صحيفة المثقف

الايمان بالعلم (2): تصحيح هرم ماسلو للحاجات

alaa falihaburgeefتسلسل (ماسلو) الهرمي للأحتياجات الخاصة ( هرم ماسلو)، هي نضرية نفسية وضعها عالم النفس الامريكي (ابراهام ماسلو)، وتعدى استخدامها المجال النفسي الى العلوم الاقتصادية لتفسير السلوك الاقتصادي للفرد وترتيب اولويات اشباع حاجاته الانسانية، وتعرف في الاوساط العلمية ب(نضرية الدوافع الانسانية)

945-alaa1

تناقش هذه النضرية ترتيب الحاجات الانسانية للفرد، وتعميمها على مجموع الافراد، للوصول الى نمط عام من الفهم لتلك الحاجات بالنسبة للمجتمع، واهم افتراضات هذه النضرية:

1- يشعر الانسان بحاجة ملحة لاشباع حاجات معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، لأن هذه الحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد يسعى للخلاص منه عن طريق اشباعها.

2- رتب ابراهام ماسلو هذه الحاجات على شكل هرم يبدأ من القاعدة التي تشمل الحاجات الاساسية للبقاء ثم تتدرج صعوداً حسب اهميتها (حسب وجهة نظر ماسلو) واصطلح على تسمية هذا الهرم (هرم ماسلو)

3- الحاجات غير المشبعة لفترة طويلة قد تؤدي الى الاحباط والتوتر وبالنتيجة الاَم نفسية، يلجأ الانسان بسببها الى اللجوء الى حيل دفاعية ليحمي نفسه من الاحباط، وهذا الفعل ( الاحباط) ورده (الحيل الدفاعية) يؤدي الى اضطرابات نفسية.

945-alaa2

يحتوي الهرم على خمس مراتب تبدأ من القاعدة  الى القمة وكما يلي:

1- المرتبة الاولى - الحاجات الفيسلوجية

وتشمل حاجات الانسان للتنفس والطعام والماء والنوم والجنس والتوازن والاخراج

2- المرتبة الثانية - حاجات الامان

حاجة الانسان للسلامة الجسدية والامن الوضيفي وامن الموارد والامن الصحي وأمن الممتلكات

3- المرتبة الثالثة - الحاجات الاجتماعية

الصداقة والعلاقات الاسرية والالفة الجنسية

4- المرتبة الرابعة - الحاجة للتقدير

تقدير الذات والثقة والانجازات واحترام الاخرين والاحترام من الاخرين

5- المرتبة الخامسة - الحاجات لتحقيق الذات

الابتكار وحل المشاكل وتقبل الحقائق

 945-alaa3

وعلى الرغم من اهمية هذه النضرية فقد تعرضت لمجموعة من الانتقادات، لكنها تبقى انتقادات غير واقعية حسب رأيي لانها تتحدث عن حالات استثنائية وهو ما لايؤثر في رصانة النضرية لان لكل قاعدة شواذ  (يمكن الرجوع لموقع ويكيبيديا لمعرفة التفاصيل)، الا ان الانتقاد الوحيد الذي يعتد به هو عدم ادراج الحاجات الروحية (الدينية) في هذا الهرم وهو خطأ فادح في هذه النضرية، فالحاجات الروحية تمثل اهمية كبرى لمعظم سكان الارض، واعتقد ان ماسلو تعمد اغفال هذه الحاجة لسبب مهم هو صعوبة ادراجها في أي مرتبة فاهمية الدين ذات خصائص هلامية لايمكن حصرها في مرتبة معينة، فالانسان يحتاجها مع الحاجات الفيسلوجية وحاجات الامان وصولاً الى حاجات تحقيق الذات التي قد تتم عن طريق او بمساعدة عملية اشباع الحاجات الروحية (التعاطي مع الدين)، ورغم ان هذا الانتقاد موضوعي وتجنب ماسلو التورط فيه مبرر، لكن المشكلة لم يتم حلها وبقي الانتقاد قائماً منذ عام 1943، وقد حان الوقد لتصحيح النضرية (الهرم) وحل هذا الاشكال المهم الذي اضعف النضرية وجعلها مقتصرة على الحاجات المحسوسة .

بما ان الحاجات الروحية يمكن ان تحتل مكانها المرموق في أي مرتبة من هرم ماسلو فكان يمكن له اضافتها في جميع الخانات، لكن هذه الاضافة ستصطدم مع باقي افتراضات النضرية (التسلسل) وهذا التناقض يفقدها منطقية البحث العلمي،لذالك كان لابد من اجراء تغيير جوهري على الهرم وجعله ببعدين بدلا من واحد، البعد الاول يحتفظ بشكله الاصلي ويتضمن البعد الثاني مرتبة واحدة هي الحاجات الروحية بحيث تتصل هذه الحاجات مع جميع المراتب الاخرى، وبذالك يتم حل مشكلة رافقت هذه النضرية لمدة 70 عاماً.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم