صحيفة المثقف

صورة مخزية ان يكون المواطن بلا تامين صحي

abas mousaalkhnaniالتأمين الصحي للمواطن من أهم ما يمكن ان توفره الحكومة لشعبها فاغلب المواطنين الذين لا يملكون غير اقواتهم اليومية يشعرون بالقلق من موضوع الوعكة الصحية المفاجئة والتي تستوجب مالا كثيرا او اطباء ومستشفيات مختصة او حتى السفر الى خارج البلاد ليس هناك اغلى واثمن من الصحة نعم قد اسكن منزلا كمؤجر لسنين او اني البس ملابس عادية جدا او اني اكتفي برغيف خبز وبعض المواد الغذائية لكن ان اكون مريضا غير معافى هذا امر غير مقدور عليه فقدان الصحة والمرض شيئا ليس بالمقدور ان تصبر عليه وانت لا تستطيع ان تجد مالا لتعالج به نفسك فينتهي عند اول وعكة صحية الامل بالحياة ويبدأ عداد الألم والموت وتبدا قصص الوصية الحزينة بالاطفال والعيال تختمها الشتائم والسباب على مسؤولي وسراق هذه الارض وهذه البلاد الذين امنوا لأنفسهم تامينا صحيا خاصا لهم ولعوائلهم فهم من نزلة برد يزورون مستشفيات واطباء في اوربا بينما الكثير من العوائل تجدهم يسكنون عشوائيات اشبه بالكهوف القديمة لكن موضوع السكن قد يعالج في يوم ما ولكن عندم تنظر الى مرييض طريح فراش لا يجد من يرحمه من الالم ليس لديه حتى مبلغ يشتري بها حبوب مسكنات الصداع براسيتمول عندها تعم الفوضى الافكار وتسقط كل المسميات وتعيث في قلوبنا الشكوك وينتصر الخوف وتختفي الاضواء ويعم الظلام بصراحة ليس هناك أهم من هذا الجانب لن يكون الفرد العراقي مستقرا مادام يشعر انه في خطر دائم وانه مهدد مغلوب على أمره في عالم يضج بالصراعات من اجل البقاء ليس من الانصاف ان يكون هناك شريحة من العراقيين مشمولة بالتامين المالي الصحي ويبقى الاخرون لا تامين لهم انها صورة بشعة جدا وشعور قاتل يشعر به المواطنون فاغلب ما يجر الناس الى الجريمة وحتى الارهاب هو انه يعيش دوامة الخوف والارق والقلق من الفقر والعجز في ارض تملاها الكنوز كم هو جميل شعور المواطن بالاستقرار والطمانينة من ان هناك خلف جدران بيته من هم يحرسونه ويحمونه ويؤمنون له مستقبله وخصوصا الصحي منه هذا الشعور سيجعله ايجابيا مبدعا ملتهبا بحب الارض والوطن فليس امرا صعبا ولا معقدا ان تبادر الحكومة من ان توفر مبلغا من المال باي مسمى كان الامن الصحي الحماية الصحية لكل مواطن يحتاج اليه فمجرد الشعور بحماية صحية ستتغير الكثير من الامور والقضايا عند العائلة العراقية ولكن عندما تتركوهم لوحدهم يصارعون الفقر ويستسلمون للموت سينتهي الحال بالمجتمع والوطن الى ما لا يحمد عقباه

 

عباس موسى الكناني 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم