صحيفة المثقف

تَبَّـــاً لِذَاكِرَةٍ قـَـــدْ أغْفَلَتْ قِمَمَــاً ...!!

karem merzaمقاطع من قصائدي

بين الذوق العربي وذمّة التاريخ..!!

 


 

تَبَّـــاً لِذَاكِرَةٍ قـَـــدْ أغْفَلَتْ قِمَمَــاً ...!! / كريم مرزة الأسدي

 

مقاطع من بعض قصائدي غير منتقاة، وإنما مختارات كعيينات، أتركها للذوق العربي وذمّة التاريخ !!!

1 - من قصيدتي: (يا لعبة الأقدار) - البحر الكامل التام:

 

عَرَقٌ،عِصَارَةُ فِكْرِنَا مـنْ رَيِّهِ **** وَرَدَتْ، فَدَكّتْ خدْعَةَ الْمُتَبَلَّدِ

يَا نِصْفَ قَرْنٍ صَدَّ مِنْ كَيْدِ العِدَى* كَيْ تَقْفِزِيْ فَوْقَ الدُّجَى الْمُتَلَبِّدِ

فَتَثَقّفَي بِالْهَابِطَاتِ، فَمَنْ دَرَى** زَهْوُ الجّهُوْلِ يَضِيءُ مِمَّا يَرْتَدِي؟

يَا لُعْبةَ الأقْدَارِ لَا تَتَرَدّدِي **** زِيْدِي بَلَاءً مـَـــا بَدَا لَكِ وَانْكِدِي

فتشرّبي نسغَ الخساسةِ ضامراً*** شوكَ القتادِ، وكــافراً بالمحتدِ

وتهـوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري**صبّي جحيماً وابْرقي ثمّ ارْعدي

بيعي الشهامةَ والمروءةَ وَابْخسي* وبصولةِ الأشرارِ قومي وَاقْعدي

لاتختــــــشي منْ دهرِكِ متقزّمـــاً** فإذا كبــــا قزمٌ بحوْلكِ صعّدي

 

2 - من قصيدتي: (تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــاً ...!!) - البحرالبسيط:

 

هدْهدْ بشعركَ مــــا أهــدتْ ليالينا ***باتتْ ثقـافتـُنا تغــري أغـانيننا!!

وغضّتِ الطـّرفَ عنْ نون ٍوما سطـَرتْ **أقلامُها للنهى والذّكر ِتبْيينا

كأنَّ بغدادَ ما كانتْ بحاضرة ٍ** ولا الرشيدً، ولا المـــــأمونَ ماضينا

فـ (دار حكمتِها) تاهـتْ نواجزُها ** بـحاضراتٍ تعرّتْ مـــــن مآسينا

إنّـي أعــــرّي زماناً بَيْعــــهُ أفقٌ ** للحالميـــنَ بنهـــبٍ مــن أراضينا

إنَّ الــدنانيرَ حيــنَ العودِ داعبها ***توهّمتْ، فـزهتْ زهـوَ المُغنـّينا

تبّـــاً لذاكرةٍ قــــد أغفلتْ قممــاً*** مـــن العلوم، ونخلاتٍ لــوادينــا

لا تعذل ِ القـومَ نسياناً، فيومهمو** نهْب الصراع، فما يدريكَ يدرينا!

ما بالهم رقدوا عن أنفس ٍنهضتْ** يـومَ النضال ِ، وما كانت شياطينا

الفكرُ سلطانُ أجيال ٍ،ومـا نجبتْ ** واللحدُ يتربُ للجهل ِ الســـلاطينا

شــاد (المعرّي) بشدو ٍحين قينتهُ* في(دار سابورَ)، قد لاقــتْ معرّينا

 

3 - من قصيدتي: (مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبــــدعُ ..!!)  - البحر الكامل -:

 

مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ ***تتزعْـــزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ

لنْ ترْكعَ الهاماتُ حتّى حتفها **خسئ الذي والى سواكَ ويركعُ

يا موطني قدْ كان أمسكَ ساطعاً **إنْ زلَّ يومكَ،ذا غدٌ فستسطعُ

يا موطني كمْ ذا حسبتكَ  جنّتي** منْ بعدِ أرضِك كلُّ أرضٍ بلقعُ

روعاً لنفحكَ،إذ يطلُّ صباؤه**يهبُ الحياةَ وأنـــــتَ أنتَ الأروعُ

يكفيكَ فخراً أنْ تهـزُّ قوادماً **** كالنسـرِ يشـمخُ للسـما، إذ يقلعُ

يا حنكة الدّهـرِالذي في أعصـرٍ*** قـــد كان وتـرَ زمانهِ لا يشفعُ

هذي هـي البيداءُ شرعٌ تُربُها **** وطـــنٌ يوحّدنا، وضادٌ يجمع

لغةٌ تفيضُ بها الخواطرُ لمحةً ** تــأتي القوافي، والقريضُ يقطّعُ

.................................

يا أيّها الشّعبُ الذي يتوجّـــــعُ **** ممّـــــن يعيشُ بتخمةٍ ويشبّعُ

عاثوا فساداً بالبلادِ وأهلِهـــــــا ** فلكلّ لــصٍّ في لصوصهِ مطمعُ!

حكموا وما حكموا بعدلٍ يُرتــــجى* طاغوتهمْ قــــدْ شطّروهُ ولعلعوا

مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـــــــدعُ*** تتـزعْزعُ الدّنْيـا ولا  تتـزعْزعُ

....................................

خمسون عاماً قد صففنا  جُهْــدها * وجهادها دمّـــاً لمـنْ  يتــربّعُ

نحنُ - وإنْ طالَ البعادُ - بقربهم** ولسانُ حال الشعبِ لا يتضعْضعُ

نرمي تفاهات الحياة لأهلهـــــــا ** وطــنٌ يُباعُ، وعيــنُ غيبٍ تدمعُ

مالتْ عليكَ الحادثــــاتُ وتبـــدعُ** تتـزعْزعُ الدّنْــــــيا ولا  تتـزعْزعُ

 

4 -  ومن قصيدتي (أيَا بَغْدَادُ يَا حِلْمَاً صَبُوْرَاً) - من البحر الوافر:

 

أيَا بَغْدَادُ يَا حِلْمَاً صَبُوْرَاً *** تُفَاخِرُ كُلِّ ذِي حِلْم ٍ رَزِيـْـنِ

وَيَا بَغْدَادُ يـا أمَلَاً كَبِيـْـرَاً **** تَقُوْلُ لِعِزّةِ الْأيّامِ: كُوْنـِي

..................................

أنِيْنِي يَا عِرَاقُ مِنِ الْحَنِينِ*** فَيَا لَهْفِي عَلى مَرِّالسّـنِيْن ِ

وَيا عِزّي إذَا الْأيّامُ جَارَتْ*** وَيَا أمَلَي إذَا خابَتْ ظِنُوْنِي ِ

خَبَأْتُكَ بَعَدَ لَأيٍّ فِي فُؤَادِي* وَإنْ تَاهَتْ شِمَالي عَنْ يَمِيْنِي

فَمَهْلَاً أيُّهَا الشّادِي بِحَدْوٍ *** لَقَدْ فَطـّرْتَ قَلْبَـكَ بِالْحَنِيـْـنِ

وَلَوْ أجْرَيْتَهُ طَلْقَ التّحَدِّي** لِأدْمَعْتَ السّوَاجِعَ فِي الْغُصُوْنِ

عَلَى وَطَن ٍيُرَاقُ دَمَاً وَدَمْعَاً *** وَعَبَّ ثَرَاهُ بِالْخَيْر ِالثّمِيْـنِ

سَلَامَاً أيًّهَا الْغَافِي سَلَامَاً *** عَلَى ثَدْي ٍ مِنِ الْبُؤس ِالْهَتُوْنِ

 

5 - من قصيدتي: (وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!)، من وحي تكريم مؤسسة (المثقف العربي) بمنح درعها الثمين لكاتب هذه السطور - البحر البسيط  -:

دَعْ عَنْكَ مَا ضَاعَ مِنْ أَيَّامِكَ النّـُجَبِ*وَعِــشْ بِدُنْيَاكَ بَيـْنَ اللهِ  وَالْكُـتُبِ

كَفَاكَ جِيْلَانِ عُمْرَاً رِحـْتَ تَحْمِلُهُ ** بَيْنَ الضِّيَــاعِ وَبَيْنَ الْحَاقِدِ الْخَرَبِ

لَهْفي على زمنٍ قد فــاتَ مطلبـهُ**لمّــا أصابكَ شركُ النصْبِ والكَذِبِ

هـا قد مضى أفـقٌ في طيّهِ نكدٌ ** وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ

ياصاحِ لا ترتجي من شاعرٍهزلاً*جـدّي بجدّي،وجدّي في ذرى اللعبِ

لقــد كهلتُ، ولا فـي سلّتي عنـبٌ** حاشكَ لستُ بذي لهـوٍ ولا  طربِ

هـَــدّ ُالزّمـانِ لجسمي لا يطوّعني**ولا أقـــرُّ لطـــولِ الشوطِ  بالتّعبِ

حتّى سموتُ ولا في قادمي كللٌ**ها ...قد وردتُ عيونَ المنهلِ العذبِ

يا بسمةَ الدّهرِ تحدو بينَ أبحرها** ما ذقـتَ ذرعاً ببحرٍ لجَّ فِـي اللُجب

هذا البسيطُ  بسـيطاً بـتَّ تعقـــدهُ* طــوعَ البنانِ كهتن الهاطلِ السّــحبِ

 

6 - من قصيدة الشهيد -  البحرالبسيط -:

لا يَعشقُ اللهَ إلا الحـرَ ُوالشـــّهدا **لولا اللحودُ وخوفُ الموتِ ما عُبدا

لـولا اليقينُ بـأنَّ الحتــفَ يُعجلنـا*ما بينَ غمــضـةِ عين ٍما ورعتَ غدا

سبحانَ مَـنْ أودعَ الأيّـامَ حكمتهُ ** مِنْ بيــنَ أسلافنا جرّ الردى عــددا

لا تجــرع ِالضيمَ واقـذفْ من مرارتهِ *وعـشْ بدنيـاكَ فــوّاراً ومـتـقدا

أقحمْ بصدركَ كالزلزال ِإذْ رعـدا**واقذفْ بقلبٍ إذا يهتــــزّ ُمُـرتعــدا

هذا الشـّهيدُ لقدْ عطرتهُ شـيمـاً** مِنْ نعلهِ مَـنْ يُسامُ الخسفَ راحَ فدا

وذدتَ حوضكَ منْ أدناسهِ حنقاً ***وكلّ صـخرةِ قــاع ٍتقذفُ الزّبــدا

سنرفض الكأسَ إن الكأسَ مقذعة ٌ** نستنزعُ الأفـكَ من أوباشهم قـددا

من ذي الفقار ِسنحسمُ مَنْ يفرّقنا *ومن حسين ٍسنوري الزّندَ إنْ خمدا

 

7 - من  قصيدتي: (أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا) - من البحر الكامل-:

 

أشددْ بأزركَ كي تكونَ الغالبا *** لا يسمعُ  الدّهرُ الأصمّ ُمعاتبا

مَنْ ذا سيفخرُ في الدنى متفرقاً *** لا بـــاركَ اللهُ التـّقرقَ سائبا

كالأ ُسْدِ اقحمْ حازماً،لاتنثني ***إنْ رمتَ أنْ تجدَ السّموَّ مُصاحبا

لا  يستقيمُ مع الزّمان ِتردّدٌ **** فالصبرُ حجَــة ُمنْ  تعوّدَ  خائبا

هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ *** وبرافديهِ،إذا ْ توهّـــجَ لاهبا

كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها**** لــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا

والحـــائراتُ الهائماتُ فريسةً ً ****لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا  راهبا

وطني تشقـّقَ أفقـُـــهُ   بأصابع ٍ *** قد زجـّها حقــــــدٌ لتغدو ثعالبا

صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّ العلا *** لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعاقبا

هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السمـــا **** ليشيرَ  نحوّ اللهِ  وجداً  ذائبـا

وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتــــهِ ** خيراً   يجودُ  سنابلاً  وأطايبا

منْ  لامني في  حبّــهِ  متجنـياً *** قــدْ زدتـُهُ  حبّـــاً  ودمعـاً  ساكبا

اللهُ  أكبرُ أنـــــتَ أولُ منْ أبــى *** ظلمَ العبـــــادِ  ولا  تفاخرُ عاتِبا

فالعدلُ  والإنسانُ مطلــــــعُ  فكرنا *** واللهُ يبقى للنفــوس ِمُحـاسبا

***

 

يا موطني ناجيتُ أرضكَ أذرعـاً **عرّجـتُ  فيكَ مشارقاً ومغاربا

من (بصرةِ الحسن ِ) التي غازلتُها* حتّى (رباطِ الفتح ِ) عشـتـُكَ جائبا

طوراً على (الأوراس) أنفـحُ طيبَهُ * أو فـوقَ (قاسيونَ) أمسي شاربا

لي في زوايــا (القيروان ِ) تفســحٌ** غرّبتـُها فـي (برقـــةٍ) متقاربا

صوبَ (الكنانةِ) إذ ْ يطـلُّ نسيمُها** كالطلِّ في ليـل ٍضربـتُ مُضارِبا

وإذا رُبى (لبنانَ) قضقضَ أضلعي** فيثيرني لفحُ (الجزيرةِ)  غـاضبا

وطنٌ  ولي في كلِّ قطــر ٍفلــذة ٌ ** مـــــنْ فكرتي ربـّيتها متنــاسبـــا

مـنْ ذا يضاهينا بحبٍّ قــدْ رسـا** منذ ُ الطفــولةِ كــان فرضــاً واجبا

 

8 - من قصيدة:(مناجاة إلى شريكة الحياة: يا أمًّ زيدٍ وطبعُ الدّهر ِينقلبُ) - من البحرالبسيط -:

 

يا أمًّ زيدٍ: وطـبعُ الدّهر ِينقلبُ****  أمرٌ مـن اللهِ ما نحيـا ونغتربُ

يا أمَّ زيدٍ: وبالآهاتِ نقتسمُ ***  كأسَ الحياةِ بنفس ٍدونها الشـّهبُ

يا أمَّ زيــدٍ: وما الدّنيا بخالدةٍ ****ولا العبادُ إذا مـا تُرفـــعُ الحجبُ

يا أمّ زيدٍ:عقولُ الناس جارحةٌ*** والسمُّ بالنابِ،  والأياّمُ مــا تهبُ!

يا أمَّ زيدٍ وليسَ الموتُ منقصة ً**النّـقصُ في الناس ِإدْ للموتِ تقتربُ

جمْعُ الخلائق ِفي قرن ٍتعودُ إلى*** تربائها ثمَّ تبعث ُغيرَهـا الحقبُ

دعْ هذا وذاك الربعَ من لَعَـبٍ *** فليس منكَ إذا هامــــتْ بهمْ لُعبُ

لا ينفعُ المشمخرَّ الرأسَ رفعــتـُهُ ** فالرأسُ ذراتـُهُ الغبراءُ والذ ّنبُ

أينَ المفرّ ُ؟ خيوط ُالســرِّ خافيــة ٌ ** كلٌّ إلى أمرهِ المحتوم ِينسحبُ

 

9 - من قصيدتي: (وَصَارَ الْعِرَاقُ مَآسِي الْبَشَرْ) - البحر  المتقارب -:

 

أتبقـى رهيـنَ الأسى والأسرْ؟!**وتمضي لياليـكَ عبـرَ السهرْ

يطــلُّ عليـكَ الصبــاحُ الكئيـبْ *** تصــارعُ فيهِ نفاقَ البشـرْ!

وتــذهـلُ كالطفـــلِ بيـنَ الانامْ ***ودنيـــاكَ ممزوجـــة ٌ بالـذرْ

فلا انـتَ كالنـــسرِ بينَ الطيورْ***ولا اتَ ترضى بحكمِ ِ القـــدرْ

ولا انتَ منْ خشـــيةْ تعتريــكْ ****ولا انتَ منْ رهـبةٍ تستــقــرْ

كسيزيفَ انــــتَ بهذا الزمـانْ ***ستبقـــى حياتــكَ رهنَ الصخرْ

كأنـكَ آثــــامُ هـــذا الوجــودْ****وهـــذا ابـــنُ آدمَ ايـــنَ المفـرْ؟

عذابٌ أليـــمٌ بدنيــــا الجحيـمْ ***وطبعُ الانــــامِ جحيـــمُ الدهـــرْ

فجـــوفُ الوجـودِ كنبعِ الشررْ ******كصدر ٍ توقــّـدَ فيـهِ الوغـرْ

فلا مـنْ قويٍّ سيرعى الضعيفْ * ولا الشمسُ ترضى بضوءِ القمرْ

ولو كنـــتَ في جــــنةٍ بالنعيـــم *** (كثيرُ التشكي كثيرُ الضـجرْ)

فعينـكَ تشخـــصُ نحـوَ العراقْ ** وصارَ العــراقُ مـــآسي البشـرْ

ترومُ المحـالَ بأيـــدٍ قصـارْ ****** وأبعدُ شــــــأواً منـالُ الظفـــرْ

وكالنجـــمِ يبـــدو قريــبَ المنال ****ويهـــزأُ منـكَ مجـــالُ النظــرْ

ستزرعُ أرضَ العـــراقِ الحبيــبْ *** بشعر ٍ اصيل ٍ فريــدِ الغـررْ

بسيـــطٍ كلؤلــــؤةٍ في النقـــاءْ *** بشـعركَ تشدو كنغـــــمِ الوتــــرْ

تدرُّ الثنــاءَ علـــى مــــنْ تشــاءْ *** وأنَ الكريــمَ عديـــمُ البصـــرْ

ولا يستثيـــرُ خفايــــا الامــورْ *** فكــمْ منْ جـــوادٍ كبــا او عثــرْ

 

10 - من قصيدتي (حوار مع القلم .... أظلمُ الناس ِ لفكرٍقد ظلمْ) - من بحر الرمل -:

 

ليسَ في ليلي سميرٌ كالقلمْ** يسكبُ الآهاتِ من نبع الألمْ

صحبَ العقل ولمّا استأنسا *** سهرَ الفكرُ وعيني لم تنـمْ

قلتُ: ياهذا أما منك الحيا؟ ** دعني للمضجعِ مالي والهممْ

إنـّما الإلنسانُ مجبولٌ عـلى** عشقهِ للنوم ِ في جوفِ الظـُّلمْ

أنتَ ما أنــتَ سوى ساع ٍ إذا *** نامتْ الدنيا لشيطـانٍ يُـذم

لم ترَ الأعصـرَ إلّا معـركاً *** كـلُّ ما سطرتَـهُ: سيــفٌ ودمْ

لعــــنَ اللهُ مــــداداً ذعفـــهُ  *** يلهمُ الموتَ على بيع ِ الذّممْ

تدّعي الحقَّ لصُلبٍ زاهيـــاً ****كـمْ تقلبـتَ لعجز ٍ كـمْ وكــمْ

قال: صبراً قد تطاولتَ على****عـــزّتـــي واللهِ إنـّـي للنـعـمْ

لا تراني مثلَ أصــلال ِ الفلا***  إنـّـما نسغــي حيــاةٌ تـُغتنـمْ

قد رضعتُ العلمَ من أفذاذكمْ *** وجعلتُ الصفحة َ البيضاءَ فمْ!

صـــاح ِ لـمْ تذكرْ لنا حقَّ الوفا ***    أقسـمَ اللهُ بنـــون ٍ والقلـمْ

وإذا تبتغي عدلاً في الدٌّنى*** قـل: أمن لـُسن ِالورى فردٌ سلمْ؟!

أنـــا عنــــوانٌ لفكـــر ٍ نيّـــر ٍ*** أظلــمُ النـاس ِ لفكــر ٍ قد ظلمْ

 

11 - من قصيدتي: (قصيدة موشّحة بحزن العراق ....لو أطلقتني في سما رحابِها) - من مشطور الرجز -:

 

لو أطلقتني في سما رحابِهـــــا

أطيرُ في زهــو ٍ الى قبابِـهـــــا

ألـتمــسُ اللهَ عــى محرابـهـــــا

وأسكبُ الوجدَ على أعتابـهـــــا

وألثـمُ الطهـــرَ ثـرى ترابـهـــــا

لمـا نظمتُ الحزنَ في غيابــــها

***

لو شُطـــبَ الحقـدُ على جنابهــا

والحـــبّ ُ في أجـوائها سما بها

ويُحضــنُ المسـيءُ في متابهــا

ويغـــرقُ الجميــلُ في ثوابـهـــا

وصاحبَ الانسانُ منْ أصحابهـا

لما نظمتُ الحــزنَ في غيا بـهـا

***

لو ولـّتِ الدنيا على أعقابهــــا

والحرّ ُ لا يأبهُ منْ أقطابـهـــــا

والـرأسُ مرفوعٌ على رقابهـــا

والصدقُ لا يخافُ منْ كذ ّابهــا

لما نظمتُ الحزنَ في غيابـهـــا

***

لو جنّـــة ُ اللهِ علــى ترابـــها

وتعبــقُ الأزهارُ مـنْ أطيابهـا

ويلعــبُ النسيمُ في جلبابــهــا

والخمــرُ والكوثرُ منْ شرابها

ولم ترَ الأيـّـامَ في مصابـهــــا

ويكــرعُ الطفلُ عنا أوصابـهـا

والبسمة َ الصفراءَ منْ كعابها

وتكتسي الحـدادَ منْ ثيابــهـــا

لما نظمتُ الحزنَ في غيابهـــا

 

12 - من قصيدة: (أجب يا أيّها البلدُ الصبورُ) - من البحر الوافر:

 

وما كان العراقُ بذاتِ يومٍ** على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ

ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ *** موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ

ولا أمسى بدجلة َأو رباها ****  أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ

ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ ***بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ

ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها ** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ

ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ ** يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ

ولا كانَ الشمالُ على فراق *** كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ

فما بال العراق ِ يئنُّ جوعـاً******  وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونورُ

وما بال الأنام ِتنامُ خـوفاً ***** وكانتْ كــلّما مُسَّــتْ تثورُ

وما بال النساء ِموشحاتٍ **** بحزن والدموعُ هي المهورُ

وما بال الشبابِ ينطُّ غــرباً *** وإنْ أكلتْ آمانيهم بحـــورُ

إلى كمْ ذا تعاني مـن مرار*** أجـــبْ يا أيها البلـدُ الصبورُ

 

13 - من قصيدة (نعيماً أيّها العربُ) - من البحر الوافر -:

 

وكمْ بعروبةٍ نشــدو ** أليس لحسّـها عصبُ؟!

كأنَّ الدّهـرَ أقنعــنا ***لعقبى كـُربةٍ كـُــــربُ !

فإنْ خارتْ عزائمنا ***فمنْ أمـــواتنا نثــبُ !

وإنْ سبتتْ ضمائرنا**ستبعث ٌروحَها الحقبُ

وإنْ جمدت جوارحنا**فمن أصــــلابنا اللهبُ

 

14 - من قصيدة (وتركب الإنسان بالإنسان) -  من البحر الكامل -:

 

قالوا: لصحبكَ هلْ لديكَ يدانِ؟**بهما  تردُّ  فضيلةَ الإحسـانِ

وتخط في نهج الحياةِ  معالماً **** تهديكَ والخـــلانَ للإيمانِ

وتجــــسُّ نبضَ عراقِنا برجالهِ  ** وبرافديه وحسنــهِ الفتـّانِ

هلْ ما يزالُ على مكارمِ إرثهِ * يحنوعلى الملهوفِ بالأحضان؟ِ

هلْ ياعراقُ تعيدُ أيّامَ المنى*** مغناكَ أم ضرب ٌمِن الهذيان ِ؟

واذا بهمسات ٍ تكفكفُ أدمعاً **ويصك ُّصوت ُ الحزمِ بالآذان ِ

لا تقتل الأملَ البصيصَ لصغرهِ ***فلربّما  ثمراتُـه   القمرانِ

كم ذي المروءاتُ الّتي بضمائرٍ**ماتتْ  ولطـف ُالله ِليس بفان

هذي الحياة ُ ترى الممات َبدايةً ** لتفتح  الأجيال ِ في الزمكانِ

فتعيدُ نشأتها،وتسحقُ سلفهـــا **** وتركّبُ  الإنسانَ بالإنسان

أمرٌ خفى، وهو الجليّ  بداعــةً *** شــرٌّ ٌوخيرٌ كيـف  يمتزجانِ

 

15- قصيدة شاركت في مهرجان (رثاء الجواهري-عمرٌ يمرُّ كومضة الأحلامِ)، من البحر الكامل 82 بيتاً -:

عُمْرٌ يَمُرُّ كَوَمْضَـــةِ الْأحـْـــــلَام ِ *** نَبْضُ الْحَيَاةِ خَدِيْعَة ُ الْأيَّـــام ِ

هَلْ نَرْتَجِي مِنْ بَعْدِ عَيْش ٍخَاطِفٍ ***أنْ نَسْتَطِيلَ عَلَى مَدَى الْأعْ وَام ِ

أبَدَاً نَسِيْرُ  عَلَى مَخَــاطِر ِ شَفْرَة ٍ *** حَمْرَاءَ تَقْطِرُ مِنْ دَمِ الْآنـَــــام ِ

هَزِأَتْ بِنـَــــا مِنْ عَهْدِ آدَمَ أنْفُسٌ  *** وَلـّتْ وَبَطْنُ الْأرْض ِلِلْأجْسَـام ِ

أيَنَ الْأُلَى كـَــانَوا بِمَدْرَجَةِ الْعُلَى  ****كلٌّ  يســيرُ بمــوكبِ  الإعدام ِ

وإذا حذرتَ فلا يجيبكَ عـــــاجزٌ  **     سهمُ المنيّةِ  نـــــافذُ الأحكام ِ

يتزاحمونَ إلى المماتِ تهافتـــــًا **      فكأنّ مســــعاهمْ بكفِّ  حِمام ِ

أنـّى تشا قبضتْ على  أرواحهمْ  *** واستودعتهمْ فـي حشا الأوهام ِ

***

عشرونَ ألفــاً  صُفـّفتْ أبيــاتها *** فاضتْ  قرائحُـــها مــــن الآلآمِ ِ

من دوحة الشرفِ المعلـّى إرثهُ *** سـوحُ النضـــالِ ومرتعُ الأعلام ِ

من (دجلةِ الخيِر) التي بضفافها*** (جرحُ الشهيدِ) وصـرخة الأيتام ِ

من (أم عوفٍ) إْذْ تطارحُ ضيفها** سَمَراً  وردّتْ  روحَـــــهُ بـــكلامِ ِ

منْ (أبكر الإصباح) يشدو زاهياً **شـــــدوَ الرعاةِ وصبيةَ  الأحـلام ِ

منْ (ريشةٍ،عظمُ الضحيةِ) عودُها* رسمتْ خطوطَ المجدِ نفسُ عصام ِ

منْ (جلـّقٍ) واخضوضرتْ جنباتهُ ** قدْ فاحَ طيبــاً عبقهُ للشـّـــــــام ِ

منْ يوم (عدنان ٍ) لآخر  يومــهِ **  ولهُ (دمشق ُ) تزفُّ بالأنـــــــغام ِ

وسعَ الدُنى أفقاً وأجّج لهبهـــا ***شـــعراً وحط َّ رحالــــهُ بـ (وسام ِ)

جادتْ بهِ الدنـــيا بآخر عهدِهـــا *** كالسيل ِيكســــحُ علـّـةِ الأرقــام ِ

 

16 - من قصيدة شاركت بمهرجان شعري عربي كبير بدمشق بمناسبة عيد الجلاء السوري من البحر البسيط:

 

سنا العروبةِ من عينيكِ يا شامُ *** لو أنكِر المجدُ أنتِ الألفُ واللامُ

قديســــــة ٌ قد حباكِ اللهُ جنتهُ *** من غوطتيكِ يبثُّ الشـــــعرَ إلهامُ

يبثـّكِ الوجدَ من أحشاءِ خافقةٍ *** حروفها الــــدمُ لا حبرُ وأقـــــلامُ

 

17 - وهذا مطلع لقصيدة من البحر (الطويل)، عارضت بها قصيدة للشاعر والإعلامي العراقي علي مولود الطالبي أهداها لي:

 

حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ *** تُلملمُ أنـــــوارَ الجهامِ وتســـطعُ

تَهيَّجَ قلبي لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ *** تهيمُ بــآفاقِ الغروبِ وتَبــــــــدعُ

ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعي *** فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ

 

18 - وهذا مطلع قصيدة قصيدة من البحر البسيط، نظمت بمناسبة يوم المرأة العالمي:

 

رفيقة الدّهر هل بـ (اليوم) تذكارُ *** وبنـتُ حـواءَ أجيالٌ وأعمــــارُ

منْ ذا توهـّمَ أنَّ (اليــومَ) مكرمة ٌ *** فكلّ ُثامــن ِمـــــنْ آذارَ (آذارُ)

أمَّ الوجـودِ لقـــــدْ خبّأتكِ حِكـَماً ** للكالحاتِ، إذا مــــــا هبَّ إعصارُ

أنتِ -كما زعمَ الماضون من نفري-*بنتُ الجمال،وفي الصدرين إيثارُ

 

19 - من قصيدة: (وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا) - من البحر الوافر:

 

وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا *** أبــــــتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى

فراحتْ تُشْبعُ الآفـاقَ نوراً *** ومــــا جحـدتْ يمينـاً أو يسارا!

وسارتْ بينَ ديجورٍ وجـــــورٍ *** فشعشعَ عـدلـُها يلـــجُ الدًيـارا

وقالتْ شيـمتي تأبى ومجدي ** "سحائبُ ليس تنتظمُ" القفـــــارا

فمـدّتْ ترفــدُ الصحرا بجـارٍ *** وقــد جابتْ جواريها الجـوارا

 

20 - من قصيدة شاركت لمرور خمسين عاماًعلى تأسيس منظمة حقوق الإنسان العالمية (إنسانٌ وإنسانُ) - من البحر البسيط-:

 

الأنسُ أنسٌ، ولم ينقصْهُ عنوانُ! *** دهداهُ للجور ِ طغيانٌ وإذعانُ

حرية ُ المرءِ قبلَ الخبز ِ مطلبُها** إنْ أدركَ المرءُ أنَّ الخبزَ سجّانُ

كفرتَ باللهِ إنْ لم تستقم خـُـلـــقاً ***** وإن أحاطُكَ  إنجيلٌ وقرآنُ

لو كان يدركُ مَنْ ساءتْ سرائرهُ*** إنّ الحضارة َ ألطافٌ وإحسانُ

تسريحُ نفسكَ ظلماً رحتَ تضمرهُ*** لا يرتـــقي شأوهُ خيرٌ وإيمانُ

هذي الخلائقُ أورادٌ منسقـــة ٌ *** منْ كلِّ جنسٍ على التّرباءِ أفنانُ

فالأرضُ مزرعةٌ ٌ للناس ِ تنبتهمْ* فالعربُ روضٌ وأهلُ الصينِ بستانُ

لو أنَّ كلَّ بقاع ِ الأرض ِيملؤهــــا**** خلقٌ تشابه هدَّ الخــلقَ خلقانُ

ماكان نيسانُ تهواهُ القلوبُ شذىً**** لو أنَّ كلَّ شهورِالدهر ِ نيسانُ!

***

حبُّ الطفولــــةِ إيمـــانٌ ووجدانُ*** نبعُ الوجودِ، وللأوطـان ِأركانُ

لا يعبقُ الوردُ إلا مِنْ تنسّـمهــا *****عبثٌ ولهوٌ وللأنفـاس ِ ريحانُ

لا تشرقُ الشمسُ من علياءِ دوحتها*** إلا كوجهِ صبيٍّ وهو جذلانُ

عينُ الطفولةِ قرّتْ وهي حالمة ٌ*لم يبقَ في الأرضِ تشريدٌ وحرمانُ

وللحياةِ ضروراتٌ وأعدلـــُها*** في حزن ِعَـمْر ٍ يسرُّالبيتَ عمرانُ

سبحانَ من أودع الإنسانَ بدعتهُ ****قــَـدْ ولـّـدَ الفردُ باللذاتِ إنسانُ

 

21 - من قصيدة (عجزتَ وفاتكَ الأملُ..!!)  - من مجزوء الوافر -:

 

عجزتَ وفاتكَ الأملُ * وآنَ المجدُ يـرتحلُ

فلا مجدٌ بلا  وطــنٍ ٍ *** وإنْ لله  تبتــهلُ

وأيـــــنَ اللهُ بعناهُ *** بأرض ٍ كلـِّها وحلُ

أكلنــاهُ بمعترك ٍ *** وما ضاقتْ بنا الحِيَلُ

فجـلَّ اللهُ لا قصْرٌ  ***  ولا قَمَرٌ  ولا  حُلـُلُ

ولا مالٌ ولا نشَبٌ **** ولاأمْــرٌ ولا سُــبُلُ

فـإنَّ اللهَ  موطنـُهُ ***قلوبُ الـّناس ِوالمُقـُلُ

ويجري في دم ِالأحرا * ر،طيبُ نفوسِهمْ رُسُلُ

هنـــــــــالكَ في أزقتنا** تـَبثّ ُوجودَهُ القــــُبلُ

قبيلُ الفــــجر ِ قرآنٌ ** فخيط ُالصّبح ِفالشـّغـُلُ

وبينَ السـّوق ٍأجيــالٌ *** تنـــــاجيهِ وتنتـــقلً

بأنَّ العدلَ مســــعاها *** ووحـيُ أمينــهِ  مُثـُلُ

***

وأنـّى كــــان مربعُنا **** فإنـّا معشـــــرٌ نـُزُلُ

بغير ِعراقنا الميمو **** ن  َجـــرمٌ مـا لهُ ثـُقلُ

أمامكَ مشرق ُالدّنيا **** وما شقـّتْ بـهِ السّبلُ

ومغربها ومـــا حطـّتْ *** عليـــهِ  ثقلها  الرحلُ

فلا  بحـرٌ  سيحوينا **** ولا  ســــهلٌ  ولا جبلُ

فليس لأمرنا  أمـــرٌ ***** ملاييـــــــنٌ  ونتـّكلُ !

يهزُّ الريحُ  أرزنــها **** وأصحى رأســها  ثملُ

حضاراتٌ لنا ســدتْ ***ومـــا بادتْ فهلْ  غفلوا؟ّ!

فإنْ كسفتْ لنـــــا شمسٌ *** فنورُ الله ِ مقـتبلُ !

 

22 - من قصيدة (ما كان لو تتريّثُ) - من مجزوء الكامل -:

 

ما كــــانَ لــو تتَريث ****عوضاً تعيشُ وتلهثُ

رُيّضتَ تسعة َ أشهرٍ *****في ضنْك ِرحم ٍ تلبثُ

ماذا وجدتّ بذي الحيا *** ةِ وكلُّ عمـركَ تبحثُ؟

فإذا زهــوتّ محدّثـــاً ****غطـّى عليـكّ الأحـــدثُ

أتـرى بإرضـكَ حــارثاً *****أمْ غيرَ أرضِكَ تحرثُ؟

 

23 - من قصيدتي من شعر التفعيلة تحت عنوان (وفمي طلق اليدين من شعاع المشرقين)، ونظمت في بدايات ما سمي بالربيع العربي:

 

قدْ تواريتُ وراءَ الأفقِ

كي أبحثَ عنْ كنزي الثـّمينْ

وتعاليتُ عنْ الحقدِ الدّفينْ

وتنشـّقتُ انعزالا

وتنسّمتُ خضارا

وهمومي تتوالى

بينَ أولادٍ حيارى

ودموع ٍتتجارى

وفمي طلقَ اليَدَينْ!

لشعاع المَشـْرقـَيَنْ

 

24 - من قصيدة (صرخاتٌ على عثراتٍ في التاريخ):

 

وهذا الزمنُ الضائعُ في ظلِّ المتاهاتِ

ولا نعرفُ ما الآتي

ولانعرفُ غيرَ اللهِ قدْ بعناهُ في سوق ِ الضلالاتِ

سحقنا الخبزَ والأيامَ

قرباناً إلى اللاتِ

وعشنا نحلبُ الأوهامَ والأحلامَ

من ثدي الخرافاتِ

ولا نعرفُ ما الآتي!!

***

ويُدمي بعضُنا بعضاً

لعرش ٍ قد صنعناهُ

من الرمل ِ

أو الشمع ِ

كرمز ٍ للمباهاةِ

ولا نعرفُ ما الآتي

***

لقد ضاعتْ ليالينا

بمكر ٍ من جوارينا

وبينَ الزقِّ والعودِ

ولحمِ البيض ِ والسّودِ

يهزُّ السيفّ (أشناسُ)(1)

فحدُّ الملكِ (أقفاصُ) (2)

ونغفو في المناماتِ

ولا نعرفُ ما الآتي

***

ومن أيّامِ  (هولاكو)

نصبُّ الدمعَ في الوادي

على أنقاض ِ بغدادِ

ووزّعنا بلادَ العربِ

للأتراكِ

للرومِ ِ

لشطر ِ الشّرق ِ مرّاتِ

ولمّا هدّنا الموجُ

سبحنا في الخيالاتِ

ولا نعرفُ ما الآتي!!

***

وجاءَ النفط ُ مختالاً

على سرج ٍ من العُهْر

بعينين ٍ من الدرِّ

فوزّعنا بطونَ الأرض ِ

للأعرج ِ

والأخرس ِ

والأعور ِ

بعنا نخوةِ العربِ

بلذاتٍ وآلاتِ

ولا نعرفُ ما الآتي!!

***

وحلّـت زمرة ٌ تـُهدي

بأحزابٍ ولا تجدي

سوى الانـّات بالليل ِ

فتغدو صيحة الويل ِ

لسحل ٍ واغتيالاتِ

وتهجير ٍوأنـّاتِ

حروبٌ ما لها عدّ ُ

ولا هدٌّ ٌ ولا سدّ ُ

سوى موتٍ وعلاّتِ

وجوع ٍ وامتيازاتِ

ولا نعرفُ ما الاتي!!

***

وحلّتْ دولةُ الضعْفِ

بضربِ الكفِ بالكفِّ

وفي السرّ وما يُخفي

لرفع الحيفِ  بالحيفِ

وقتلِ الصفِّ  بالصفِّ

وقطع الرأسِ بالسيفِ

ورمي العُهرِ  للعفِّ

فذا عهـــــدُ العمالاتِ

وموجٌ  لطمهُ عاتِ

ولا نعرف ما الآتي!!

***

مساراتٌ  بعثراتِ

وزلاّتُ المـلمّــــاتِ

وكي نصحوْ من (القاتِ) !!(3)

وعاداتِ  الســـــخافاتِ

وأنْ نعرفَ ما الماضي

بتمحيص ِ الرواياتِ

وأنْ نعرفَ ماالآتي

بترتيبِ احتمالاتِ

وأنْ نصرخَ بالحقِّ

وبالعدل ِ وبالصدق ِ

وأنْ نعرفَ ما الدنيا

وما الدهرُ الّذي نحيا

وأنْ نبدعَ للابن ِ

وللابن ِ

وللابن ِ

بأن يعرفَ ما الآتي

وما الآتي

وما الآتي

بتمحيص ِ الرواياتِ

وترتيبِ احتمالاتِ

ولانبقى بغفلاتِ

يجرُّ الويلُ ويلاتِ

.......................

(1) أشناس: قائد تركي شهير في عصرالخليفة المعتصم (ت 227 هـ)

(2) إشارة الى بيتين، قالهما أحد الشعراء -  لم ينسبا الى أحد - في حق الخليفة المستعين (ت 250 هـ)

خليفة في قفص ***    بين وصيف وبغا

يقول ما قالا له ***     كما تقول  الببغا

 

25 - خمسون عاماً،والنضال يمرُّ من دون  الأغَرْ:

 

خمسون عاماً ...!!

سارقي النيران والجمرات من موجِ البحر!!

يا قاتلي حلمَ الطفولةِ والغيابِ ومَنْ حضرْ

أوَ تسخرون ؟!! وعصركمْ عصر الهزائمِ يُحتضرْ!!

عصر المقابرِ والنخاسةِ والعمالةِ والغَجرْ!!

ما أدنس الأخيار منكم ْ، قحبةٌ

تعلو على أشرافكمْ

جيفِ العظامِ وما نخرْ !!

...................

خمسون عاماً

والنضال يمرُّ من دون  الأغَرْ

خمسون عاماً والنضالُ يمرُّ لا

شمسٌ بساحته

ولا حلَّ القمرْ..!!

بئس المطايا والخطايا والزُّمَرْ

خمسون عاماً...!!

والقيود تروم لحظات العثرْ ...!!

خمسون عاماً والطغاة يلاحقون على الأثرْ ...!!

خمسون عاماً والطغاة يلاحقون على الأثرْ ...!!

إثر الأثرْ

خمسون عاماً يا لها ...!!

خسئتْ، وما طال القدرْ ...!!

خمسون عاماً...

يا لطعنات الظهرْ..!!

والمارد الجبار يرميهم بصلدات الحجَرْ ..!!

ويزيدهمْ حُفَراً، إذا حفروا الحفرْ ..!!

بئس الروافدُ والدعائمُ من صورْ ...!!

خلّفتها زمراً ... إلى جنب الزمرْ

بئس العقولُ إذا تناهبها الصِغرْ

يا بائعي أرضَ الحضارةِ والمآثرِ

بالكراسي والمناصبِ والعهرْ

عاش الضمير المستترْ ...!!

عاش الزعيم المنتصرْ ...!!

...................................

خمسون عاماً ..!!

والنجوم مجالها بُعد النظرْ ... !!

خمسون عاماً...!!

لا نرى شمساً

ولا انشق القمرْ..!!

خمسونَ عاماً لا نرى عشتارَ تهدي بالزهرْ!!

جوع ونفطٌ والمطرْ

ولحودنا ...

سفّت  من الأتراب تشربُ بالمطر

وشبائك الصياد قد مُلئت بحزنٍ

تلعن الأمطار...ما جاء القدرْ

والحزنُ يبعثه   المطرْ

..............................

يا سارقي النيران والجمرات من موجِ البحر!!

أين المطرْ ....؟

أينَ الزهرْ ...؟

أينَ الثمرْ ....؟

أين الليالي المقمرات  على النهر؟

أين انكسار الصوتِ  في نغم الوتر؟!

أين الصبايا  باسمات الدهرِ

ساعات السمرْ؟!!

خمسون عاماً ...! قد مضتْ!

خمسون عاماً  ...  كُدّرتْ!

وما صفتْ...

دعجَ العيون من  الكَدرْ

أو شعشعَ الوجهُ الصبوحُ من الثغَرْ

حزنٌ وهمٌ والنحيبُ لمَنْ وترْ

في كلّ يومٍ كربلاء

وذنبنا لم يُغتفرْ...!!

يا ويحهمْ مَنْ ذا عثَرْ ...؟!!

مَنْ لصهمْ ..؟!!

مَنْ أفكهمْ...؟!!

مَنْ عارهم ..؟!

جزّارهم ..؟!!

يبني القصورَ الشاهقات ِ .. العاهراتِ

وما ظفرْ..!!

***

خمسون عاماً ... !!

لا أباً لها إنْ  يطاولنا القدرْ..!!

خمسون عاماً سوف نركعها وعقباها النصر

رغم البغايا والمطايا  والقذِرْ

تلو القذِر...!!

وسننتصرْ ..

يا أمتي ... وسننتصر ....

والشعبَ إن رام الحياة

فلا يطاوله القَدرَ

وسننتصر ...

وسننتصر ...

وسننتصر ...

عاشَ العراقُ ودجلة ٌوفراتُها أبد الدّهرْ

وسيشرق الأمل الأغرْ

....................

(*) القصيدة نظمت 2015 م، وقد مرّت على الشاعر خمسون سنة من النضال المرير

كريم مرزة الأسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم