صحيفة المثقف

حوار شامل مع وزير الدفاع في عهد صدام: سلطان هاشم أحمد (1)

soltan hashim- سلطان هاشم يضع تصوره لخطة تحرير الموصل

- مشاركة الحشد ضرورية –على أن يستخدم بطرق خاصة

- قلت للرئيس: قد تتطلب الحرب أن نهدم مابنيناه

- وضع صدام يده في يدي قائلاً: هل تطلب شيئاً؟

- تقسيم العراق سينعكس سلباً على تركيا والسعودية

- دولتان من الجوار هما الأخطر

- التدخل العسكري السعودي في العراق سيتعرض للهزيمة

- ماحدث في سفوان كان إجتماعاً تقنياً

- رافقني الى خيمة سفوان ستة ضباط برتب عالية هم كل من:

- المقاتل الإيراني كان يتمتع بمعنويات جيدة .

- لم يكن في الأنفال مدنيون

- لا أنفي استخدام الكيمياوي، ولا أؤكده كذلك

- ماحدث في نهر جاسم والفاو كان مطحنة وليس معركة

- عدنان خير الله هو من نسبني لحزب البعث

- نصحني ميلوسوفيتش: إكسبوا جواركم

- شوارزكوف يرد على سؤالي: اتركها للتاريخ

- ندمت لأني سلمت نفسي للأمريكان

- لم يف الأمريكان بوعودهم لي

- ليتني سمعت كلام أبي مربي الجِمال

- صدام حسين كان يحب أن نطلب منه، وأخذ برأيي مرات عديدة

- أنقذت 60 ضابطاً من الإعدام

- طلبت من الرئيس ابقائي رئيساً للأركان بدل تعييني وزيراً للدفاع

- وضعت خطة للإنسحاب من الكويت في 8 أيام

- لم تكن وزارة الدفاع تمتلك قراراً بتحريك القطعات

- ابلغتُ بقرار تنفيذ الإعدام، ولم أبلّغ بتأجيله .

- بدء غزو الكويت سمعته من الراديو

- أخبرت الرئيس صدام بأن الأمريكان سيكونون في بغداد خلال أسبوع .

- أعجبت بشخصية سعيد حمو .

- منزلي في بغداد أكملته بعد 8 سنوات .

 

قصتي مع سلطان هاشم

بدأ اهتمامي بقضية الفريق أول ركن سلطان هاشم احمد الطائي، في مقال كنت قد نشرته على موقع صحيفة (المثقف) العراقية بتاريخ 12/ 6/ 2011، مشتقّ من دراسة عن الجيش العراقي ودوره في الدولة العراقية الحديثة مثبتة في كتابي (العراق الجديد – قلق التاريخ وعقدة القوة) ص184، وقد ذكرت فيه قضية وزير الدفاع الأسبق بعد الحكم عليه بالإعدام وما إثارته من لبس .

ومما جاء في بعض فقرات المقال مايأتي:

((من الفصول النادرة في تاريخ العراق الحديث، الذي يكاد يجمع فيه العراقيون ـ أقله في مكونهم العربي بشقيه الشيعي والسّني ـ على إظهار تعاطف بهذه التلقائية مع شخصية عسكرية، إذ ان قصّة العراقيين مع عسكرهم، لا تسودها في الغالب صفحات ودّ كثيرة، نظراً لما في سجل ذلك العسكر من دماء ومجازر، لكن الجنرال سلطان هاشم وزير الدفاع في عهد "صدام" إخترق الذاكرة العراقية ليصل الوجدان، والأغرب انه الوحيد الذي شذّ عن قاعدة العداء لقادة نظام البعث الذي يحملها أغلب العراقيين))

وكان تفسير ذلك التعاطف برأيي، ربما يعود في بعض وجوهه إلى إنه (واحد ممن نالوا رتبتهم بكفاءته الشخصية وبإستحقاق تراتبيته العسكرية)

وقد ذكر المقال ان الجنرال المذكور ونظراً لما (عُرف عنه من الهدوء والإتزان، وكان نادر الكلمات، يميل الى الصمت والإختصار، وفيما كان القادة الآخرون يكيلون المديح لصدام ويعدونه بالنصر، أدلى الجنرال سلطان هاشم برأي أكد فيه استحالة الصمود، وقد صحتّ تقديرات الرجل التي حسب فيها أن العراق سيهزم في بضعة أسابيع وان زمن صدام قد انتهى لامحالة)

(لقد تبيّن ان الجنرال هاشم عسكري محترف، يجيد قراءة الوقائع، كما انه صادق الكلمة قد يضطر للصمت في المواقف الحرجة، لكنه لا يلجأ إلى المراوغة والخداع، أما التحول الأكثر وضوحاً، فتمثّل بما ذُكر عن موقف المرجع السيد علي السيستاني الذي كان قد نصح الحكومة بإيجاد مخرج قانوني لقضية سلطان هاشم، يمكنها من تخفيف حكم الإعدام بحقه))

وقد خلص المقال إلى نتيجة مفادها إن الرجل إذا صحّ فيه العفو، فيمكن الإستعانة بخبرته العسكرية لإعادة بناء وتأهيل الجيش العراقي الجديد، آخذاً بنظر الإعتبار مقياساً لما كان يتداول عن نسبة (الضباط) غير الكفوئين ممن أفرزتهم الأحزاب والقوى السياسية من محازبيها، دونما أي إعداد وتهيئة كافيين لما تتطلبه المهمة الصعبة للعمل بصفة ضابط، كذلك مفصلية المرحلة التي كان يمرّ بها العراق.

بعد نشر المقال، تعرضت لانتقادات شديدة تخللتها اتهامات وطعونات قاسية، لكن ذلك ما كان ليوقفني عن عزمي في تأليف كتاب عن الجيش العراقي في مرحلة هي الأصعب والأكثر دموية في تاريخ العراق، خاصة تلك الممتدة منذ عام 1970 – ولغاية 2003- وقد وضعت في اعتباري أن أقابل القادة من الضباط الكبارالذين لعبوا دوراً محوريا في معارك مصيرية فاصلة، ومن ثم فعلى رأسهم سلطان هاشم الضابط الأكثر شهرة وألمعية من بينهم – أقله فيما ارتسم عنه في أذهان الكثير من العراقيين والعرب - .

لكن الطريق الى لقائه لم تكن ميسرة، فالرجل سجين مهم ومحكوم بالإعدام، لذا فمقابلة من هذا النوع لإجراء حوار شامل معه، هي سابقة لم تحدث من قبل، لافي العراق، ولافي بلد آخر .

لكن قيض لي أن أجد من يتعاطف مع طلبي، بل ويشجعني عليه، فبصرف النظر عن الموقف من النظام السابق وما ارتكبه بحقّ العراقيين، إلا ان ما حدث أصبح جزءاً من تاريخ ما زال ينعكس بكل ثقله على العراق وشعبه، لذا فمن حقّ أجيال العراق أن تعرف ماحدث، وهكذا بدأ المشوار الطويل لترتيبات اللقاء مع سلطان هاشم.

وكان أول المستجيبين النائب الدكتور ابراهيم بحر العلوم، الذي تحدث شخصياً مع وزير العدل حيدر الزاملي، ثم تقدم بكتاب رسمي يطلب فيه من الوزير المعني، مساعدتي في إجراء الحوار مع سلطان هاشم بكوني باحثاً يكتب عن تاريخ الجيش العراقي السابق .

استجاب وزير العدل للطلب وفق الضوابط والاجراءات المتبعة، وكانت تتضمن الحصول على موافقة النزيل كشرط مسبق، فضلا عن شروط محددة منها عدم استخدام أية وسيلة لتسجيل اللقاء سواء بالصوت والصورة أو بالصوت وحده، ومن ثم كان الشرط أن أدخل وحدي على أن تنتدب لي ادارة السجن من يتولى تدوين اللقاء .

ولأن الموضوع أمانة تاريخية ينبغي أن تذكر فيها الحقيقة وحدها، وكي لايفسح المجال لأيما تشكيك في ما ذكره الفريق أول سلطان هاشم حرفياً، لذا حاولت أن يكون اللقاء بالصوت والصورة كي تبقى وثيقة قاطعة في صدقيتها، ومن أجل ذلك، قمت بزيارة خاصة لوزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري الذي رحب بالفكرة واتصل مباشرة مع وزير العدل حيدر الزاملي في محاولة لاقناعة باللقاء المصور لسلطان هاشم وصابر الدوري محافظ كربلاء السابق، وقد ذكر له مثلاً بأن وفداً من كربلاء جاء لمقابلته حينما كان رئيساً للوزراء، وذلك كي يتوسط بتخفيف الحكم عن محافظهم السابق صابر الدوري الذي يحفظون له الكثير من المواقف الطيبة لصالحهم.

لكن وزير العدل أصرّ على الإلتزام بالإجراءات المتبعة، وهكذا كان.

بعد المخاطبات الرسمية بين الدوائر المختصة، جاء اليوم الموعود في 28/2/2016 – التاسعة صباحاً .

خصص لنا المكتب الخاص لمعاون مدير السجن، وحين دخلت، كان الفريق أول ركن ووزير الدفاع الأسبق، يجلس بانتظاري وهو يرتدي بيجامة بنية اللون، مورد الوجه مبتسم، وقد بدا عليه الانشراح في معرفته بأني جئت لأجري معه حواراً شاملاً، لذا رحب بي أكثر بعد أن اهديت له كتابي (العراق – غمد السيف أم درب المعبد) الصادر في بيروت عام 2012 وأريته ما كتبته عنه .

وما أن قرأ قليلاً عن ذلك، حتى قال مبتسماً: عليك أن تكتب عني كتاباً بإسم سلطان هاشم، فأخبرته بأني فعلاً أنوي تأليف كتاب عن الجيش العراقي، سيكون له فصل كامل إضافة الى بقية القادة – وذكرت له بعضهم مثل صلاح عمر العلي والفريق رعد الحمداني .

قرأت عليه محاور اللقاء والأسئلة الموضوعة لكل محور، كي يستعيد ترتيب ذاكرته كما قال، ثم بدأنا رحلتنا التي تواصلت دون انقطاع، من العاشرة الإ ربع صباحاً، حتى الساعة الثانية بعد الظهر، أي أكثر من 4 ساعات، وقد تركته يتحدث كما يشاء، ولم أتدخل سوى في عنونة وترتيب المحاور كي يأتي اللقاء وفق التسلسل الزمني للأحداث .

وفي نهاية اللقاء، طلبت منه أن يكتب أذا شاء، إنطباعه عن هذا اللقاء، فاستجاب مشكوراً وكتب ما يأتي: 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم