صحيفة المثقف

امريكا والصراع الطائفي في المنطقة

كلما اردنا ان لانصدق حكاية المؤامرة ونتحدث باسهاب عن فشلنا وغبائنا نحن المسلمين واعني مسلمي اليوم مسلمي منطقة الشرق الاوسط ونبتعد عن اتهام امريكا التي هي بطلة تلك الحكاية اي حكاية المؤامرة لكن قرارات وتدخل تلك الدولة في شؤون الشرق الاوسط بالخصوص الدول الاسلامية او بالاخص الدول التي يتواجد فيها الشيعة يصك اسماعنا صدى نظرية المؤامرة من جديد ونتحدث عنها بشغف فامريكا دولة تتصدر النظام العالمي وتمثل قطبا وحيدا له وهذا يستلزم منها ان تحافظ على تلك الصدارة لان ذلك يضمن لها مصالحها العظمى ومصالح شعوبها المستقبلية مادامت كذلك فاي شعور من ان هناك قوة اخرى تبحث عن زعامة العالم او شعب يعتقد انه مؤهل لذلك من خلال دين سماوي او ايدلوجية ارضية سيدق ناقوس الخطر في ساحة تلك الدولة الزعيمة او العظمى وتعلن عن حالة من التأهب على المستوى البعيد والقريب وهذا الكلام قد يعلن عن جزءا ليس بالجزء الرئيسي لتبني فكرة المؤامرة من قبل تلك الدولة بمعنى (ان مصالح الدول السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي من تقف خلف قضية المؤامرة وبذلك تكون اصابع المصالح هي من تحرك خيوط اي مؤامرة) هذا من جانب ومن جانب اخر عندما تكون تلك الشخصيات والزعامات التي تحرك ذلك البلد المتصدر للعالم المتفرد بقراراته زعامات متشددة ومتطرفة مؤمنة بثقافة دينية متعصبة لها ستتحول القضية الى بحث اخر وستكون المؤامرة من نوع جديد بل اكثر قسوة وظلما لمن تحاك ضده للاختلاف العقائدي فصراع الاديان صراع تأريخي دموي فمن حقنا بعد ذلك ان نتصور مدى خطورة ما يحاك للمسلمين لايمكن ان نغفل تلك التحركات العالمية ضد شعوبنا وهذا لا يعني اني ابرء ساحة تلك الشعوب عن ما حل بها من خراب ودمار لا بل العكس تماما انها المسؤول الاول والاخير عن نجاح تلك الاستراتيجيات المعادية تجاهها بل اؤكد انها شعوب ضعيفة في كل شيء في ايمانها بقدرتها في عقيدتها في فكرها في توكلها لذا كانت امريكا مسرعة في ابادتها ومحاربتها لانها تتحدث عن دين سماوي يمكنه ان يقود الحياة في هذا الكوكب وليس لأمريكا ولا لشعبها فيه بما يحمله من فكر ودين الحق في السيادة والريادة والتصدي للقيادة العالمية ولان هذه الشعوب الاسلامية تتحدث عن منقذ عالمي اعدته السماء يصارع السنين والتأريخ لتولي مهمة سيادة النظام الكوني في هذا الكوكب كان عليها ان تضرب بقوة بل تحوك خيوط وخيوط وتسبق الزمن لان تكون هذه الشعوب ممزقة متهالكة تعبة تعيسة لايمكنها ان تفكر ولو للحظة انها قادرة على تحقيق ما تحمله قلوبهم من عقيدة لست مبالغا في ذلك لكنني قد شاهدت افلاما امريكية تتحدث مخابراتها عن نبؤات مستقبلية وخطط جهنمية لمئات السنين القادمة قد لا اتهم أمريكا بالصراع الطائفي في المنطقة تخفيفا من حدة نظرية المؤامرة لكنها بكل تأكيد كانت هدية فوق طبق من ذهب لها وستحاول بكل ما لديها من وسائل ان تبقي على طرفي الصراع قائمين يعني كلما ضعف طرف قامت بتسويتها وتهيئته من جديد وهكذا الى النهاية وللحقيقة أقول انها قد تجد في جزء من المسلمين هذا الخطر وهي الان في خضم صراعات منطقتنا من أجل ان تجعل من هذا الجزء مهزوما فاقدا لكل مقومات التحدي فهي تستهدف قياداته وشخصياته استهدافا علنيا فلصراع الطائفي لاينتهي بانتصار احد طرفيه بل بانتصار لطرف اخر يقود العالم والشعوب نحو الاستعباد

 

عباس موسى الكناني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم