صحيفة المثقف

وجهة جديدة أم ابتزاز..؟!

warda bayaما كشفه مستشار الأمن القومي الأمريكي للرئيس باراك أوباما على أنه اتهام للسعودية بشأن هجمات 11 سبتمبر عام 2001، والذي قد ينتج عنه قانون يحمل المملكة المسؤولية، ويفتح الباب – بحسب محللين- أمام ملاحقتها قضائيا من قبل ذوي ضحايا، الأمر الذي سيعرض أصولها البالغة 750 مليار دولار في أمريكا للتجميد..!

كلام جديد  ونبرة تصعيدية، عنوانها الضغط والابتزاز، خصوصا لو علمنا بأن هذه القصة أتت قبيل زيارة أوباما الى السعودية، وربطناها بما يحدث من تفاهمات أمريكية روسية وأمريكية ايرانية، والتي بحسب المعلومات تؤكد  أن هناك تسويات جديدة في المنطقة العربية نُسجت خيوطها بعد تسوية الملف النووي الايراني، الذي كانت تسعى السعودية لافشاله ولم تفلح، سيفضي هذا التموقع الجديد لايران الى تحالفات أقوى مع أمريكا في ظل لعبة المصالح، وستهمش فيه السعودية وتوضع تحت سوط الابتزاز.. الذي جاء على شكل تهديد أمني واعلامي مبطن على لسان مستشار الأمن القومي "بين رودس"، وهذا ما يتم التخطيط له وفق الأحداث والتطورات الأخيرة من باب  الحق الذي يراد به الباطل ..وأولها التعليقات النارية التي أدلى بها أوباما ضد دول الخليج في مقابلة مع إحدى المجلات الشهر الماضي والتي تعود لسببين اثنين وهما:

-  الزيادة في الإنتاج المحلي الأمريكي من النفط  مما قد يغير نظرة واشنطن للمنطقة. وهذا ما جاء على لسان إلين ليبسون من مركز ستيمسون  للأبحاث في واشنطن : "الجهاز البيروقراطي بدأ يعمل على ترسيخ فكرة  أن الشرق الأوسط أصبح أقل أهمية لنا مما كان من قبل"..!

- الصراع الطائفي الذي يدار في المنطقة العربية بقيادة السعودية وقطر، والذي لم يفض الى نتيجة، في ظل شعور واشنطن بالورطة من خلال التواجد في التحالف بالعراق وسوريا والامداد الحربي في اليمن، وهذا ما يفسر رغبتها وفق التفاهمات الأخيرة مع روسيا وايران في وضع رؤية للخروج من هذا المستنقع.. 

رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قال في أحد مقابلاته أن ايران مستعدة أن تضحي بنفسها من أجل حزب الله، لأن ما يجمع ايران بحزب الله ليست المصالح وحدها، وانما المصالح ومعها الاستراتيجيا والايديولوجيا والقناعات والمصير الواحد، فكذلك امريكا واسرائيل، لنقول أن أمريكا مستعدة أن تضحي بنفسها من أجل اسرائيل لأجل كل تلك المصالح مجتمعة، بينما لن تضحي أمريكا بنفسها من أجل السعودية أو أي دولة أخرى، لأن ما يربطها بها 750 مليار دولار، ستحاول واشنطن أن تحافظ عليها من خلال سياسة "جبر الخواطر" مع المملكة.  

تعتمد أمريكا في دهائها السياسي على تجميع الحجج واستخدامها في الوقت الذي تراه مناسبا، تماما مثلما فعلت مع وثائق بنما.. حيث ذهبت بعض التحليلات، صوب الشرق الأوسط لانتقاء أسماء سياسية بعينها، وتحديداً من دول تربطها معها المصالح، للضغط عليها إعلامياً في سياق المشهد الإقليمي الذي تريده أمريكا . حيث تقول المعلومات أن الولايات المتحدة بدأت تتساءل في هذا التوقيت عن عدد من الأثرياء في السعودية كانوا يساهمون بشكل مباشر، بدعم المجموعات المتطرفة. وأحيانا بدعم الجمعيات الخيرية التي ينتهي بها الحال بشكل ما بتبييض أموال هذه المجموعات”. متسائلة على لسان رودس: “هل من الممكن حدوث ذلك بدون علم الحكومة السعودية ؟”..ويضيف :“بداية، سأتوقف عن القول بوجود نية حكومية متعمدة للسعودية لدعم القاعدة، وأعتقد أن الأمر الصعب الذي يجب على الأمريكيين استيعابه هو أننا نقيم علاقات مع الحكومات بسبب وجود منفعة مشتركة بيننا، متمثلة في النفط والأمن، لكن ذلك يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت بطيئة في الاهتمام لذلك، والسبب يعود إلى آلية بناء العلاقة بحيث كنا نفكر “إلى حد ما” بالأمن والنفط ولم نتحرك للتعمق في تلك الشؤون"..!

الى وقت قريب كانت الرياض مقتنعة ومطمئنة بأن ضخ المليارات لشراء الأسلحة من أمريكا سيدفع واشنطن لإنقاذها من أي مأزق. وأنها ستلتزم الصمت عن انتقاد نظامها وسياستها الداخلية والخارجية، ولكن التصريحات الأخيرة التي جاءت على لسان أكثر من مسؤول أمريكي، تؤكد أن الأيام حبلى بكل التوقعات.

  

بقلم /وردة بية

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم