صحيفة المثقف

أمنيات في حفل زفاف العاطلين

في الخميس الماضي تم زفاف مهندسة الطاقة على المهندس المدني وبحضور زملائهما في الجامعة من المهندسين في كافة الأختصاصات، لم ينل أحد منهم شرف خدمة الوطن بعد التخرج، الجميع عاطلون عن العمل في موجة البطالة التي تمتد تياراتها لتشمل خريجي هذا العام والاعوام السابقة، ولكن هذا العام كان الاقسى على "صحبة الارصفة"؛ حيث تعطل القطاع الخاص حين تعطلت إستثمارات القطاع العام بفعل أزمة أسعار النفط التي ألقت بظلالها على كل الاقتصاد العراقي ولكوننا قد أختزلنا كل الصناعة العراقية العريقة بـ "حب السفايف" !.

أمنيات كثيرة في حفل الزفاف: "الولد الصالح" و"الحياة السعيدة" ولكن من أين تأتي الحياة السعيد وكيف سيكون حال الولد الصالح القادم بلا عمل للوالدين، يُجبر شبابنا على الزواج خوفاً من مضي قطار العمر بالهاث خلف الوظيفة الحكومية وحينما تصطدم كل طموحاتهم بإيجاد فرصة عمل تناسب توجهاتهم الدراسية وشهاداتهم، فالعالم بأجمعه يضع الموازين الدقيقة لممارسة الاعمال، وبنشاط واضح يهب الخريجون لإثبات جدارتهم للشركات الاهلية والعامة ليفرضوا قدراتهم وإمكانياتهم ليحضوا بفرصة العمل، إلا أننا ومع آلاف الشركات الوهمية التي أدرجها مسجل الشركات نظن أن لا عاطل لدينا، وإذا بنا نكون أمام آلاف الشركات والمصارف التي تم تأسيسها فقط كي تستلم عقداً حكومياً من بعض المعارف في الوزارات ولتبيعه لمتعهد آخرى ولأخر ولتنتج آلاف المشاريع المتلكأة التي أشرتها وزارة التخطيط أو لنهب مزاد العملة .

ليس من المعقول أن مئآت الالآف من خريجي الجامعات والمعاهد العراقية لسنا بقادرين على تطويع مهاراتهم لصنع شيء جديد على الرغم من أن تلك المشكلة من مخلفات الماضي البعيد والقريب إلا إننا لم نمتلك حتى اللحظة لستراتيجية واضحة لإستقطاب هؤلاء الخريجين .

أحد الحضور أطلق مقترحاً لانرى سبيلاً إلا لطرحه عسى أن ينال الرضا: بما أن الحكومة غير قادرة على وضع للتعينات في المؤسسات الحكومية لكونها تصطدم بقلة الإيرادات للموازنة نقترح أن يتم إستقطاع جزء من راتب الاب وجزء من راتب الأم ليمنح كراتب للأبن ويعيّن في أحد المؤسسات الحكومية، ولهذا المقترح فوائد كثيرة فنحن سنجنب الحكومة منح رواتب إضافية لا تستطيعها في الوقت الحاضر .. وسنساهم في بقاء الموظف الخريج في محيط ما تعلمه عملياً لكون الجميع يعلم بأن مع تباعد السنين بهم ستظهر لنا مشكلة نسيان المعلومات الأكاديمية التي تلقوها من مقاعد الدراسة وبعد سنوات، قد تطول كثيراً، سيكون بحاجة ماسة لإعادة التأهيل، ثم أنه يمكننا الجزم بأن هناك طاقات كبيرة موجودة لدى أولئك الخريجون وقد تدفعهم حاجتهم للعمل على الابداع، كذلك سيكونوا على مقربة من المؤسسات الحكومية والمصانع المحدودة وتحت عين الحكومة الراعية لهم، أو هو مايجب أن تكون عليه، وكذلك نقلل من زخم العاطلين وفوائد أخرى أهمها أن يشعر الخريج بأهميته في صنع القرار ويكتسب قناعة ذاتية مهمة له في بداية حياته العملية والزوجيه وتمنحه ثقة بالنفس، نحن نؤسس لإعادة تكوين جيل جديد قادر على الاعتماد على نفسه مستقبلاً فقد تفرز لنا تلك التجربة رجال لهم الاهمية الكبيرة في العمل .. وزواج سعيد أن شاء الله .

 

زاهر الزبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم