صحيفة المثقف

الأرادة هل تستحقها النائبة حنان الفتلاوي؟ وهل يستحقها النائب حيدر الملا؟

abduljabar alobaydiما هي الأرادة؟ وماهي فوائدها وخطورتها؟ وماهي العناصر التي تتألف منها؟ رغبت ان أكتب فيها بعد ان سمعت احد المذيعين يسأل النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي المعروفة على التواصل الاجتماعي (بأم الكعكة)، لماذا تركت دولة القانون وأتجهت لتكوين كتلة نيابية مستقلة بها على غرار الكتل الاخرى وسمتها ...كتلة أرادة ....؟

ابتداءً انا أعترف ان حنان الفتلاوي كفاءة عالية ومتحدثة لبقة تقدر ان تجيد، وكم كنت أتمنى ان تكون مثل هذه الكفاءة شخصية وطنية تُسخر امكانياتها الفكرية والعملية لصالح الشعب العراقي الذي انهكته ما سميت بالعمليىة السياسية التي تزعمها جملة من من فاقدي الأرادة، والذين لا هم َ لهم الا مصالحهم دون الشعب، مع انهم اقسموا باليمين (وبعهد الله آوفوا الأنعام 152) أنهم سيكون أمناء الأرادة على مصلحة الوطن والشعب، فحنثوا اليمين، واليمين آية حدية مقدسة لا يجوز اختراقها بكل حال، وكأنهم تربوا في مجتمع المافيات الايطالية التي تربت وتدربت وعايشت الباطل والتدمير، ولم تلتزم بنص ديني أو قانون .

كنت أتمنى لو ان حياتنا تتألف من عناصر بسيطة غير متعددة الأدغام والتركيب والمشاركات الحياتية الاخرى ليسهل علينا السيطرة عليها اراديا دون ان نُدخلها في اوهام الأساطير. غير ان تلك العناصر تعود الى ثلاثة امورغير ارادية اخرى هي:

تصورات فكرية، واحساسات نفسية، وافعالنا جسمية . لكن حين تجتمع هذه الارادات الثلاث تلقائياً مرة واحدة تدفع الانسان الى فعل عمل قد يكون هو بالاساس غير راغب فيه لكن لاسلطان له عليه، فلو تربى تربية اخلاقية عالية في بيئة نظيفة لكان له عليها كل السلطان كما في العلماء الافذاذ والمخلصين للأرادة والأوطان، الذين لم تستطع مغريات الحياة قهر أرادتهم:كما في (سوار الذهب السوداني) الذي بقي أثراً مقدساً للأرادة، وكما كان يوسف مع زوجة الفرعون في الأرادة، فلم تقدر ارادتهم السلبية على قهرهما فلم يندما بعد عملهما الطيب وتنفيذه حتى بقيا تاريخ، على عكس الاخرين الذين ضعفت ارادتهم امام العدوان والخيانة الحياتية والوطنية والمساهمة في نصرة الباطل، فأحتل الندم مكانا في تفكيرهم وارادتهم... لكن الندم لا ينفع النادمين .

كثيرُة هي الناس الذين لا نعتب عليهم لانهم لم يتدربوا على القيم والمثل في جانب تنشئة الارادة بما لها عليها من مطلق السلطان، ونقصد بهم الأميين وانصاف المتعلمين من تربوا في بيئة الظلام، لكن من تعلم وتثقف وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب والطب لا يعفى من التقصيرألم يقرؤأ الآية (43) من سورة التوبة كيف ان الله القادر القدير قد لامَ رسوله الكريم (ص) يوم تراخت ارادته مع الأعراب في نصرة المجاهدين في معركة مؤته، ليقول سبحانه له:"عفا الله عنك لم أذنت لهم، والعفو لا يأتي الا بعد التقصير، وحاشى رسولالله (ص) من التقصير. ومن وجهة نظري ان الدكتورة حنان الفتلاوي وحيدر الملا كانا بلا ارادة حين خانوا الامانة، خاصة بعد ان سمعتها بأذني ورأيتها بعيني في التلفزيون قي مقابلة مع ميسون الدملوجي تقول بالحرف الواحد: (ان الكعكة وتقصد اموال الشعب بعد التغييرفي 2003) قسمت بيننا وكل منا اخذ منها نصيب. كما سمعت هذا الكلام من النائب حيدر الملا بنفس النص وان اختلفت الألفاظ.

وهذا عار وطني لهما ولكل من خان الوطن لا يمحيه التاريخ؟

تصور اخي المواطن هل ان مثل هؤلاء يستحقون تمثيلك في البرلمان؟، وهل يستحقون احترام الناس لهم..؟ وما قيمة الانسان اذا استذلت كرامته وفقد احترامه، لهذا نحن نقول ان الوعي الخلقي (الأرادة) تنشأ عن قانون جديد يولد عند الانسان من خلال مراحل دراسته ومعاشرته لمجتمع الأجاويد ليستمر في تقديم عمله واخلاصه لمجتمعه الذي يصبح عنده نظرية في التحسن وعقيدة في القيم والتقدم والتطبيق، هنا نقول عنه انه صاحب أرادة؟ فهل كانت حنان الفتلاوي وحيدر الملا وأخرين الذين اعترفوا على انفسهم بالباطل يستحقون ان يسمون انفسهم بكتلة أرادة ..؟

من هنا يتبين لنا ان الأرادة هي العون الأكبر للانسان على أحراز الظفر الذي تحفظه لتاريخه في الحياة وتهيء له مكانا في تاريخنا ...وبعكسه فكل ما نحصل عليه من فقدان الارادة يجف في حيز المهملات الى ان يتلاشى مع تقادم الزمن.هذا ماعبر عنه احد خلفاء الأمويين حينما قال: قرأت كل تواريخ الامم فلم تستفد ارادتي مما قرأت فسأموت نادما لكن الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين (دائرة المعارف الاسلامية، سيرة خلفاء بني امية).

أقرأوا التاريخ يا أصحاب اللا أرادة؟

وخلاصة القول:

ان السلطان الذي له على تصوراتنا ارادة أنما هو متمم لسلطان ارادة التصميم والعقيدة فينا وكيف تربينا عليها، فقدرة المرأ على فكره تابع لقدرته على اعصابه وتربيته لها منذ الصغر، لذا كان المنهج النفساني في مدارسنا ضروري لنتعلم منه ولا نستسلم للأنفعالات النفسية السلبية الخاطئة حتى لا نقبل الخيانة .. من أجل الرغبة في التباهي والشهرة بكثرة المال والسلطان وهي زائلة، وكما قيل ان القبول بأحتلال الوطن يبدأ من احتلال الأرادة، من هنا قال القرآن الكريم:

"المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرُ أملاً، الكهف 46 .

فلننظر الى ما تمدنا به ارادتنا من فعل الخير، ولا نتجاسر على المال العام حتى لو كان فيه زينة الحياة الدنيا، فالواجب علينا ان نسيطر على ارادتنا وتوجيهها للصالخ العام.هكذا أمرنا القرآن ان كنا من المسلمين ...؟

قال الامام علي (ع) عندما تولى الخلافة وسئل عن سرقة المال العام:" ألا ان كل قطيعة أقطعها (فلان) وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فأن الحق القديم لا يبطله شيء والعقل مضطر لقبول الحق، النهج) ثم اردف (ع) قائلا: والله لو وجدته تزوج به النساء...وملك به الأماء.. لرددته..فأن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل... فالجور عليه أضيق. صدقت يا امير المؤمنين ... فأين أنت سيدي من اتباعك اليوم الذين سرقوا البلاد والعباد وخانوا الوطن والأنسان فهل يستحقون ان نسميهم أتباعك كما يدعون ..؟؟.

وقال حكيم: اثنان لا يغفر لهما ابداً: السارق بقصد السرقة.... والخائن بقصد الخيانة ...؟

فهل تستحق حنان الفتلاوي وحيددر الملا وأمثالهما تمثيل الشعب ...وكلمة ارادة ..؟

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم