبادل بين الثقافتين العربية والأوربية، فإنَّ علينا أن نشير إلى حدثين رئيسين في التاريخ، أولهما الاتصال المباشر بين الثقافتين من خلال الوجود العربي الإسلامي في الغرب منذ القرن الثامن الميلادي من خلال إسبانيا، وأعني الفتح الإسلامي لما سُــمِّيَ فيما بعد "الأندلس"، وقد أشرنا إلى ذلك قبل قليل، وقد طال هذا الاتصال ليمتد إلى ثمانية قرون تالية، وثانيهما الغزو الأوربي لبلادنا، ولاسيما مصر والشام، ابتداءً بغزوة نابليون في القرن التاسع عشر، وبُدَلاء الدولة العثمانية بعد سقوطها، وقد حاول الغازون أن ينشروا ثقافتهم وأساليب حياتهم، فضلاً عن فنونهم الحيوية الكبرى، وكانت الرواية في أولها، لاسيما بعد انتشار الترجمة، وانتشار الطباعة والصحافة، حتى أوشك أن يكون العرب أتباعاً لهذه الثقافة وأدواتها، لا متبوعين وهم أهل الأرض، والثقافة القارَّة، كما حاول العرب المسلمون الفاتحون لبلاد الغرب، في الاتصال الأول، أن يفعلوا الشيء نفسه، مع اختلاف الأدوات والوسائل والظروف الاجتماعية والسياسية.

يضاف إلى ذلك البعثات الدراسية والعلمية تصحبها الهجرات الكثيرة والمستمرة إلى دول الغرب، ومن هنا وهناك تعلم العربُ بعض لغات الغربيين المهمة مثل الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وأخذوا يقرؤون الأدب وفنونه وما يُكتَب عنه بلغته الأصلية، فضلاً عن عمَّا يُترجَم منه إلى العربية.

ويمكن الإشارة هنا إلى تأثر جرجي زيدان بالرواية الفرنسية من خلال الروائي ألكسندر توماس الأب، والانكليزي والتر سكوت، ثم تأثر جيل كبير من الروائيين العرب بعد ذلك، بمجموعة من الروائيين الأجانب مثل جان بول سارتر ألبير كامو من الفرنسيين، وليو تولستوي وفيدرو دستوفسكي وماكسيم غوركي من الروس، وإرنست همنغواي ووليم فوكنر وأرسكين كولدويل وجون شتاينيك ودوس باسوس من الأمريكان، وفرانز كافكا من التشيك، وألبرتو مورافيا من الإيطاليين، ووتوماس مان من الألمان، ونيكوس كازنتزاكي اليوناني.

ومن آيات ذلك التأثر، على سبيل المثال، هيمنة تقنية "تيار الوعي" لدى الطيب صالح تأثراً بلورنس شكسبير، وتناول الفكر الفلسفي الوجودي كما وجدناه لدى سهيل إدريس في "الثلاثية"، ولدى مطاع صفدي في روايتيه "جيل القدر" و"ثائر محترف".

 

الروائيون العرب يلتحقون بالقافلة:

وهكذا استطاع الروائيون العرب الانضمام إلى مجال الإبداع في الرواية، فأصبح لهم إسهام فيها، وصدرتْ عنهم أعمال مشهورة، كان لها حضور في هذا المجال، وصار لها تاريخ، فإذا استثنينا رواية "أم الحكيم" التي صدرت خلال القرن التاسع عشر للروائي الفلسطيني محمد بن الشيخ التميمي، يمكن أن نشير فيه إلى زينب فواز كأول روائية برز اسمها في هذا المجال من خلال روايتها "حُسْن العواقب، أو غادة الزهراء" التي صدرت في العام 1899م، تليها الروائية لبيبة هاشم التي أصدرت روايتها "قلب الرجل" في العام 1904، ثم الروائية عفيفة كرم وقد صدرتْ روايتُها "بديعة وفؤاد" في العام 1906م، وهؤلاء الروائيات الثلاث جميعاً من لبنان، فيكون للبنان فضل الريادة في الفن الروائي، ويكون مثل ذلك للمرأة اللبنانية، أما الرواية الفلسطينية "الضحية" التي صدرت في العام 1914م، فقد نشرت تحت اسم مؤلف مستعار هو "ي".

وفي هذا العام نفسه صدرتْ رواية "زينب" للروائي المصري محمد حسين هيكل، وصار يشار إليها كأول عمل روائي حديث على الرغم من أنها لم تكن الرائدة على وجه الحقيقة، ومَرَدُّ ذلك إلى أنها اكتسبت من أصول الرواية الحديثة وقواعدها ما يجعلها في مصافّ الروايات الحديثة، وأن ما سبقها من الروايات ومنها الروايات النسوية الرائدة كانت تستلهم التراث القومي العربي، وتستمد حيثياتها ورموزها من حوادث التاريخ والقَصَص القديم، ولم تكن تنتمي تماماً إلى واقع المجتمع العربي الحديث.

ويشكل إسهام الروائي العراقي سليمان فيضي في "الرواية الإيقاظية" الصادرة في العام 1919م علامة مهمة في ولوج باب الحداثة في فن الرواية من حيث الموضوع، إذ حاول الروائي أن يستلهم ما استجد في الحياة الجديدة والمجتمعات المتحضرة، وأنْ يهيئ الأذهان إلى الثورة على الواقع القديم، تبعتها رواية "الوارث" للروائي الفلسطيني خليل بيس، وقد صدرت في العام 1920م، ورواية "الرحلة المراكشية" التي صدرت في العام 1924م، للروائي المغربي ابن المؤقت، ورواية "فتاة قاروت" للروائي اليمني أحمد السقاف، وقد صدرت في العام 1927م.

وفي العام 1930م، تصدر رواية للروائي السعودي عبد القدوس الأنصاري بعنوان "التوأمان"،

ثم يطل علينا الروائي الأردني أديب رمضان في روايته "أين الرجل، أو جرائم المال"، في العام 1935م، فينحو بالرواية العربية منحى واقعياً، وبعد عامين، أي في العام 1937 تصدر ثلاث روايات، الأولى للروائي التونسي علي الدوعاجي وهي "جولة حول حانات البحر المتوسط"، والثانية للروائي السوري شكيب الجابري وهي "نهم" الصادرة في العام 1937م، والثالثة للروائي الأردني روكس العزيزي وهي "أبناء الغساسنة"، وبعد سنتين، أي في العام 1939م تصدر رواية "سعيد" للروائي اليمني محمد لقمان.

وفي العام 1942 تصدر في المغرب رواية "الزاوية" للروائي المغربي تهامي الوزاني، وبعد خمس سنوات، أي في العام 1947م، تصدر رواية "غادة أم القرى" للروائي الجزائري أحمد رضا جوجو، ثم تلتها رواية "تاجوج" للروائي السوداني عثمان محمد هاشم، حيث صدرت في العام 1949م.

وهكذا ينتهي النصف الأول من القرن العشرين، ليبدأ النصف الثاني منه برواية "في الطفولة" للروائي المغربي عبد المجيد بن جلون، حيث صدرت في العام 1957م، ثم تلتها رواية "ثمن التضحية" للروائي السعودي حامد بن حسين دمنهور، التي صدرت في العام 1959م.

وفي العام 1961م صدرت للروائي الليبي محمد فريد روايته "اعترافات إنسان"، ثم صدرت في العام 1963م روايتان إحداهما للروائي العُماني عبد الطائي وهي روايته "ملائكة الجبل الأخضر"، والثانية للروائي شعاع خليفة وهي "العبور إلى الحقيقة"، بينما صدرت في العام 1970م رواية "كانت السماء زرقاء" للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل روايته.

ثم صدرت في العام 1971م روايتان هما "ريح الجنوب" للروائي الجزائري عبد الحميد بن هدوقة، و"شاهندة" للروائي الإماراتي راشد عبد الله النعيمي، وتسهم البحرين في فن الرواية فتصدر للروائي البحريني أمين صالح روايته "أغنية ألف صاد الأولى" في العام 1982م.

وفي هذه الأثناء وما بعدها صدرت روايات مهمة في العراق لروائيين انتقلوا من الشعر أو القصة القصيرة إلى الرواية، ويمكن الإشارة هنا إلى عبد الخالق الركابي في روايتيه "الراووق" و"مَن يفتح باب الطلسم"، وإلى علي خيون في روايتيه "صخب البحر" و"بلقيس والهدهد".

واستناداً إلى ذلك يمكننا أن نقسم النتاج الروائي العربي على عدة مراحل زمنية، بحسب الأهمية والتأثير، وكما يأتي:

 

1- المرحلة التقليدية (1800-1900م)

وقد اتسمت الروايات التي صدرت في هذه المرحلة باستلهام التراث العربي والقومي القديم، وغلبت على أبنيتها السردية الأجواء التاريخية ورموز التاريخ العربي القديم، وتمثلها رواية "حُسْن العواقب" لزينب فواز.

 

2- مرحلة التأسيس (1900-1950)

وهي تلك المرحلة التي شهدت محاولات التأسيس الحقيقي للرواية العربية الحديثة، وتأرجحت بين حالة التشويش والبعد عن القواعد الفنية للرواية الحديثة قبيل الحرب العالمية الثانية، ومحاولات الالتزام بهذه القواعد والعناصر الفنية للرواية، وتأصيلها، مع بدايات الثلاثينات من القرن العشرين، من خلال تأثر مجموعة من الأدباء والكُتَّاب بالثقافة الغربية، والاطلاع على النتاج الأجنبي في مجالات الإبداع المختلفة، ومنها الفن الروائي.

ويكاد يتفق النقاد على أن رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل تشكل البداية الحقيقية للرواية العربية الفنية، حيث حاول هيكل الاقتراب من البنية الفنية للرواية الغربية التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها. كما يمكن الإشارة إلى الروايات " قنديل أم هاشم" وعودة الروح" و"دعاء الكروان" و"القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي"، وإلى الروائيين محمد حسن هيكل وتوفيق الحكيم وعيسى عبيد والمازني ومحمود تيمور.

ومن ناحية الموضوعات تأثرت الروايات الصادرة في هذه المرحلة بالأحداث السياسية والتاريخية والاجتماعية التي ألـمَّتْ بالوطن العربي والعالم، مثل اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتأسيس عصبة الأمم المتحدة، والثورة العربية الكبرى، وإلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية، واتفاقية سايكس- بيكو، وإنشاؤ هيأة الأمم المتحدة، ووعد بلفور، والثورة الفلسطينية، ونكبة فلسطين، ثم تأسيس الجامعة العربية في القاهرة.

 

3- مرحلة النهضة (1950-1970)

وقد اتسمت هذه المرحلة بإعادة النظر في تيار الرواية من قبل الروائيين العرب، ذلك التيار الذي كان سائداً قبل نكسة حزيران وهزيمة العرب الكبرى في حرب العام 1967م، فظهرت أنماط روائية جديدة حملت معها الرغبة في الثورة على الأساليب التقليدية، تتعلق بالحبكة والبطل وتقنية السرد التاريخي، وكان لنجيب محفوظ دور بارز في هذا النمط، ثم خرج الروائيون الحداثيون على رؤية الرواية التقليدية وتقنياتها، فاعتمدوا على أسلوب الخطاب الروائي المتجاوز للمفاهيم التقليدية القديمة، ولاسيما في عصور الرواية الكلاسيكية والرومانسية والواقعية الجديدة.

وخير من يمثل هذه الحقبة فضلاً عن نجيب محفوظ: صنع الله إبراهيم وحنا مينا وجمال الغيطاني وأدوارد الخراط والطيب صالح وبهاء طاهر وإيميل حبيبي والطاهر وطار وعبد الرحمن منيف، وتقف أمامنا الرويات "الثلاثية" و"رجال في الشمس" و"الزيني بركات" و"أنا أحيا" و"موسم الهجرة إلى الشمال" و"النخلة والجيران" و"العودة إلى المنفى" و"السقا مات" و"الدقلة في عراجينها" و"السائرون نياماً" و"الحرام"، شواهد على هذه المرحلة.

 

4- مرحلة التحول (1970-1990)

وقد شهدت هذه المرحلة أنواعاً أخرى من الأحداث والانتكاسات، كحرب أكتوبر، واتفاقية كامب ديفيد، والحرب الأهلية اللبنانية، ومذابح صبرا وشاتيلا، والحرب العراقية الإيرانية، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فكان لها أبعد الأثر في الرواية العربية، وموضوعاتها، وأساليب تناولها، وتنوع تقنياتها السردية.

ويمكن الإشارة إلى روايات دالة على هذه المرحلة مثل "البحث عن وليد مسعود" والحرب في بر مصر" و"الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس" و"المتشائل" و"الزمن الموحش" و"رامة والتنين" و"حدَّث أبو هريرة قال" و"كوابيس بيروت" و"الوشم" و"الرجع البعيد" و"ليلة السنوات العشر" و"ذاكرة الجسد" و"الخبز الحافي" و"طواحين بيروت" و"الاعتراف" و"سلطانة" و"مالك الحزين" و"الرهينة" و"لعبة النسيان" و"ريح الجنوب" و"عائشة"، و"صخب البحر" و"العزف في مكان صاخب".

 

5- مرحلة التحدي (1990-2010)

شهدت هذه المرحلة أحداثاً مهمة في تاريخ الوطن العربي، أهمها: حرب الخليج الثانية، واتفاقية أوسلو، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والاحتلال الأمريكي للعراق.

وقد مثلت هذه المرحلة روائياً الروايات: "شرف" و"المجوس" و"الشراع والعاصفة" و"سأهبك مدينة أخرى" و"الحب في المنفى" و"دار المتعة" و"الأفيال" و"العشاق" و"وكالة عطية" و"تماس".

 

6- مرحلة الآفاق الجديدة (2010-2015)

وهي المرحلة التي شهدت ما اصطُلِح عليه بـــ"الربيع العربي"، وانتشار أساليب الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد صدرت فيها أعداد كبيرة من الروايات العربية، أكثر مِن أنْ تُحصى، في داخل الوطن العربي وخارجه، واتسمت بتنوع الموضوعات، والحرية في التناول، وتباين أساليب السرد وتقنياته.

 

روايات الربيع العربي:

شكلت ما يسمَّى بـــثورات "الربيع العربي" مادة روائية خصبة للروائيين العرب، ولاسيما في البلدان التي شهدت تلك الثورات، فعن الثورة المصرية صدرت عدة روايات أهمها رواية "ناشطة سياسية" للروائي سلطان الحجار، و رواية "ورقات من دفتر الخوف" لـلروائي أبي بكر العيادي، ورواية "أجندة سيد الأهل" لـلروائي أحمد صبري، ورواية "ثورة العرايا" لـلروائي محمود أحمد علي، ورواية "مدينة لن تموت" للـروائي يوسف الرفاعي، ورواية "انقلاب" للـروائي مصطفى عبيد، ورواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للـروائي خالد خليفة، ورواية "ثورة المحروسة" للروائية علية بدوي، ورواية "الهواء يهب في يناير" للروائي علي عباسي.

وعن الثورة الليبية صدرت للروائي الليبي إبراهيم الكوني روايته ""فرسان الأحلام القتيلة"، وللروائي المغربي محمد سعيد الريحاني روايته "عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشاً"، وللروائي السوداني معتصم الشاعر روايتاه "أهزوجة الرحيل"، و"في انتظار السلحفاة".

وعن الثورة التونسية صدرت للروائي التونسي كمال الرياحي روايتاه "الغوريللا" و"عشيقات النذل"، كما صدرت للروائي مرعي مدكور روايته "ما فهمتكم"، وللروائي التونسي حكيم بن رمضان روايته "بائع الهوى".

أما الثورة السورية فقد كتب عنها الروائي السوري عدنان فرزات روايته "كان الرئيس صديقي".

أما الروائي الجزائري رشيد بوجدرة فيؤلف رواية يسميها "ربيع" ليرفض من خلالها ثورات الربيع العربي جملةً.

 

الاتجاه الرومانسي للرواية العربية:

لعل الاتجاه الرومانسي في الرواية العربية لم يقف عند حد معين، ولا ظهر في حقبة دون أخرى، بل نجده ظاهراً موجوداً في جميع الحقب التاريخية، ولكنْ بنسب متفاوتة من الكثرة والقلة. وقد رأينا الرواية الرومانسية العربية حاضرة في تلك الحقب وحتى الآن، ويمكن أن نشير إلى مجموعة روايات منها: "قصة حب" لـيوسف إدريس، و"شجرة اللبلاب" لمحمد عبد الحليم عبد الله، و"دعاء الكروان" لطه حسين، و"إبراهيم الكاتب" لإبراهيم عبدالقادر المازني، و"نقطة النور" للروائي بهاء طاهر الحياة، و"الاسود يليق بك" و"ذاكرة جسد" للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، و"فلتغفري" و"أحببتك أكثر مما ينبغي" للروائية السعودية أثير العبد الله، و"رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان".

 

روايات الخيال العلمي العربية:

أما روايات الخيال العلمي العربية فيُعدُّ نهاد شريف الرائد فيها في مصر، واستحقَّ أن يطلق عليه لقب "عميد كتَّاب الخيال العلمي في الوطن العربي"، فقد ألَّف مجموعة من الروايات في هذا الحقل، منها "قاهر الزمن (1972)، و"ابن النجوم" (1997)، على الرغم من أن توفيق الحكيم قد ألف روايتين في الخيال العلمي هما ""في سنة مليون" و"رحلة إلى الغد"، كما كتب مصطفى محمود روايتين كذلك هما "العنكبوت" (1965)، و"رجل تحت الصفر" (1967).

كما اهتمت الروائية المصرية أميمة خفاجي بكتابة القصص والروايات التي تتناول موضوع الخيال العلمي، ويمكن الإشارة إلى روايتيها "جريمة عالم" الصادرة في موسكو في العام 1990م، و"البعث" الصادرة في العام 2004م.

وللروائية السورية لينا كيلاني إسهام فاعل في رواية الخيال العلمي، حيث ألفت مجموعة كبيرة من الروايات في هذا المجال أهمها: "سندريللا 2000) التي صدرت في العام 1996م، و"الرأس المفتوح"، و"العمر الوضاء في جزيرة الفضاء".

وفي الكويت تتصدر الروائية طيبة أحمد إبراهيم هذا النوع من الكتابة، وتُعد الرائدة فيه، حيث أصدرت مجموعة من الروايات أهمها: "الإنسان الباهت" (1986)، و"الإنسان المتعدد" (1990)، و"انقراض الرجل" (1990)، و"لعنة المال" (1994)، و"ظلال الحقيقة" (1995).

وينضم العراقي المغترب قصي الشيخ عسكر إلى ريادة الخيال العلمي في الرواية في العراق، فيضع مجموعة من القصص والروايات، ويجمعها في كتاب واحد تحت عنوان "روايات وقصص من الخيال العلمي" صدر في العام 2010م.

 

د مقداد رحيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم