صحيفة المثقف
عشبة ُ السماءِ
تهويمةَ الوداع ِ بتبعثرِ اللغةِ،
الصرخات ِالمضرجة ِ باختناقِ الحروف ِ
عشبة ُ السماءِ / سعد ياسين يوسف
قبلَ أن ْ يختفي
تحتَ سَحابةِ البرقِ
أشارَ إلى الجسورِ التي
أحنى ظهرَها إنتظارٌ عتيق ٌ
وهيَ تتفقدُ كلَّ يوم ٍ
سِلالَ زهورِها البيضاءَ
المحدقةَ في شجرة ِالسماء ِ
على طولِ امتدادِ خيطِ الدخانِ
وكلما آلتْ إلى الذبول ِ
نفختْ فيها من وردِها
وأوحتْ إلى أنوارِها إذْ استبدَّ بها هاجس ُ
الأفولِ ...
أنْ ارقصي على مرآة ِ
هذا الماءِ ...
بكلِّ مالديكِ من جنونِ حزنِك المعتقِ
في صدرِ الغريقِ، وهوَ يرسمُ بيدينِ
من أسى، تلويحةً بألفِ يدٍ
تهويمةَ الوداع ِ بتبعثرِ اللغةِ،
الصرخات ِالمضرجة ِ باختناقِ الحروف ِ
قبلَّ أنْ يعبرَ جسرَ الامنياتِ
لتضجَّ فوقَ ظهرهِ
خُطى العابرينَ المثقلينَ بلا وجوهٍ
وهم يسرقونَ فضاءاتِ الضياء ِ
بملابسِ الحجرِ المقدسِ
ويسحقونَ عشبةَ السماءِ