صحيفة المثقف

غض البصر

adnan almshamshتكاد لا تخلو ديانة من الدّيانات السماويّة وغير السماويّة من الدعوة لعدم النظر إلى الآخرين بداعي الشهوة المحرمة، وهو ما يسمّى بغض النّظر عن تلك المحرمات، بمعنى عدم النظر إليها، وتكاد تتفق جميع ثقافات الأمم على هذا الأمر، وقد ورد في القرآن آيات تشير إلى ذلك ومنها: ” قل للمؤمنين والمؤمنات يغضوا من أبصارهم ”، كما وردت عبارات في هذا الشأن في التوراة والإنجيل كذلك، واتفقت جميعها على أنّ العين تزني كذلك، وقد قيل أنّ النظرة المحرمة الأولى غير المقصودة لا تحسب سيئة عليك، وإنّما الإمعان فيها وإعادتها وتكرارها بشكل مقصود فتحسب سيئة على الإنسان .

المتعارف عليه في مسألة غضّ النظر هو عدم النظر إلى ما هو محرم على الإنسان النظر إليه سواءاً أكان ذكراً أم أنثى، لأنّ النظر إلى ما هو محرم علينا يثير الشهوات، ويشجع على الزّنا والوقوع في الخطيئة .

ونلاحظ وجود مجتمعات غير متحفّظة في لباسها ومظهرها ومع ذلك نجد حتى لديها قيما تحتقر وتدين النّظر والتّحديق لما هو محرم، فأنت في السويد لن تجد نفسك تملك كامل الحق بالتّحديق إلى مفاتن الآخرين بكل وقاحة، وحتى لو عشت في قبائل الأمازون فستجد من هم عراة أصلاً يستنكرون عليك إمعان التّحديق في عوراتهم ومفاتنهم، وتلك هي فطرة الإنسان السوي التي فطره الله عليها، فالإنسان بشكل عام يمقت أن تنتهك خصوصيّته بالتّحديق والنّظر إليه حتى وإن لم يكن الدّافع من وراء ذلك جنسيّاً أو شهوانيا بحتاً، ونجد أنّه من باب التأدّب والنّبل عدم حشر الأنف وإلقاء بصر العين على الآخرين بمناسبة أو غير مناسبة لما يتضمّنه ذلك من فضول سلبي وقلّة أدب واعتداء على الخصوصيّة كذلك .

ومن أجمل المشيات هو أن تمش في الطريق العام وبصرك موجّه إلى الأسفل، لما يتضمّنه ذلك من وقار وإحترام لك وللآخرين من حولك .

 

عدنان المشيمش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم