صحيفة المثقف

حماية دول الخليج من الولايات المتحدة الى اسرائيل!!

هذا ليس افتراءا على "دول" الخليج، فقد حدث في مناسبتين سابقتين وفي الدورة 145 للمجلس الوزاري العربي في القاهرة ،فبعد تصنيف حزب الله منظمة ارهابية باجتماع وزراء الخارجية لدول الخليج ومعها "دول عربية" مؤيدة لها طمعا بمساعداتها المالية التي سوف لن تأتي ،وسوف لن تذهب هذه الاموال ان اتت الا للتخريب واستعداء الدول العربية ضد بعضها،رفضت التضامن مع لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على قراه وبلداته الحدودية ولو على الورق!! ورفضت ادراج الكليشهيه: "دعم لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية" في بيانها الختامي كالعادة!! فاذا كانت هذه الدول غير مستعدة للتضامن مع دولة عربية مهددة فما فائدة هذه الاجتماعات؟ بل انها تخلت حتى عن دعم الجيش اللبناني وحقه في الدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية المنفلتة على قراه وحدوده .مما دفع وزير خارجية لبنان جبران باسيل للتساؤل: «هل تريدونني أن أبلغ حكومتي أنكم مع اسرائيل ضد لبنان؟ .. ومع عدم دعم الجيش؟ مما يدل بشكل واضح بان قرار هذه الدول المسماة عربية، يتعدى ادانة حزب الله وتصنيفه منطمة ارهابية الى معاداة لبنان وابنائه لانهم تصدوا للعدوان الاسرائيلي بما يحفظ امنه وسيادته .

فما العدائية اتجاه لبنان، المواقف ونقلت اكثرية وسائل الاعلام العربية تساؤل الوزير اللبناني الذي يبدو انه تفاجأ بمثل هذه

فائدة هذه الاجتماعات اذا تنصلت عن الحد الادنى للتضامن مع بلد عربي تحت التهديد المستمر لاسرائيل؟؟

لا يوجد بطبيعة الحال اي عربي يعول على مثل هذه الاجتماعات التي دخلت في اللاجدوى والروتين منذ زمن طويل ، ولكن لم يشتط به الحال فيتوقع بانها يمكن ان تتنصل من التضامن على الاقل مع دولة عربية تستحق التضامن والدعم لما تواجهه من مخاطر نتيجة الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة وتجاوزها على امنه وسيادته،

معلوم ان هذه الدول بما فيها السعودية محميات امريكية، لا تستطيع رسم سياسات مستقلة ولو بالحد الادنى بدون موافقة امريكا وبالضرورة اسرائيل ،فاسرائيل سياسيا واستراتيجيا امريكية ،وهذه الدول وفقا لذلك منقادة الى اسرائيل ، وهذه المواقف المخجلة لدول الخليج اتجاه لبنان ناهيك عما يحدث للمدنيين من مجازر في اليمن ،مقدمات لترحيل حماية هذه الدول الى اسرائيل بوقت قريب !! اي اننا على اعتاب مرحلة جديدة محورها الامن القومي الاسرائيلي وليس الامن القومي العربي وفقا للدورة 145 للمجلس الوزاري العربي في القاهرة !!

وسيكون عنوان المرحلة القادمة لهذه "الدول": نقل مهمة حمايتها من الولايات المتحدة الامريكية الى اسرائيل، الولاية "المخلصة" القريبة من هذه الدويلات ،ووضع وارداتها المالية تحت تصرفها.. وحسنا فعل الوزير باسيل حين سجل تحفظاته السياسية على قرارات الاجتماع الوزاري العربي في دورته 145 خطيا في القاهرة. لانه ليس من المستبعد ان تكون تلك القرارات المخزية صدرت باوامر من اسرائيل وليس من امريكا هذه المرة .

والسؤال هل تنجح اسرائيل بهذه المهمة الجديدة؟؟ علما ان الشعب الامريكي باكثريته يؤيد القضايا العادلة حول العالم ،بغض النظر عن مواقف حكومته الرسمية ، وموقفه من المنظمات الارهابية وداعميها ك"داعش" واضحة ،والقضية العربية المركزية القضية الفلسطينية لها اصدقاء ومؤيدون اكثر مما نظن في الولايات المتحدة الامريكية ،وشعوب دول الخليج العربي .

 

قيس العذاري

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم