صحيفة المثقف

ايها الكاتبون: لكم رأيكم ولي رأيد

abduljabar alobaydiكل الكُتاب والفلاسفة يختلفون فيما يكتبون ويفلسفون نزوعا الى التجديد او أبقاء القديم على قدمه بما يعتقدون ويقصدون، او شوقاً الى الاصلاح والأنصاف أو التدميرالى ما يرغبون، اليس ما تلمسهُ ايها القارىء اللبيب حين تقرأ للمختلفين من الادباء وفلاسفة الزمان أحساس المختلفين ...؟.

للمفكرين والفلاسفة افكار تختلف وتتضارب حتى في البديهيات، قسم منهم يصرون على التقليد والقديم ويرون فيه اصالة البعيد، والقسم الاخريتهادون في الفضاء العالي ليهبطون مطرا يُسَير الجداول في البحار ثم يتصاعد مرة اخرى ضباباً نحو الاعالي ليأتي بالمطرالجديد ليسقي الزروع على مرر الزمان.

المتزمتون التقليديون لهم أبراجهم المتينة التي لا تهزها الأنواء ولا تحركها العواصف، وللاخرين أفكارهم وفلسفتهم اعشاباً لينة تميل الى كل ناحية كلما صادفتها ريح لتجد في ميلانها بهجة وسرورا ينفع ولا يضر يسر الناظرين، يتفاعل مع الزمن ولا يجمد ولايتوقف، فهو نهر جارىٍ مع الحياة... القديم فكرلا يَتغير ولا يُغير، والجديد فكر يأتي كل صباح وكل مساء بفكر جديد.

افكار القديم يَصرعُ فيه القوي الضعيف، ويحتال الوقح على الساذج، ليأخذ منه حقه دون وسيط، والجديد هو ان يحرث الأرض ويستثمرها بفأسه ليبني بيتا فيها من الحجارة والطين، وينسج ثوبا من الكتان ليكسي به نفسه وكل الأخرين .

فكرالأول المتعنت يصاهر الجاه والثروة وحكم الأقوياء وقد يصبح عبداً لهم، والجديد يتكل على النفس ليطرح المراد سمعة وشهرة للعادلين، ويبقى الاول يهرول خلف الرفعة والتعالي، بينما الاخريمشي في دروب السلامة والشوق الى الاستقلال دون امر عنيد.

 الاول له فكرالموظف الكبير صاحب اللقب الرفيع، والثاني له فكره ان يكون خادما لشعب عَصَرهُ الباطل الكريه في مجتمع واحد لا فرق فيه بين انسان مجرم وأخر من جنسه لبيب .

الاول يهرول خلف أمرأة حسناء ...قبيحة، فاضلة، عاهرة، حاذقة، بليدة، كيفما تكون، اما الثاني يكون وراء كل أمرأة والدة كل رجل، أو أخت لكل رجل، عفيفة صادقة مخلصة لوطنها والانسان مع كل رجل مخلص عفيف.

الاول يكون ولا يبالي رفيقا لكل لص مجرم، خبيث، عقوق، لكن الثاني يقول :انما اللص صنيعة المُحتكراللئيم، والمجرم خليقة الظالم، والقاتل حليف القتيل، والخبيث ثمرة العربيد، والعقوق نتيجة الصارم، والغني ثمرة السرقة ...فرق بين الأثنين كبير.

فكر الاول مَحاكم الاقوياء والسيف، بعدها قضاة وعقوبات، ومخبر سري لئيم، والثاني يركض خلف الناموس الأساس، كي لا يطارح المنطرحين في الأوحال، الاول لا يهمه القيل والقال، وهو مغمور بالأوحال، والثاني يفاخر بترفعه الأنساني الذي يفاخر بعصمته، عصمة الحياة.

الاول يركض وراء الفنان والفيلسوف والنابغة ورجل الدين اللاا نسان، والثاني يمشي خلف الأنسان الودود، المُحب، المُخلص، الصادق، المستقيم، العارف، المضحي للجماعة والوطن والأنسان.

الاول مع الموسوية، البرهمية، البوذية، المسيحية، الاسلام ونقصد مع اشخاصها المنحرفون لا معها..أما الثاني مع الكافر،، المشرك، الدهري،، الخارجي، الزنديق لكن مع المؤمن بعقله وروحه بالعدل وحقوق الأنسان، لأنه واهب الحياة للأنسان. الفرق بين المؤمن والكافر لا يحدده دين الانسان، فالقرآن يقول : (لكم دينكم ولي دين ) . من قال لك ان المسلم سيدخل الجنة ... والكافر سيدخل النار، العكس هو الصحيح في أعراف الرب، والأخلاص، والوفاء للوطن، وعدالة الانسان هي المقياس.

الاول فكره مع السياسة والحزب، والتقارير، والواشي من معدومي الضمائر، والكُتل الباطلة في البرلمان، والوزيروالأخر الخائن للعرفان، والثاني مع العمل والاخلاص له، مع الوفاء للوطن، والتضحيه له في البيت والمدرسة والمكتب وحتى في الصولجان .

الاول يتمثل فكره في الفاتحين .. النمرود، ونبوخذنصر، والأسكندر، وقيصر، وهانيبال، ونابليون، وهتلر، والنتن ياهو، والثاني مع كونفيشيوس، وسقراط، وافلاطون، وعلي، وابن الرومي، وكوبر نيكوس، الاول يؤمن بقانون القوة والثاني يؤمن بقوة القانون .

الاول فكره يؤمن بالبندقية والسيف والغازات السامة وتخريب المدن والأوطان، وسرقة اموال الفقراء والمساكين، كما هم عندنا اليوم، والثاني فكره يؤمن بقوة الحق، وعزم الحقيقة،، فهو الغالب في النهاية ويسكن مزارع الرياحين، كما في ماليزيا اليوم .

الاول فكره جالس على عرش من الجماجم، كجلوس عبدالله بن علي العباسي على جماجم الامويين يحتسي الشراب، الثاني فكره يتجول مع الزهور والنفوس البريئة يشم رائحة البنفسج. الاول فكره متألق بين القتلة والمجرمين ومغتصبي الحقوق من الاخرين..دون مراعاة لأنسانية الأنسان كما في سراق المال العام في وطني العزيز، والثاني يتعايش مع أحبائه في مسقط رأسه هانئاً وديعا لا يُسائل في ضجرالأزمان.

الم ترون الأول يعيش بين من يعيشون بينكم اليوم وهم خونة وقتلة ومجرمون وسراقون وضائعون وبائعو وطن، يخافون حتى من خيالهم، مختبئون في مناطقهم الجرباء يخافون من هفيف سعف النخيل، ويتحملون كل شتيمة الزمن، والثاني مع من هم قانعون و مرتاحون ملىء جفونهم راحة البال وسعادة المآل..لماذا؟.

لان الأول يعيش بقانون القوة وفساد النفس والضميروظلم الانحراف، والثاني بقوة القانون ووضوح الرؤية وعدالة السماء؟

ايهما الأحسن والأفضل .. الاول ام الثاني؟

اخي القارىء لك الخيار.. فيما تختار..؟ فقد قال الرب: "لكم دينكم ولي دين"؟ .

 

عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم