صحيفة المثقف

رأسُ الفُراتِ

saad yassinyousufتُغطّي الأجسادَ بريشِها

كي لا تجرحَ السماءَ

 


 

رأسُ الفُراتِ / سعد ياسين يوسف

 

بابلُ التي اصطبغتْ

بالدَّمِ  حدَّ الخاصرة ِ

وعلى مَشارفِها ...

ترفُّ راياتُ الفراتِ

تضمُّ بصَدِرِها

هَولَ الفجيعةِ

وهيَ تخطو

بينَ أجسادِ النخيلِ المشتعلِ

بِطَعناتِ الشَّظايا والرِّماح ِ.....

رافعةً جلبابَها المدمي َّ نحوَ العرش ِ.

تحتجب ُالشّموسُ ..

تَصمتُ موسيقى المعابدِ القريبةِ

التراتيلُ

العصافيرُ...

تُغطّي الأجسادَ بريشِها

كي لا تجرحَ السماءَ.

الأشجارُ نَفَضتْ أوراقَها

لَّكنها احترَقتْ قبل الوصول ِ

هُم يحلمونَ اللحظة َ

او يَسترجِعون للمرَّة ِالأخيرة ِ،

صُورَ الأحبَّة ِ

يُودعُونها الله َ.

الصَّمتُ مُطبقٌ

إلّا من موسيقى الدُّخانِ الناعية ِ

فيضُ الدماءِ يد ٌ

جرحٌ،

وأغصانٌ

أثكلتَها الحرائق ُ

الكاسِرونَ مرايا الصَّحو ِ

أمسَكوا عنقَ الفراتِ...

لوَوهُ

قطَعوهُ

ليَدخُلوا أسوارَها

غير أنَّ النهرَ أبى أن  يستديرَ

تُوغلُ الأفاعي

تنفثُ الموتَ

في شارعِ الموكبِ

لكنَّه مازال َ

يبحثُ عن رأسه ِ

بين أشلاءِ انفجارِ بابل

ا

ل

أَ

خ

ي

ر .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم