صحيفة المثقف

دعوة غير رسمية لوزيرة الصحة والبيئة

الرؤيا التي وضعتها وزارة الصحة والبيئة  العراقية للعمل على تنفيذها للأعوام (2013-2017) تمثلت في "مجتمع معافى جسدياً ونفسياً واجتماعياً " ؛ مرّ على وضعها ثلاثة أعوام وإعتقد بـأننا لن نصل لها في العام القادم لأسباب كثيرة أغلبها خارج إرادة الوزارة متمثلة بالتخصيصات المالية المتاحة لتنفيذ الوزارة لخططها وبعضها من صلب عمل الوزارة ولا نستطيع القرار بذلك فلعل هناك ظروف داخلية منعت الوزارة من تنفيذ هذه الرؤيا ، ولكننا نرى بأن وزارة الصحة والبيئة لها القدرة أن تفعل شيئاً من باب الوقاية من أمراض قد تعود لتداهمنا كما حدث في الصيف الماضي حين كانت الكوليرا وحبة بغداد وغيرها تفرض سطوتها كأهم الاحداث اليومية .

لم تسعفنا الظروف لنصل بتلك الرؤية الى بر الامان وتدخل الى حيز التطبيق الكامل ، والحمد لله أن تم مواجهة الكوليرا بـ 500 ألف جرعة ومع مساعدة الشتاء وبرودة الجو تم القضاء على المرض ولكن أمامنا صيف قادم وأعتقد ، لا سمح الله بذلك ، أننا سنكون في مواجهة الكوليرا أيضا والسبب سيكون جلياً إذا ما لبت السيدة وزيرة الصحة والبيئة الدعوة لزيارة أسواق الخضار في منطقة الباب المعظم وبقية اسواق المدينة وبالاخص المناطق الشعبية في الرصافة ، أخترنا هذا السوق لكونه قريباً من مواقع وزارة الصحة ، حيث لا تبعد أكثر من نصف كيلومتر على أن تقوم الوزيرة بزيارة كل السوق بمافيه الجزء المرتبط بموقف السيارات وأن لا يمنعها أحد من الاقتراب من دورة المياه .

انا شخصياً لا أعتقد انه سوق للخضار ، بل هو مصنع جرثومي متكامل ، فالقذارة والمياه الآسنة تغطيه صيفاً وشتاءاً وأنواع الذباب بمافيها الذبابة الحلزونية والبيضاء وأنواع أخرى غريبة موجودة والمستنقعات واضحة المعالم برائحة نتنة ، هذه ياسيدتي هي اسواقنا التي نبتاع منها قوت يومنا ومنذ سنوات عدة بأنتظار أن تنفجر اجسادنا بمرض يطيح بنا ، وبما إنك المسؤولة عن وزارة البيئة أيضاً فهذا ما سيعطيك حرية الحركة والتقرير بشأن هذا السوق وبقية الاسواق ونتمنى عليك سيدتي ، إذا لم يسعفك الوقت ان ترسلي لجنة لتقييم وضع تلك الاسواق وانا واثق من قرار تلك اللجنة أن يكون في قلع السوق من جذوره وإعادة تصميمه وفق مواصفات تكفل تحقيق ما قد يعرف بأهم رسالات الرؤية الموضوعة وسيقلل ذلك كثيراً من إنتشار الامراض الفتاكة .

لا نعلم بيد من القرار بإعادة تنظيم السوق أو إلغاءه نهائياً ، فوزارة الصحة بعد أن ألحقت بها وزارة البيئة أصبحت كتلة هائلة من الطاقات والكفاءآت الصحية والبيئية ويجب ان تكون قادرة على التغيير والأمر بذلك لمصلحة شعبنا الذي لازال مريضاً جسدياً ونفسياً واجتماعياً !

 

زاهر الزبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم