صحيفة المثقف

مخلوق متوحش من لم يؤمن بالحوار

abas mousaalkhnaniالحوار لم يعد مجديا في تغيير القناعات والاعتقادات او في تصدير الافكار واستيرادها وقد عده البعض انه سلوك قديم او كلاسيكي لم يثمر ابدا وخصوصا في البيئة الاسلامية وهذه القضية ان صدقت في بيئة معينة ما قد تؤشر الى شيء مهم وخطير في سلوكيات الانسان الذي يعيشها فالحوار هو من اهم مقوماته التي تجعله يختلف كثيرا عن بقية المخلوقات التي تسايره على هذا الكوكب وفقدان هذه الصفة او هذا الفن لاهميته وتأثيره في عالم الانسان يجعله كائنا غريبا ومتوحشا وبيئته لا تختلف عن بيئة الغابة ومخلوقاتها الغير منطقية في الواقع الذي نعيشه ونلمسه على مستوى الافراد والشخصيات وعلى مستوى الجماعات وخصوصا الجماعات الدينية ان القضية هنا صادقة جدا ولم نلمس ذهنيا الانادرا جدا لايقاس به عكس هذه القضية او كذبها ومن هذا المؤشر الخطير وجد المسلم المعاصر نفسه بحاجة جدية الى النظر او البحث عن اسلوب وطريقة وفن اخر لكسر طوق تلك القناعات والثقافات والايديولجيات للتعامل بها عند الاختلاف مع اخيه الانسان او مع الجماعات في حياة ديدنها الاختلاف في التوجهات والرؤى نعم هناك طريقة اخرى استخدمها الانبياء احيانا لمواجهة الرأي الاخر واثبات عدم أهليته لأيجاد نور الاقتناع في ذهن الاخر وهي المعجزة التي هي كسر لحدود القوانين الطبيعية واثبات الشيء المدعى بخارقية معينة وان كان يبدو من المعجزة نفسها ان الحوار لم يكن مجديا حتى في زمان قديم مع الانسان وهذه النقطة قد تكون نقطة عرضية على اي حال كون الانسان المسلم الان الذي لايؤمن بالحوار و بتأثيراته غير قادر على ايجاد المعجزة لانها من اختصاص الانبياء والاولياء الصالحين فهو يلجا الى فن الحرب والقتل والسيف وقطع الراس هذه النتيجة التي انتهى اليها المسلم بطبيعة الحال انها نتيجة كارثية تدل على فقدان العقل تماما فعدم الايمان بالحوار هو نكران للعقل والفكر والمنطق وايضا تدل على عدم الايمان لأن القران تحدث عن الحوار ولزوم تأثيره في ايات كثيرة كما في قوله تعالى (وجدلهم بالتي هي أحسن) وعدم صلاحية الحوار في هذه البيئة الاسلامية يوحي الى فقدان وضياع الاخلاق لان لغة الحوار هي أخلاق كريمة ومهارات تحكم لغة التعامل الراقي بين الناس. يمكننا بعد هذه النقاط التي أشرنا اليها في هذا المقال والمترتبة على عدم الايمان بالحوار ان نجرد من يعيش في هذه البيئة التي لا تتنفس أجواء الحوار ولا تشعر بتأثيراته انها لا دين لها ولا أخلاق ولا عقل وتشبيهها بمنطق الغابة وحيواناتها ظلم كبير لا يغتفر ونسأل الله بعد ذلك المقال الثبات و الهداية

 

عباس  موسى الكناني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم