صحيفة المثقف

التورية والنمطيّة المحسوسة.. الشاعرة الكندية إيزابيلا كرفورد في قصيدة: روز

adnan aboandolisبتسمية مجردة من إضافة،عنونة الشاعرة قصيدتها بـ – روز – قد يتبادر إلى ذهن القارئ حالاً، أن هذا العنوان يحمل إسم أُنثوي، ربما تكون الشاعرة قد كتبت قصيدتها هذه وأهدتها إلى صديق – بتورية الإسم فقط، فـ روز – كلمة منغمة بحروفها الثلاث المنفصلة،تحمل إيقاعاً منساباً بموسيقاه حين التلفظ بهِ، حرف الواو هو الفاصل بين تعاشق حرفي – ر \ ز، فهو أي حرف الواو المنغم بينهما . لو عدنا إلى جذر الإسم ومعناهُ – يقال أنهُ اِسم يوناني ومعناهُ- وردة،لكنهُ يلفظ بلكنة متداولة عالمياً بلغات أخرى ومشتقاتهِ – روزة – روزا – للتحبب بجمالية اللفظ المتطابق  مع المفردة رّوز –  العربية والتي تعني – الّرزن – المقدار في جناس كامل،لكن المعنى متفاوت وليس المراد منهُ المعرفة كـ معنى، بل مقارنة للتشابه بينهما شكلاً . فهذا يبعد الجذر اللغوي لمعنى الاِسم تقول :

أعطيت T سعادة روز للاِنسان تلك

هو، يرى فجأةً

في السنوات اللاحقة

يجب أن نتذكر سريعاً

العالقة، أول قبلة الحب

ومشاركة الدموع العالقة في الحزن

ترتكز معظم نصوصها على مفردة تناور بها وتبقى متأرجحة،تختفي حالما يوغل المتلقي في النص،ثم تظهر فجأة لختم القصيدة قبل كشف المراد منهُ،هذا القصد تعتبره غموضاً محبباً لديها، أو هو ربما تورية مفتعلة تراها قد غطت المتن المكشوف بغمازة للتجمل تموه خيالاتها ببعضٍ من الأساطير كي تضيع  على الدارس الكشف الجزئي لروح القصيدة،وهذا شأنها في أكثر كتاباتها النثرية،حيث في قصيدة – روز – يلاحظ – أعطيت وليس أهديت – للتأرجح والمناورة فـ حرف-  -T ربما تعني top- - هي قمة – عليا من السعادة الحقيقة لذلك الاِنسان كهدية – وردة في عيد الحب – فالتذكر العالق هو – القُبلة – كنمط متعارف عليهِ بين الأحبة – والدموع العالقة هي قاسم مشترك بينهما :

أو،كونهُ أعمى، ينبغي أن يشعر روح الحنين لها

متماسكة بكل العطور

ثقب جولة بلدهِ

حتى أنهُ يجب أن ترى على التمرير

وافرة في الذاكرة

كل الورد أنه معروفاً

افتراضية بـ أو – للتخير بين حالتين – شخصين – كون الوردة مهداة للمبصرلوناً و للأعمى رائحة،فالشعور الكامن في الأعمى – يلتمس منه الحنين – دون الرؤية،فشعور الأعمى بالعطر الكامن والنافث عمقاً – هو يتحسسهُ دون الرؤية، التماسك مرتكز على حالة الإستذواق – الحسّي – الشّم – فالعطر محسوس دون مشاهدة،ربما يرى هنا بـ تراسل الحواس العاملة في هذا المقطع المميز بنقد الشاعر – لويس دوديك يقول: أن الشاعرة ركيكة الإسلوب – جوفاء – رتيبة النظم سطحية لا عمق فيها، نصوصها ركيكة – نمطية، فمشاعرها تجاه الآخر مزيفة مبنية على تشكيل الأساطير، وبتوظيفها تتبع نمطاً في تصوير العالم على أنهُ ساحة معركة بين الأضداد مثل – النور والظلام \ الخير والشر \ البقاء والفناء – هكذا تبنت النمطية كخصوصية تتوسم بها رؤاها أبداً. 

 

عدنان أبو أندلس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم