صحيفة المثقف

الشر يشهر سيفه من حديد

abdulkhalik alfalahيعود البعض من اعضاء وموالي حزب البعث في مجلس النواب بالوقوف امام امرار قانون تجريم هذا الحزب البغيض من جديد . ومن هذا المنطلق نرى ان على رئيس مجلس النواب اسكات اصوات الشر والتي تمثل عائقاً مهماً امام تطلعات الشعب العراقي من خلال تمرير القوانين ومنها (قانون تجريم حزب البعث)

والاخرى المهمة التي تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر لتحسين ظروفها المعاشية والاجتماعية والدفاع عن المظلومية التي طال الشر ابنائهم من كل مكوناته ووقوفه بالضد امام ارادتهم وحقوقهم..لقد حكم حزب البعث الشوفيني البلد خمسة وثلاثون سنة بالنار والحديد وارتكبت العشرات من المجازر الدموية وقتل الملايين من ابناء شعبنا وبالجملة وبدون ذنب يذكر من كل الاطياف الدينية والقومية وبكل قوة وقسوة وبطش وبأساليب همجية . واليوم وبعد السنين التي زادت عن العشرة التي مضت من سقوط الطاغية وحزبه وازلامه والتغيير الذي حصل تنتظر الامة قرارات مهمة ومصيرية تحفظ حقوقها وتدافع عن الخسائر التي لحقت بأبناء هذا الوطن الجريح وتعيد له جزء من الحقوق المهظومة وتحديد الاولويات والابتعاد عن القرارات الاستهلاكية التي لاتشبع من جوع ولاتسمن والعمل من اجل تثبيت حقوقه ومصيره بحسب ما يرضي الضمير والعقل وهذا الذي لم نشاهده في مجلس النواب العراقي لوجود قنابلة موقوتة فيه إلا الخطوات القليلة والترقيعية والخجولة وبالعكس شاهدنا من هو في المجلس يقف الى جانب الظالم ويدافع عن القاعدة وازلام البعث وخاطب ساحة الاعتصامات ويقف امام تحرك الجيش العراق والقوات الساندة له واتهامات ظالمة بحقهم والتي فتحت ابوابها لايواء عصابات القاعدة والبعثيين والحركة النقشبندية الذليلة وبدعم خارجي وصاروا يوالون بلداناً خارجية واقليمية وتحريك الشارع واتهام الحكومة بتهميش طائفة معينة وتصدير الطائفية الينا لانها تريد تفتيت الدولة والدخول الى العراق من باب التعاطف مع اخوة لنا نعتز بهم ويعتزون بنا عشنا على الخير معاً وزج البلد في مخاطر تعيشها المنطقة وسط تحديات اقليمية كبيرة وان يوجه المواطنين العراقيين اسلحتهم لصور بعضهم الاخر وباطراف مخابراتية واموال مستمدة الدعم من دول عربية طامعة بخيراته وعلى رأسها السعودية وقطر وتركية والمخابرات الاسرائيلية وبتوجه امريكي وهذه لعبة لاتنطوي على شعبنا ولايصلون الى اهدافهم وهم لايمثلون إلا فئة قليلة باغية .

والطبيعة العراقية وبحكم القوانين الطبيعية والمجتمع ستزيح هؤلاء من امام التقدم الذي تخاف منه هذه الدويلات لشعبنا... حيث تخاف من نفطنا ...واقتصادنا ...ومجتمعنا... وتاريخنا عبر العصور. وليعلم الحالمون بعراق ممزق ان قوى الخير والسلام لايفرقها الاختلاف السياسية والمذهبي والقومي وان اختلافهم نعمة الهية وتزيد من ثقافتهم ومعرفتهم ووحدة كلمتهم على عكس ما نشاهده بين قوى الشر والظلام والارهاب حيث يزدادون فرقتاً واهداف نابعة من خلوها من الضمير الحي والانساني وهمهم قتل الناس ومن يختلف معهم ولايمكن لهذه القوى الشريرة من تشويه ثقافة الترابط الاخوي الذي يجمع افراد الشعب بكل اطيافه ومكوناته وشعورهم في الدفاع عن الوطن ومحاربة الظلام والشر والكل يعلم بأن الكثير من الساسة لايتحرجون بالمطلق من عودة رجالات البعث الى الواجهة من خلال وقوفهم امام تمرير قانون(تجريم البعث) وهو مطلب جماهيري ودستوري وعدم طرحة للتصويت بعد ان تم قرائته في المجلس القراءة الاولى والثانية وفشل المجلس من اقرار القوانين التي تخدم جميع ابناء الشعب وباعتراف نواب من المجلس انفسهم وعدم التعاون مع الحكومة واصبحت للعراق رؤساء جمهورية ورؤساء وزراء والازدواجية بالتعامل مع القوانين داخل المجلس وهما يخوضان حرباً ضروساً هالكة فاشلة يعيق اداء الدولة بل عطل كل مفاصل الحياة منها . وهذا الامر الخطير يتطلب حسمها من خلال حكومة اغلبية سياسية وطنية غير طائفية وتمثل كل مكوناته وضرورة تعديل الدستور للقضاء على المحاصصة والتقاسم في المسؤولية والتي تم بناءها بطرق غير سليمة وغير صحيحة واثبتت تجربة الحكومات المتعاقبة التي جاءت خلال السنوات الماضية التي تلت التغيير بأنها غير مجدية ولم تأتي بأكلها ابداً..كما يجب الابتعاد عن الدعوات لتقسيم العراق من جديد والتي يعمل عليها على اساس طائفي لانها تشكل فتنة والغاية منها تشتيت الوطن وترتبط بمشاريع واجندات خارجية لاتعرف الديمقراطية والحرية وتتحدث بأسمها وتطالب بها لدول غيرها وتحكم شعوبها بالنار والحديد... ان البلاد تشهد عمليات جدية للقضاء على عناصر الاجرام مثل القاعدة والبعثيين ودوائرهم المشؤومة ويزداد التلاحم الاخوي بكل قواه يوماً بعد يوم صلابتاً لمواجهة اعداء وحدته.وهكذا المطلوب اليوم التقارب المصيري للقوى السياسية فيما بينها وتركهم الخلافات والعودة الى الدستور لحل القضايا العالقة بين اقليم كردستان العزيز والحكومة المركزية والعمل يداً بيد للبناء والاعمار بعد الجفاء المؤقت بينهما واحساسهم بالمخاطر التي تمر بالبلد والتي تريد مصادرت حريته واستقلاله واعادته الى حاضنة الاستكبار والذل ... والتقارب كان شعوراً بالمسؤولية و ضربة موجعة لكل من يفكر بتقسيم العراق واسقاط العملية السياسية....سلاماً ياعراق الخير والمحبة...سلاماً ياارض العطاءات والخيرات.

 

عبد الخالق الفلاح

كاتب واعلامي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم