صحيفة المثقف

أهديك كلمة في يومك العالمي

mohsin alafiحيث يتغير هذا العالم، أنت لن تتغيري إلا إلى ما هو أحسن وأبهى ،لن يكون لك غير تلك العزيمة، على أن تقدمي لهذا العالم، رجالات لنساء متألقات،ونساء لرجال ناجحين،أن تقدمي له أعظم ما فيك من الخصال من صبر ومودة وحنان، وأعظم ما وهبك الله من الصفات،اجتهاد وتقدم وازدهار و.....

دعيني أقول لك : إنك من ورث سر الأرض حين بدأ الخلق،فصرت أنت تلك التي حافظت على سر الحياة واستمراريتها .

لن تثقي بي إن حاولت أن أرسم لك تمثالا من شعاع لا يأفل ضوءه،فأهبك إياه هدية،فلو اخترتُ لك غير شعاع النور، لما  كتب لك البقاء،ولَلَحِقك العدم،كون كل الأشياء تبلى وتتآكل ثم تختفي،وكل الكائنات على هذه الأرض تفنى ويلحقها العدم،وأنت باقية بقاء نور الشمس الذي يهب الحياة لهذه الأرض .وهذا ما يحدث في كل أرجاء هذا الكوكب البائس .

فلو بوّأتك مكانة أخالها عظيمة،أخشى أن يكون صنيعي محاولة فاشلة  مني، لاترقى لما هو  فيك وما هو لك،ولو اخترت أن أمنحك هدية، أجد نفسي أحتار ثم أعجز عن اختيارها، واختيار عنوان لها،ولو حاولت لفَّها بورق أو ثوب،أخشى ألا يروقك ما لُفَّتْ به،فلا استطعت بذلك أن أرسم لك طيفا ولا أن أجد لك شبيها،  ولا نفسي تطاوعني لأرضى عن إهداءاتي لك، فعرضت عن هديتي هاته،وقررت إهداءك وردة،ورغم ذلك احترت حين وجدت الكثيرين وقد فرقوا بين الورود، وأقاموا الحدود باعتماد ألوانها،فالأحمر من الورود  بات للحب،والأصفر منها بات للغيرة،رغم أنه لا حب بلا غيرة،ولا حب بلا صبر، ولا حب بلا تضحية، و....

فعلا عبثوا بمعاني تعبيرات الورود الحقيقية،فأجدني أقرر اقتناء كل الورود التي أجدها عند بائعة الورود،ولكنني أخشى أن يضايقك منظرها، حينما تغدو ذابلة وقد اصفرت وريقاتها،وذهبت بهجة ألوان وعطر  ورودها،لذا أقرر اليوم العدول عن قراري إهداءك ورودا ،وإرجاع الورود لبائعتها، واعتذر لها،ثم لك،ولكل نساء العالم، لأنني لم أهديك شيئا مما يهديه الرجل للمرأة .

 سأسير على نهج الأولين من الشعراء والأدباء والكتاب،فأهديك كلمة في محمولها كل الإحساس،والعطف، والحنان، والمودة،........حين قالوا لك: زينة كل الورود أنت، وعطرها وسحرها أنت، وجمال ألوانها أنت، أنت السر الذي لا يعرف له مدى إلا بك، أنت البلسم الذي يهب هذه الدنيا الحياة،فبِاسْمِي واسم من سمَت روحُهم وعَلَت كلماتُهم،أهديك كلمة في يومك العالمي السعيد هذا،وكل عام ونساء العالم بألف خير .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم